الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

سباق للتسلح بعد حرب أوكرانيا.. واردات الأسلحة إلى أوروبا تتضاعف

سباق للتسلح بعد حرب أوكرانيا.. واردات الأسلحة إلى أوروبا تتضاعف

Changed

تقرير عن ازدهار بيع الأسلحة مع الحرب الأوكرانية (الصورة: رويترز)
بعدما كانت أوكرانيا لا تسجل واردات أسلحة تذكر، أصبحت مع الحرب الروسية ثالث وجهة للأسلحة في العالم العام الماضي.

أكد تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تم نشره اليوم الإثنين، أن واردات الأسلحة إلى أوروبا تضاعفت تقريبًا في عام 2022، مدفوعةً بعمليات تسليم ضخمة إلى أوكرانيا، التي أصبحت ثالث أكبر وُجهة لها في العالم. 

ومع زيادة نسبتها 93% على مدار عام واحد، ازدادت الواردات أيضًا بفعل تسارع الإنفاق العسكري من جانب دول أوروبية عدة، مثل بولندا والنروج، ومن المتوقع أن تتسارع أكثر استنادًا إلى هذه الدراسة المرجعية.

ثالث وجهة في العالم

وقال بيتر ويزمان، المشارك منذ أكثر من ثلاثة عقود في إعداد التقرير السنوي إن "الغزو تسبب فعلًا في زيادة كبيرة في الطلب على الأسلحة في أوروبا، وهو ما سيكون له تأثير أكبر وسيؤدي على الأرجح إلى زيادة واردات الأسلحة من جانب دول أوروبية".

وإذا ما استثنيت أوكرانيا، فإن واردات الأسلحة الأوروبية سجلت ارتفاعًا وصل إلى 35% في 2022، وفق بيانات المعهد.

وبعدما كانت أوكرانيا لا تسجل واردات أسلحة تذكر، أصبحت مع الحرب ثالث وجهة للأسلحة في العالم العام الماضي، في ظل المساعدات الغربية التي تدفقت إليها لدعمها في التصدي للفوات الروسية.

واستأثر هذا البلد وحده بـ31% من واردات الأسلحة في أوروبا و8% من الصفقات في العالم، وفق أرقام المعهد في إطار تقريره السنوي. ولفت المعهد إلى أن واردات كييف بما فيها الإمدادات التي قدمها لها الغرب ازدادت بأكثر من ستين مرة في 2022.

أوروبا في سباق

ويعتمد المعهد في وضع ترتيبه لتجارة الأسلحة في العالم وحدات خاصة به ولا يأخذ بالدولار أو اليورو. وإن كان من الصعب وضع أرقام دقيقة بسبب السرية المحيطة بالعديد من العقود، فإن حجم تجارة الأسلحة في العالم يتخطى مئة مليار دولار في السنة بحسب الخبراء.

وكانت القفزة في الواردات الأوروبية متوقعة بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا. لكنها تُسرّع بشكلٍ هائل الاتّجاه التصاعدي الذي تشهده القارّة العجوز نتيجة إعادة التسلّح التي بدأت منذ سنوات عدّة بعد ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم.

ويؤكد ويزمان أن "الدول الأوروبية طلبت أو تخطط لطلب جميع أنواع الأسلحة. الغواصات والطائرات المقاتلة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والصواريخ المضادة للدبابات والبنادق والرادارات". ويضيف أنه "يتم بحث كل شيء، لأن الهدف هو تعزيز القدرات العسكرية من كل الأصناف".

الاتحاد الأوروبي الذي يعمل حاليًا على خطة لإمداد أوكرانيا بملايين القذائف، يعمل أيضًا على زيادة إنتاجه محليًا في أوروبا. حيث أعلن المفوض الأوروبي للصناعة تييري بروتون، اليوم الإثنين، أن المشروع يشمل "15 مصنعًا في 11 دولة".

"الشرق الأوسط" 

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية (2018-2022)، وهي الفترة التي تناولها المعهد لتحديد الاتجاهات الرئيسية، زادت الواردات الأوروبية بنسبة 47% مقارنة بالسنوات الخمس السابقة، بينما تراجعت التجارة العالمية في القطاع بنسبة 5%.

وخلافًا لأوروبا، أظهرت كل القارات الأخرى انخفاضًا في الواردات على مدى السنوات الخمس الماضية، مع تراجع ملحوظ في إفريقيا (-40%) وأميركا الشمالية والجنوبية (-20%) وحتى في آسيا (-7%) والشرق الأوسط (-9%).

ففي تغيير ملحوظ آخر، أصبح الشرق الأوسط أول منطقة استيراد في عام 2022 بنسبة 32% من الإجمالي، وفق "سيبري"، متقدمًا على آسيا وأوقيانوسيا (30%) التي احتلت الصدارة لسنوات. واحتلت أوروبا المركز الثالث بنسبة 27% ارتفاعًا من أقل من 11% قبل عقد.

وصارت الصين، الزبون التاريخي لروسيا، تنتج أسلحتها بشكل متزايد محليًا، وهو ما يميل إلى تقليل الصادرات إلى آسيا، وفق المعهد.

إلى جانب قطر (10% من الإجمالي)، فإن بين المستوردين الرئيسيين الهند (9%) وأوكرانيا (8%) والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة (7% لكل منهما) وباكستان (5%).

أما على صعيد التصدير، فلا تزال الولايات المتحدة في المقدمة (40%) تليها روسيا (16%) وفرنسا (11%) والصين (5%) وألمانيا (4%).لكن الحصتين الأميركية والفرنسية ارتفعتا بشكل ملحوظ، بينما انخفضت حصة الدول الثلاث الأخرى.

وتراجعت صادرات الأسلحة الروسية التي كانت تمثل حوالى 30% من الإجمالي قبل بضع سنوات "بشكل واضح"، وفق ما أشار ويزمان. 

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close