الجمعة 10 مايو / مايو 2024

هجوم نطنز.. رسالة إسرائيلية للتشويش على محادثات فيينا؟

هجوم نطنز.. رسالة إسرائيلية للتشويش على محادثات فيينا؟

Changed

مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال زيارة سابقة لمنشأة نطنز
مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال زيارة سابقة لمنشأة نطنز. (غيتي)
تزامن الحادث الذي وصفته إيران بالعمل الإرهابي مع وصول وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى تل أبيب، في زيارة التزام بأمن اسرائيل.

غداة تشغيل عدد من أجهزة الطرد المركزي الجديدة، تعرّضت منشأة نطنز النووية الايرانية، اليوم الأحد، لحادث وصفته إيران لاحقًا بأنه عمل إرهابي، معلنة أنها تحتفظ بحق الرد، في وقت كشف مسؤولون استخباراتيون إسرائيليون  لإعلام عبري بأن الموساد يقف خلفه.

وتزامن الهجوم مع وصول وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى تل أبيب، في زيارة التزام بأمن اسرائيل.

كما يأتي الحادث مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، وبدء المباحثات بين إيران ومسؤولين أوروبيين وأميركيين لمناقشة إمكانية إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وعقب الحادث، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحرب على التسلّح الإيراني هي "مهمة ضخمة" وأن "الوضع الموجود اليوم لا يعني أنه سيكون موجودًا غدًا".

كما أكد مسؤولون استخباراتيون أن "الموساد مسؤول عن انقطاع التيار الكهربائي الذي حدث في منشأة نطنز النووية"، مضيفين أن الحادث يُشكّل "ضربة كبيرة" للبرنامج النووي الايراني.

وفي الإطار، ذكرت مصادر استخباراتية للقناة الـ13 الإسرائيلية أن إيران "لن تستطيع تخصيب اليورانيوم في نطنز لأشهر".

طهران تحتفط بحقّ الردّ

وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أعلن أن طهران تحتفظ بحقّ الردّ على الهجوم "الإرهابي" الذي تعرّض له مركز تخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز النووية. 

ودعا صالحي، في بيان نقله التلفزيون الرسمي، المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التعامل مع ما أسماه "الإرهاب النووي". 

وقال صالحي إن ما حدث في مفاعل نطنز "يظهر فشل معارضي التقدم الصناعي والسياسي في البلاد في منع التطور الكبير للصناعة النووية من جهة، والمفاوضات الناجحة لرفع الحظر الجائر"، في إشارة إلى المفاوضات الجارية حاليًا في فيينا والرامية إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المبرم في العام 2015، ورفع العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران في العام 2018.

وأكد صالحي أنه "من أجل إفشال أهداف هذه الحركة الإرهابية، ستواصل  إيران بشكل جدي توسيع التكنولوجيا النووية من جهة والعمل لرفع الحظر الجائر من جهة أخرى". 

رسالة لواشنطن وتشويش على محادثات فيينا

ولم يتّهم البيان أي جماعة أو دولة بتنفيذ الاعتداء كما أنه لم يعطِ أي تفاصيل حول وضع المنشآت المستهدفة. لكن مراسل "العربي" في طهران ياسر مسعود رأى أن طهران لم تُفصح عن الجهة التي تقف خلف الاعتداء على منشأة نطنز بانتظار مخرجات محادثات فيينا، مضيفًا أنها "لا تُريد أن تقع في فخّ تنصبه لها جهات معارضة لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي"، على الرغم من أن كلام صالحي يحمل إشارة مبطّنة إلى اسرائيل. 

من جهته، قال حسين ريوران، الباحث في الشأن الإيراني لـ"العربي" أن إسرائيل تُحاول التشويش على محادثات فيينا من خلال أعمال عدائية في مسعى لدفع طهران للانسحاب من المحادثات أو اتخاذ موقف سلبي من المفاوضات.

بدوره، اعتبر أحمد دراوشة، مراسل "العربي" في فلسطين، أن تزامن الهجوم مع وصول وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى اسرائيل "رسالة للولايات المتحدة بأن اسرائيل مستمرة في هجماتها ضد ايران، وأن الاتفاق النووي غير ملزم لتل ابيب".

وأضاف أن كلام نتنياهو عن أن "الوضع الموجود اليوم لا يعني أنه سيكون موجودًا غدًا"، يحمل دلالات مختلفة لناحية تعزيز القدرات الاسرائيلية على استهداف منشآت ايرانية أو لجهة استنزاف القدرات النووية الايرانية، وتحديدًا بعد أن تحدّثت مصادر استخباراتية عن أن إيران لن تستطيع تخصيب اليورانيوم في نطنز لأشهر.

كمالوندي يتعرّض لحادثة في نطنز

إلى ذلك، تعرّض المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي لحادث أثناء تفقّده محطة نطنز النووية.

وسافر كمالوندي إلى مدينة كاشان لتفقّد آثار حادث مجمع الشهيد أحمدي روشان للتخصيب في نطنز، حيث تعرّض لحادث أدى لإصابته في الرأس والكاحل، وحالته الصحية جيدة.

وتمّ استهداف نطنز في الماضي من قبل العمليات السيبرانية الإسرائيلية، وفقًا لتقارير أجنبية، حيث هاجم فيروس "ستاكس نيت" المنشأة في عملية مشتركة مع الولايات المتحدة، ودمّر أكثر من 1000 جهاز طرد مركزي، في عام 2010.

وقبل أقلّ من شهر، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران استأنفت التخصيب في منشأة نطنز، بينما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن إيران لا تزال قريبة من التعافي إلى النقطة التي كانت عليها قبل انفجار يوليو/ تموز 2020 من حيث قدرتها على تجميع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الجديدة.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close