بدأت السلطات المصرية التحقيق في أسباب جنوح سفينة "إيفر غيفن" العملاقة ما أدى إلى تعطّل حركة الملاحة في قناة السويس، أحد أهم الممرات المائية في العالم لمدة ستة أيام.
وأفادت وسائل إعلام مصرية، الخميس، ببدء تفريغ محتويات الصندوق الأسود للسفينة، الذي يُسجّل البيانات الفنية للأجهزة والمحادثات بين أفراد طواقم قيادة السفن أو الطائرات أو القطارات، ما يساعد في الكشف عن أسباب وقوع مثل هذه الحوادث.
ونقلت صحيفة "الشروق"، عن مصدر بهيئة القناة لم تسمّه، قوله إن "عملية تفريغ محتويات الصندوق الأسود للسفينة بدأت بحضور خبراء مصريين ومندوبين عن الشركة المالكة للسفينة".
وقال المصدر إن "السفينة لن تغادر منطقة البحيرات المتوقفة بها حاليًا إلا بانتهاء التحقيقات، والتوقيع بمسؤوليتها الكاملة عن الحادث إذا أثبتت التحقيقات ذلك"، مضيفًا أنه "سيتمّ تحديد قيمة التعويضات عقب انتهاء التحقيقات، والتي ستُسدّدها الشركة المالكة للسفينة"، مؤكدًا "عدم وقوع أي مسؤولية على هيئة القناة في هذا الحادث".
فيما ذكر مصدر آخر من هيئة القناة، لصحيفة "البوابة"، أن الهيئة "بدأت بتفريغ الصندوق الأسود للسفينة الجانحة، من سجلات صوتية وإشارات وأوامر لربان السفينة".
وأردف المصدر أنه "لا صحة لتعرض أجهزة أو بدن السفينة الجانحة للتلف أو التدمير".
وأعلن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع -الأربعاء- أن الهيئة "ستطالب الشركة المالكة للسفينة الجانحة بتعويضات تتجاوز مليار دولار، نظير تعطيل المجرى الملاحي 6 أيام".
عبور 194 سفينة من استئناف الملاحة
توقّعت هيئة قناة السويس عبور 87 سفينة القناة في الاتجاهين، اليوم الخميس، في إطار محاولتها الانتهاء من عبور كل السفن التي توقّفت بسبب جنوح السفينة في مجرى القناة الأسبوع الماضي.
واستُؤنفت حركة العبور في القناة مساء الإثنين. وأشارت الهيئة إلى أن 194 سفينة عبرت القناة بالفعل بين ليل الإثنين وأمس الإربعاء، في أعقاب إعادة تعويم سفينة الحاويات العملاقة.
وأدى إغلاق القناة لنحو ستة أيام، بسبب جنوح السفينة إيفر جيفن التي يبلغ طولها 400 متر، إلى تكدس أكثر من 400 سفينة قالت هيئة قناة السويس إنها ستعمل على مدار الساعة لإنهاء عبورها للممر الملاحي.
تطوير قناة السويس
قالت مصادر في قطاع الشحن البحري لوكالة "رويترز" إن على قناة السويس التحرك سريعًا لتحديث بنيتها التحتية الفنية حتى تتجنب تعطل الملاحة في المستقبل.
وتشير المصادر إلى أن المعدات المتخصصة والإجراءات ذات الصلة لا تكاد تواكب منذ وقت طويل أحجام السفن التجارية التي تزيد زيادة مطردة.
وقال بيتر داونسند الخبير المتمرس في قطاع التأمين البحري: "زاد متوسط حجم معظم السفن باطراد على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، بينما لم تزد القدرة على إنقاذ هذه السفن الكبيرة".
وأضاف: "المشكلة يمكن في إنزال الحاويات من على ارتفاع 20 طابقًا في عرض البحر".