الخميس 2 مايو / مايو 2024

"طفح الكيل".. هل تعود العلاقات بين أميركا وروسيا إلى ما قبل 2016؟

"طفح الكيل".. هل تعود العلاقات بين أميركا وروسيا إلى ما قبل 2016؟

Changed

لم يتّضح إن كان خطاب التصعيد سيتحوّل ورقة ضغط مثمرة في تطويع العلاقات الأميركية الروسية، أم أنه قد يكون الشعرة التي تقصم ظهر البعير.

أعلنت موسكو استدعاء سفيرها في واشنطن إلى موسكو للتشاور على خلفية تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بالتدخّل في الانتخابات الأميركية ووصف بايدن نظيره الروسي بـ"القاتل".

وكان بايدن قال، في مقابلة تلفزيونية أمس، إن نظيره الروسيّ سيواجه عواقب التدخّل في الانتخابات الرئاسية للعام 2020، مضيفًا أنّ بوتين "سيدفع ثمن تدخّله في الانتخابات".

جاء ذلك بعدما أعاد تقرير للمخابرات الأميركية قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية إلى الواجهة، فيما كشفت الخارجية الروسية أنّها تدرس مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة، ولكنّها مهتمّة بالحيلولة دون تدهورها.

ولم يتّضح بعد إن كان خطاب التصعيد تجاه الكرملين سيتحوّل ورقة ضغط مثمرة في تطويع العلاقات الأميركية الروسية، أم أنه قد يكون الشعرة التي تقصم ظهر البعير.

بايدن يحاول "ردّ اعتباره"؟

ويعتبر رئيس دائرة البحوث في المركز العربي في واشنطن عماد حرب أنّ العلاقة معقدة، مشيرًا إلى أنّ بايدن عانى بالفعل عام 2020 من الكثير من الهجمات على شخصه هو كمرشح للانتخابات وكسيناتور ونائب رئيس سابق، وأغلب هذه الهجمات كان أصلها من روسيا.

ويلفت حرب، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ تقرير المخابرات فنّد الكثير من الأمور التي قامت بها المخابرات الروسية بالنسبة إلى التقليل من شخص الرئيس بايدن عندما كان مرشحًا للرئاسة ومن التدخل في هذه الانتخابات لصالح غريمه دونالد ترمب.

ويخلص إلى أنّ بايدن يحاول الرد على بوتين والتقليل من اندفاعته، مشيرًا إلى أنّ الأمر لا يخلو من أن يكون "رد اعتبار لشخصه"، لكنه يتجاوز ذلك، للتناغم مع الشارع السياسي الأميركي الذي يطالب الرئيس بالرد على بوتين.

واشنطن لموسكو: طفح الكيل

ويشدّد رئيس دائرة البحوث في المركز العربي على أنّ واشنطن تنطلق في ردّها على الرئيس الروسي من أنّ "الكيل طفح"، لافتًا إلى أنّ الكثيرين انتقدوا ترمب سابقًا لأنه لم يحاسب بوتين على أفعاله، ما أدى إلى تراجع السياسة الأميركية أمام الاندفاعة الروسية الدولية العالمية وكذلك الاندفاعة الروسية بالتحرش بالسياسة الأميركية.

ويعتبر أنّ بايدن لن يقف مكتوف الأيدي إزاء هذه الأعمال، وهو يحاول أن يرد على بوتين وفي الوقت نفسه أن يبعث بالكثير من الرسائل إلى الشارع السياسي الأميركي. ويشير إلى أنّ شكل العلاقة سيعود إلى ما قبل 2016 بمعنى أن الإدارة الأميركية ترى في روسيا ندًّا استراتيجيًا ولكنها في الوقت نفسه ترى في روسيا فريقًا في السياسة الدولية يمكن التعامل معه ولا سيما في المسائل الاستراتيجية.

ويؤكد أنّ الولايات المتحدة لا تزال تعتبر نفسها "رائدة" في العالم وهي تريد أن تعيد هذا الموقع لنفسها بعد أربع سنوات من حكم ترمب.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close