الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

لقاء "سلبي بامتياز".. مساعي تشكيل الحكومة في لبنان تعود إلى المربع الأول

لقاء "سلبي بامتياز".. مساعي تشكيل الحكومة في لبنان تعود إلى المربع الأول

Changed

وُصِف اللقاء بين عون والحريري، الذي كان مقتضبًا بأنّه "سلبيّ بامتياز"، بعدما انتهى بتصريحٍ يؤكد الفشل في الوصول إلى نتيجة، ويعلن استمرار الخلافات والصراع.

فشلت كل الضغوط الدولية والمبادرات المحلية في إنجاح اللقاء بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري.

وقد وُصِف هذا اللقاء الذي كان مقتضبًا بأنّه "سلبيّ بامتياز"، بعدما انتهى بتصريحٍ يؤكد الفشل في الوصول إلى نتيجة، ويعلن استمرار الخلافات والصراع، ليبدو الثابت نتيجته أن لا حكومة في الأفق.

وبعدما اتهم الحريري عون بالتعدي على صلاحياته الدستورية والتدخل في تشكيل الحكومة وطلب الثلث المعطل، نفت الرئاسة هذا الكلام، مشيرةً إلى أنها "فوجئت" بكلام وأسلوب الحريري "شكلًا ومضمونًا".

لبنان لم يعد قادرًا على ضبط الوضع

وبين الكلام والرد، عادت مساعي تشكيل الحكومة اللبنانية إلى النقطة التي انطلقت منها.

ويوضح الكاتب الصحافي منير الربيع، في حديث إلى "العربي"، أنّ لبنان لم يعد قادرًا على ضبط الوضع السياسي الذي سينعكس حتمًا على الواقع الاجتماعي والواقع الشعبي على الأرض".

وفي غضون ذلك، تلقى الشارع جرعة أجواء سلبية أخرى يشوبها قلق من الآتي؛ فالأوضاع لا تحتمل المماطلة على وقع مآسٍ اقتصاديّة مستمرّة، وسط تخوّف كثيرين من انعكاسات اللقاء بين عون والحريري على الاقتصاد والشارع معًا.

"رصاصة الرحمة" على جهود تشكيل الحكومة اللبنانية

من جهته، يعتبر المحلل السياسي جوني منيّر أنّ اللقاء بين عون والحريري أطلق "رصاصة الرحمة على الجهود الداخلية لولادة الحكومة، مشيرًا إلى أنّ الأجواء السلبية التي أعقبته أكدت أن ولادة الحكومة بجهد داخلي "لم تعد مُتاحة".

ويلفت منيّر، في حديث إلى "العربي"، إلى بعض هذه الأجواء السلبية الطاغية، لجهة كشف المستور وتبادر الأوراق ما بين مرجعيتي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، ولا سيّما إظهار الحريري وكأن عون يدفعه دفعًا من أجل أن يقدّم اعتذاره عن تشكيل الحكومة، في مقابل إظهار رئيس الجمهورية أن رئيس الحكومة المكلّف لم يكن صادقًا.

ويخلص إلى أنّ مستوى السجال ينبئ بأنه أصبح من الصعوبة بمكان إعادة تشكيل الحكومة، "وعلينا أن ننتظر تدخلًا خارجيًا للخروج من هذا المأزق".

"حزب الله" ليس منزعجًا من خلاف الحريري وعون

وحول موقف "حزب الله"، يلفت منيّر إلى وجهة نظر تعتبر أنّ الحزب قد لا يكون منزعجًا من الانهيار والارتطام الذي أخذ بُعد حرب الصلاحيات، والذي يطال عمليًا صلب الدستور، "لأنه سيؤدي في نهاية المطاف إلى فتح موضوع الدستور، وهو ما يريده الحزب في هذه المرحلة التي تُعتبَر مرحلة انتقالية، إن على مستوى المنطقة أو على مستوى لبنان".

ويشير منيّر إلى أنّ الرئيس ميشال عون ينفي مطالبته بالثلث المعطل لأنه ليس رأيًا شعبيًا، لكنه يريد الثلث المعطل، وفق ما يؤكد خصومه، من أجل ضمان "توريث" الوزير السابق جبران باسيل أو إعادة تعويمه سياسيًا ورفع حظوظه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، علمًا أنّ ولاية رئيس الجمهورية تنتهي بعد سنة ونصف السنة.

شارك القصة

تابع القراءة
Close