الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

سماها عرفات بـ"جنين غراد".. قصة مدينة فلسطينية تؤرق الاحتلال

سماها عرفات بـ"جنين غراد".. قصة مدينة فلسطينية تؤرق الاحتلال

Changed

حلقة من "عين المكان" تضيء على سيرة المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين (الصورة: غيتي)
تأسس مخيم جنين عام 1953 على الطرف الغربي الجنوبي لمدينة جنين في شمال الضفة الغربية على مساحة من الأرض تبلغ 0.42 كيلو متر مربع.

في كل عدوان إسرائيلي تعود مدينة جنين ومخيمها إلى الواجهة من جديد، حيث تتعرض إلى ضربات بطائرات مسيّرة وهجمات باستخدام الرصاص الحي والقذائف وقنابل الغاز والجرافات والآليات المدرعة في محاولة للقضاء على المقاومة.

ويعد العدوان الإسرائيلي المتواصل على جنين الثاني في أقل من أسبوعين، وأسفر في حصيلة جديدة عن استشهاد 8 شبان فلسطينيين وإصابة العشرات.

ومع سماع دوي إطلاق النار والمتفجرات في أنحاء المدينة بعد ساعات من الهجوم وتحليق طائرات مسيّرة على ارتفاع منخفض، قالت "كتيبة جنين"، التي تضم فصائل مقاومة مختلفة تتمركز في مخيم اللاجئين الكبير بالمدينة، إنها تخوض اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وشوهدت ست طائرات مسيّرة على الأقل تحلق فوق المدينة والمخيم المكتظ بالسكان الذي يضم حوالي 14000 نسمة في أقل من نصف كيلومتر مربع.

وتعتبر جنين أكبر مدن محافظة جنين، وتقع في شمال الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية. وتبعد عن القدس المحتلة مسافة 75 كيلومترًا إلى الشمال. وتطل جنين على غور الأردن من ناحية الشرق، وتقع المدينة على السفح الشمالي لجبال نابلس على الجانب المطل على مرج بن عامر.

"جنين غراد"

وتأسس مخيم جنين عام 1953 على الطرف الغربي الجنوبي لمدينة جنين في شمال الضفة الغربية على مساحة من الأرض تبلغ 0.42 كيلو متر مربع.

ويسكن المخيم لاجئون فلسطينيون تم ترحيلهم عن ديارهم في منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل عام 1948، وبسبب قرب المخيم من القرى الأصلية لسكانه، فإن العديدين منهم لا يزالون يحافظون على روابط وثيقة بأقاربهم داخل الخط الأخضر.

ويبلغ عدد سكان المخيم اليوم ما يقارب من 14 ألف لاجئ يعملون في قطاعات مختلفة من الزراعة والتجارة، إضافة إلى الوظائف الحكومية في السلطة والعمل داخل إسرائيل. وشهد مخيم جنين العديد من الأحداث كباقي الأراضي الفلسطينية خلال الانتفاضتين الأولى عام 1987 والثانية عام 2000.

لكن الحدث الأبرز الذي شهده المخيم كان حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي له في أبريل/ نيسان 2002 وأطلق عليه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في حينه "جنين غراد" نسبة إلى حصار مدينة ستالينغراد الروسية التي صمدت في الحرب العالمية الثانية بعد الحصار الألماني الطويل لها.

واستمر القتال داخل المخيم بعد حصاره لمدة 10 أيام منع خلالها جيش الاحتلال دخول سيارات الإسعاف والعاملين في القطاع الطبي والإنساني للمخيم، بحسب تقرير للأمم المتحدة.

وأدى العدوان حينها حسب تقارير الأمم المتحدة إلى استشهاد ما لا يقل عن 52 فلسطينيًا نصفهم تقريبًا من المدنيين. كما تم خلال الهجوم الإسرائيلي تدمير ما يقارب من 150 بناية الأمر الذي خلف وراءه حوالي 435 عائلة بلا مأوى.

فصائل مقاومة جديدة

وعاد مخيم جنين إلى الواجهة مرة أخرى مع ظهور تشكيل مقاوم جديد في 2021 بعد سنوات من الهدوء حمل اسم "كتيبة جنين" ويضم عناصر من تنظيمات الجهاد الإسلامي وحركتي فتح وحماس، إضافة إلى عناصر لا تنتمي لأي تنظيمات سياسية.

ولا يعرف العدد الحقيقي لأفراد "كتيبة جنين" وإن كان يظهر العشرات منهم خلال العروض العسكرية أو أثناء المشاركة في تشييع جثمانين شهداء سقطوا خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال.

جنين
مدينة جنين خلال العدوان الإسرائيلي الجديد صباح اليوم- غيتي

ويستخدم أفراد هذه المجموعة خلال الاشتباكات مع عناصر الاحتلال قنابل بدائية محلية الصنع.

ولا يقتصر أفراد المجموعة على أبناء المخيم فهناك عناصر من مدينة جنين والقرى المجاورة ينضمون إلى هذه المجموعة ويشاركون معهم في القتال خلال الاشتباكات التي تحدث من وقت لآخر.

وشكلت منطقة جنين بمخيمها والمدينة وقراها أحد الأهداف الرئيسية لعملية "كاسر الأمواج" التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي مع بداية أبريل 2022 في الضفة الغربية، وقالت إن الهدف منها منع وقوع عمليات فلسطينية مسلحة واعتقال من يخططون لتنفيذ مثل هذه العمليات.

وفي 11 مايو/ أيار الماضي استشهدت الصحافية شيرين أبو عاقلة مراسلة "قناة الجزيرة" الإخبارية القطرية بالرصاص أثناء مداهمة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي على أطراف مخيم جنين.

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close