الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

انقلاب ميانمار.. ثلاثة أشهر من العزلة القسرية لأونغ سان سو تشي

انقلاب ميانمار.. ثلاثة أشهر من العزلة القسرية لأونغ سان سو تشي

Changed

أونغ سان سو تشي ميانمار
أقام حزب سو تشي علاقات مع المؤسسة العسكرية النافذة خلال سنوات الديمقراطية العشر التي نعمت بها ميانمار (غيتي)
تواجه أونغ سان سو تشي في عزلتها التامة المفروضة عليها منذ الانقلاب ست اتهامات جنائية، تشمل إثارة الفتن بموجب قانون "أسرار الدولة البورمية".

أكملت زعيمة ميانمار المدنية أونغ سان سو تشي شهرها الثالث قيد الإقامة الجبرية، السبت، بعد الانقلاب الذي أطاح بحكمها في الأول من فبراير/ شباط الماضي.

وتواجه سو تشي في عزلتها التامة ست اتهامات جنائية، تشمل إثارة الفتن بموجب قانون "أسرار الدولة البورمية"، أثارت سخطًا شعبيًا واسعًا تسبب في أحداث فوضى كبيرة في ميانمار بين الجيش والمعارضين.

الإطاحة برمز الديمقراطية

ومنذ انقلاب الأول من فبراير، أطيح بالتجربة الديمقراطية التي عاشها البلد الآسيوي مع الزعيمة الحائزة على جائزة نوبل للسلام.

وأشعلت عودة المجلس العسكري إلى الحكم موجة من الاحتجاجات وحملة أمنية قاسية، حيث قتلت قوات الأمن خلالها أكثر من 750 شخصًا واستخدم الجيش القوة القاتلة في الشوارع في مسعى لإخماد الاحتجاجات، واعتقل أكثر من 4500 شخص.

وقضت سو تشي أكثر من 15 عامًا قيد الإقامة الجبرية خلال الحكم العسكري السابق قبل إطلاق سراحها سنة 2010، ووصولها إلى السلطة في انتخابات جرت بعد خمس سنوات من ذلك.

سو تشي ممنوعة من لقاء محاميها

ومُنعت سو تشي وفق "فرانس برس" من عقد لقاءات خاصة مع محاميها، وأفاد فريق الدفاع عنها أنه سُمح لها بعقد عدة اجتماعات عبر الفيديو فحسب مع محاميها بحضور عناصر أمن على طرفي الاتصالات.

وقال محاميها جين ماونغ زاو لـ"فرانس برس": "لم نحظَ بفرصة حتى الآن للاجتماع وتلقي أوامر من موكلتنا. كيف يمكننا الدفاع عن المتهمة من دون الحصول على أوامر منها؟".

وتابع: "لدينا قلق بالغ حيال حق المتهمة في الحصول على العدالة".

وصرّح عضو آخر في فريق الدفاع هو مين مين سو الإثنين أن سو تشي معتقلة داخل منزل في العاصمة نايبيداو، حيث قُطِعَت عنها جميع المعلومات المتعلّقة بالاضطرابات التي تشهدها البلاد.

سو تشي وقمع الروهينغيا

ولا تزال سو تشي، ابنة بطل الاستقلال أونغ سان الذي اغتيل عام 1947 حين كانت تبلغ من العمر عامَين، شخصية محبوبة في بلادها، غير أنها أخفقت في توحيد الجماعات العرقية الكثيرة، وكذلك في وضع نهاية لحروب أهلية مستمرة منذ عقود.

فقد شهدت البلاد تحت قيادتها تشديد القيود على الصحافة والمجتمع المدني، كما اختلفت سو تشي مع كثيرين من حلفائها السابقين.

وتراجعت مكانتها دوليًا بعد موجة أعمال عنف استهدف خلالها الجيش ذو الغالبية البوذية أفراد أقلية الروهينغيا المسلمة المهمّشة، وأدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص، لكن الانقلاب أعاد لسو تشي دورها باعتبارها مركزًا للديمقراطية.

علاقة سو تشي مع الجيش

وأقام حزب سو تشي علاقات مع المؤسسة العسكرية النافذة خلال سنوات الديمقراطية العشر التي نعمت بها ميانمار، لكن العلاقة تدهورت بعد انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

فقد حقق حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية فوزًا ساحقًا في تلك الانتخابات لكن الجيش اتّهمه بالتلاعب بالنتائج وانتزع السلطة بعدما فشلت تحقيقات لجنة الانتخابات في تأكيد اتهامات الجنرالات بالتزوير.

ولعبت سو تشي، التي اشتهرت بنبرة حديثها الهادئة، دورًا حاسمًا في تسليط اهتمام العالم على المجلس العسكري الحاكم في ميانمار وسجلّه في حقوق الإنسان، وفازت بجائزة نوبل للسلام عام 1991.

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close