الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

تخفيض للتصعيد لا يرضي كييف.. روسيا تسحب قواتها من الحدود الأوكرانية

تخفيض للتصعيد لا يرضي كييف.. روسيا تسحب قواتها من الحدود الأوكرانية

Changed

الجيش الروسي ينحسب من الحدود الأوكرانية بعد انتهاء تدريباته
الجيش الروسي ينحسب من الحدود الأوكرانية بعد انتهاء تدريباته (غيتي)
يُمكن لخطوة موسكو أن تؤدي إلى نزع فتيل التوترات مع كييف والغرب، لكن حالة القلق ستظل قائمة مع استمرار الوجود العسكري الروسي في تلك المنطقة المضطربة.

أعلنت وزارة الدفاع في موسكو بدء الجيش الروسي اليوم الجمعة، سحب قواته التي كانت تُجري تدريبات عسكرية عند الحدود الأوكرانية، وذلك بعد فترة من تصاعد التوتر بين موسكو والغرب بسبب حشد الجنود الروس هناك.

وقالت الوزارة، في بيان أوردته وكالات الأنباء الروسية: "تتحرّك الوحدات والتشكيلات العسكرية حاليًا إلى محطّات سكك الحديد والمطارات وتصعد على متن سفن الهبوط ومنصات سكك الحديد وطائرات النقل العسكري".

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد أعلن أمس الخميس، اختتام التدريبات العسكرية التي شارك فيها 10 آلاف جندي وسلاح الجو ونحو 40 سفينة حربية وقوات الدفاع الجوي وقوات محمولة جوًا.

وأشار إلى أن القوات المشاركة ستعود إلى قواعد دائمة بحلول مطلع مايو/ أيار المقبل.

وعلى الفور، رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهذا القرار عبر تغريدة على موقع "تويتر"، لكنّه حذّر في الوقت نفسه من أن جيشه سيبقى "يقظًا" دائمًا.

وبعد مضي ساعات على إعلان انتهاء التدريبات، رحّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيلينسكي في أي وقت لمناقشة العلاقات الثنائية، لكنه قال إن على كييف مناقشة مسألة تصاعد القتال مع القادة الانفصاليين في المنطقتين اللتين انفصلتا عن أوكرانيا.

وفي الأسابيع الأخيرة، أعرب زيلينسكي وحلفاؤه في الغرب عن قلقهم الكبير إزاء تصاعد العنف بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا، إضافة إلى نشر موسكو ما يقرب من 100 ألف جندي عند الحدود مع كييف وفي شبه جزيرة القرم.

وأكّد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في سياق ذلك، أنّ علاقة الاتحاد مع روسيا "ليست في أفضل حالاتها".

نزع فتيل التوترات

واعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الخطوة الروسية يُمكن أن تؤدي إلى نزع فتيل التوترات مع كييف والغرب، إلا أن استمرار الوجود العسكري الروسي في تلك المنطقة المضطربة يبدو أنه سيؤدي إلى استمرار حالة من القلق.

ويُقدّر المسؤولون الغربيون أن روسيا أرسلت ما بين 80 ألفًا و100 ألف جندي قريبًا من الحدود الأوكرانية، وهو عدد أكبر من القوة التي نشرها الروس في عام 2014 عندما ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم.

واعتبر مسؤول في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في تصريح للصحيفة أن "أي خطوة نحو خفض التصعيد من قبل روسيا ستكون مهمة"، مضيفًا أن الحلف "لا يزال يقظًا، وسنُواصل مراقبة التعزيزات العسكرية الروسية غير المبررة في أوكرانيا وحولها عن كثب".

بدوره، اعتبر إيغور كوروتشينكو، الخبير العسكري الموالي للكرملين في موسكو، في حديث للصحيفة، أن روسيا أظهرت أنها مستعدة للتصرّف بالقوة إذا لزم الأمر، لكن انسحاب مثل هذا العدد الكبير من القوات "يمكن تفسيره على أنه وقف للتصعيد".

وأضاف أن روسيا ستكون مرة أخرى "مستعدة لنشر قواتها، حين تكون هناك تهديدات لمصالحها الوطنية"، واصفًا الأمر بأنه "براغماتية معقولة، لا مدّ لغصن الزيتون".

خدعة استراتيجية 

في المقابل، اعتبر بعض المسؤولين الأوكرانيين أن القرار الروسي دليل على أن الهدف الرئيسي لحشد القوات على الحدود كان "ترهيب كييف والضغط على الغرب، لا الغزو".

وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الأمن القومي في إدارة زيلينسكي: "نفّذ بوتين خدعة استراتيجية تهدف إلى تخويف الناتو وأوكرانيا، لكننا لم نكن خائفين. لقد انتهى الخداع وفشل بوتين". 

لكن خبراء أمنيين حذّروا من أن مدى انسحاب روسيا والمناطق المعنية بالانسحاب، ما زالت غير واضحة.

ونقلت الصحيفة عن مايكل كوفمان، كبير الباحثين في برنامج الدراسات الروسية قوله إن بيان الانسحاب الروسي "تطور إيجابي، لا حل للأزمة، نظرًا لاستمرار تواجد قوات أخرى في مواقعها على الحدود الأوكرانية".

وتخوض كييف معارك ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقتي دانيتسك ولوغانسك منذ عام 2014، بعدما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم إليها.

ومنذ مطلع العام الحالي، قُتل 31 جنديًا أوكرانيًا في الصراع الذي أودى بالمجمل بأكثر من 13 ألف شخص، مقارنة بـ50 قتيلًا في العام 2020.

المصادر:
العربي، صحافة أجنبية، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close