كشفت روايات أسرى روس وجنود أوكرانيين كيف أبطأت إستراتيجية نصب الكمائن تقدّم القوات الروسية نحو العاصمة كييف.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الجيش الأوكراني اعتمد على هذا التكتيك غير التقليدي بواسطة الأسلحة المضادة للدبابات وبنادق القنص التي زوّدها الغرب للمقاتلين الأوكرانيين.
بينما كانت أيديهم لا تزال متّسخة من ساحة المعركة، جلس عشرات الأسرى الروس في غرفة اجتماعات بوكالة أنباء أوكرانية، يوم السبت، للتحدّث عن طريقة أسرهم بعد أن تعرضت أرتالهم المدرعة لكمين.
وقال الملازم الروسي ديمتري كوفالنسكي إن رتله العسكري تعرّض لإطلاق نار من طائرة مسيرة مسلّحة أوكرانية وصواريخ مضادة للدبابات على الكتف على طريق بالقرب من سومي، شمالي شرق أوكرانيا، مضيفًا أن "الرتل كله احترق".
وقال ضابط روسي آخر يدعى ديمتري غاغارين إنه في 27 فبراير/ شباط تعرّض الرتل لإطلاق نار، مما أدى إلى مقتل قائده فيما ركض هو إلى غابة واستسلم للسكان المحليين.
قتال مختلف
ووصف جميع السجناء أنه تمّ أسرهم بعد أن تعرّضت أرتالهم المدرعة لكمين على الطرق، وهي روايات تدعم تأكيدات أوكرانيا بأن جيشها قد استخدم بشكل جيد الأسلحة المضادة للدبابات التي قدّمها الغرب، مثل صاروخ "جافلين" الأميركي الصنع.
لكن محللين مستقلين عزوا ذلك إلى مشاكل واجهت الجيش الروسي، بما في ذلك الأزمات اللوجستية ونقص الوقود.
في الوقت نفسه تقريبًا وعلى بعد أميال قليلة، في قاعدة عسكرية أوكرانية مؤقتة في مبنى مهجور على الطرف الغربي من كييف، كان الجنود الأوكرانيون يستعدّون للنوع ذاته من الكمائن التي دمّرت وحدة الملازم كوفالنسكي.
وقال الضابط الأوكراني الملازم يفغيني يارانتسيف إن جنود بلاده يقاتلون بشكل مختلف عن الروس، حيث نُظمت القوات تحت قيادته في وحدات صغيرة ذكية يمكنها التسلل ونصب كمين لطوابير من الدبابات الروسية.
وأوضح: "لديهم الكثير من الدبابات، ولدينا الكثير من الأسلحة المضادة للدبابات".
وأوضح الملازم الأوكراني يارانتسيف، الذي يقود حوالي 500 جندي، أن آمالهم تعزّزت قبل ثلاثة أيام عندما استلموا بنادق قنص كاليبر من طراز "باريت 50" من الولايات المتحدة.
وأضاف أن القوات الأوكرانية كانت تشعر براحة أكبر في التمكّن من تكوين حامية في المباني مقارنة بالحقول أو الغابات.
وامتلأ المبنى الذي لجأ إليه الجنود الأوكرانيون في منطقة سكنية محاطة بالأشجار، بصناديق الذخيرة.
ومع اقتراب القوات الروسية من العاصمة، تعرّضت ضواحيها خلال الأيام الماضية لضربات جوية وقصف عشوائي، بخاصة في بلدتي إربن وبوتشا. وأصبح شارع مركزي في بوتشا مسدودًا بناقلات الجند المدرعة الروسية المحترقة التي دُمّرت في كمين.