السبت 27 أبريل / أبريل 2024

كان "يعاني من الاكتئاب".. صدمة في مسقط رأس تونسي طعن شرطية فرنسية

كان "يعاني من الاكتئاب".. صدمة في مسقط رأس تونسي طعن شرطية فرنسية

Changed

ترعرع الرجل في عائلة متوسطة الحال في ضواحي مدينة مساكن
منزل عائلة جمال في منطقة مساكن التونسية (غيتي)
قريبة جمال قرشان الذي طعن شرطية في فرنسا أمس الجمعة تقول إنه "لم يكن شديد التديّن"، موضحة أنه كان يعاني اكتئابًا ويتابعه طبيب نفسي في فرنسا. 

أقدم التونسي جمال قرشان، الذي غادر إلى فرنسا في العام 2009، وأقام في منطقة باريس لأعوام، على قتل موظفة غير مسلحة في شرطة رامبوييه تبلغ 49 عامًا بطعنتي سكين قبل أن يرديه زميلها، وفق التحقيقات الأولية. 

وقالت قريبته في مدينة مساكن وسط شرق تونس اليوم السبت إنه "لم يكن شديد التديّن"، موضحة أنه كان يعاني اكتئابًا ويتابعه طبيب نفسي في فرنسا. 

ليس لدينا ما نقول

يُسدل ستار قماشي أبيض وبني على باب منزل العائلة. بمجرد إعلامها بخبر الهجوم أمس الجمعة، أُدخلت والدة جمال قُرشان (36 عامًا) المستشفى. 

يعلو الحزن ملامح شقيقته التي رفضت الحديث عما جرى، واكتفت بالتصريح: "ليس لدينا ما نقول". 

ترعرع الرجل في عائلة متوسطة الحال في ضواحي مدينة مساكن القريبة من مركز ولاية سوسة السياحية. 

ومساكن هي أيضًا مسقط محمد لحويج بوهلال، الذي نفّذ اعتداء بشاحنة في 14 يوليو/ تموز 2016 في مدينة نيس جنوب شرق فرنسا، وقد خلّفت عمليّة الدهس 86 قتيلًا. وكان كلاهما مستقرًا في فرنسا لأعوام قبل تنفيذ الهجومين. 

يعاني من الاكتئاب

لجمال أخت كبرى وشقيقان، وفق أقاربه، وقد عاد إلى تونس قبل نحو شهر لأول مرة منذ مغادرته البلاد عام 2009. 

تقول قريبته الثلاثينية سماح لـ "فرانس برس" إنه "بقي مع عائلته لأسبوعين"، مشيرة إلى أنه كان يُتابع من طبيب نفسي في فرنسا لمعاناته اكتئابًا. 

تضيف: "كان يعتزم العودة نهائيًا إلى تونس، وكان منتظرًا أن يصل اليوم" السبت. وتتابع "جميعنا تحت وقع الصدمة، لم نفهم ما الذي حصل!". 

أما قريبه نور الدين فيقول لـ "فرانس برس" إن "جمال كان شابًا هادئًا ومتحفظًا"، لكنه لم يلتقه منذ مدة طويلة. ويشدد على أنه "لم يكن شديد التديّن". 

"فريسة سهلة"

بعد حصوله على شهادة فنيّ ميكانيكي، غادر جمال قرشان إلى فرنسا عام 2009.  

قريبته سماح عاجزة عن تفسير ما حدث، وتعتبر أن جمال لا يمكن أن يكون إلاّ "ضحيّة"، وتضيف أنه "كان فريسة سهلة، استفاد أشخاص من وضعه غير المستقر لدفعه إلى التطرف". 

تتذكر أنه في زيارته الأخيرة إلى تونس "لم يكن في حال جيدة، كان شاردًا طوال الوقت ولا يأكل أو يتحدث إلا قليلًا. كان يصلي لكنّ الأمر يتوقف عند ذلك الحدّ". وتشير إلى أن "عائلته ميسورة الحال". 

والده سالم متقاعد يبلغ 70 عامًا، وكان عامل بناء في نيس جنوب فرنسا. يواصل الأب التنقل بين تونس وفرنسا، وفق قريبه نور الدين. وهو موقوف حاليًا في فرنسا على ذمة التحقيق وتستجوبه الشرطة. 

وكان جمال حصل أخيرًا على أوراق الإقامة، وكان يعمل سائقًا في منطقة باريس. 

"تعرض لغسل دماغ"

وأفادت شرطة مدينة مساكن أن العائلة "ليس لها مشاكل"، وكشفت أن جمال كان يتواصل أخيرًا مع شيخ، وقد استمع محققون تونسيون للأخير. 

ويوضح أحد الجيران أنه "لم يكن له أصدقاء هنا، لا يزور إلا أخويه وأخته"، أما عندما يرتاد المسجد فإنه "لا يلقي حتى التحيّة" في طريقه. 

يضيف نور الدين: "فوجئت عندما سمعت الخبر، لكن كل شيء ممكن! يمكن أن يحدث أي شيء". 

ويتابع "لا أعلم ماذا كان يعمل في فرنسا، أو من يلتقي، ربما تعرض لغسل دماغ". 

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close