أحدث تسجيل صوتي مسرّب لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، جدلاً واسعًا في الجمهورية الإسلامية، بعدما انتقد فيه هيمنة القائد السابق لـ "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في الدبلوماسية الإيرانية.
وقال ظريف في التسجيل الذي تصل مدته لنحو 3 ساعات إن "الميدان حظي بأولوية على حساب الدبلوماسية"، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وذكر ظريف في التسجيل أنّ الميدان العسكري هو الذي يحكم في الجمهورية الإٍسلامية، مضيفًا: "لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري، بدل أن يخدم الميدان الدبلوماسية".
"توقيت حساس"
يقول الباحث السياسي مصدق بور لـ "العربي" إن الدور الدبلوماسي يكمّل الميداني.
ويشير إلى أنّه في إيران كما في سائر الدول، من الطبيعي أن تُلتمس المواجهة بين الدورين، لافتًا إلى أنّ ظريف كان على علاقة قوية بسليماني، كما أنّه كان يبيّن المشاكل التي تواجه وزارته في التسجيل المسرب.
واعتبر بور أنّ ظريف ربما أراد توجيه الرسائل، كونه يخوض المفاوضات حاليًا مع الجانبين الأميركي والأوروبي.
ورأى أنّ الجهة التي سرّبت التسجيل هدفها تبرير سياساتها التي تؤمن بضرورة أن يترأس العسكريون السلطة خاصةً؛ أنّ هناك بعض الآراء التي تعارض هذه الفكرة، علمًا أنّ إيران على أبواب انتخابات ستقام بعد أقل من شهرين، مشيرًا إلى أنّ النظام كان لا بدّ له أن يطرح هذا الجدل في هذا "التوقيت الحساس".
"تسجيل يهدف إحداث اختلاف داخلي"
واليوم، رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني أن توقيت تسريب التسجيل، يهدف إلى التسبب بـ"اختلاف" داخلي تزامنًا مع المباحثات لإحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي.
من جهته، أسف ظريف لتسبب تصريحاته في "اقتتال داخلي"، متحدثًا عن الحاجة إلى "تعديل ذكي" في العلاقة بين الميدان العسكري والدبلوماسية، وذلك في أول تعليق له على التسريب.
وأتى التسريب بينما تخوض إيران والقوى الكبرى مباحثات في فيينا لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديًا عام 2018.
كما يأتي قبل أقل من شهرين على انتخابات رئاسية لاختيار خلف للرئيس المعتدل روحاني، الذي سيتّم ولايتين متتاليتين ولا يحق له الترشح مجددًا.