أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الإثنين أن "الناتو" سيقيد حركة العاملين في بعثة بيلاروسيا الدبلوماسية لديه في مقره، بعد إجبار طائرة ركاب على الهبوط في مينسك.
وفي مؤتمر صحافي قبل اجتماعات وزراء دفاع وخارجية الحلف غدًا الثلاثاء، قال ستولتنبرغ دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل: "قررنا تقييد حركة الأفراد من بيلاروسيا في مقر حلف شمال الأطلسي".
ومع ذلك لم يقر الدبلوماسيون في الحلف اقتراحًا بتعليق مشاركة بيلاروسيا في التعاون الثنائي للحلف الذي يعرف بالشراكة من أجل السلام.
قرصنة دولية
وفي سياق متصل، قال المفوض الأوروبي للسوق الداخلية تييري بريتون الإثنين إنّ اعتراض بيلاروسيا لطائرة "راين إير" الأسبوع الماضي يعتبر "قرصنة دولة"،
وصرّح بريتون بعد لقائه بعض الركاب في ليتوانيا، بأنّها حادثة غير مقبولة. لقد حدث اختطاف ليس فقط لطائرة تابعة للاتحاد الأوروبي يستقلها ركاب أوروبيون بل اختطاف للقيم الأوروبية، وهذا ما لن نتسامح معه".
من جانبها، اعتبرت الخارجية الروسية أن الاتحاد الأوروبي يتصرّف "بطريقة غير مسؤولة تعرّض سلامة المسافرين للخطر"، عقب طلب الاتحاد من شركات الطيران الأوروبية عدم دخول المجال الجوي البيلاروسي.
وأعلنت منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو"، في أعقاب اجتماع طارئ عقدته أمس الخميس، أنّها ستفتح تحقيقًا في الحادث.
وشدّدت على أهمية إثبات وقائع ما حدث، والتحقّق ممّا إذا حصل انتهاك لقانون الطيران الدولي من قبل دولة عضو في المنظمة، بما في ذلك اتفاقية "شيكاغو" للطيران المدني الدولي ومرفقاتها.
وكانت بيلاروسيا قد أجبرت الطائرة على الهبوط في 24 مايو/ أيار الشهر الجاري، بعد علمها بوجود صحافي معارض للنظام على متنها، عمل في الفترة السابقة على تنظيم مظاهرات ضد نظام الرئيس البيلاروسي لوكاشنكو.
وأثار رئيس بيلاروسيا غضب الغربيين بإرساله طائرة مقاتلة لاعتراض طائرة تابعة لشركة الطيران "راين إير".
وردت الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد بمنع شركات الطيران البيلاروسية من دخول الاتحاد الأوروبي، ومطالبة شركات الطيران الأوروبية بعدم التحليق في مجالها الجوي.
كما أعلنت شركة الطيران النمساوية "أوستريان إيرلاينز" أنها ألغت رحلة من فيينا إلى موسكو الخميس الماضي، لأنها لم تحصل على ضوء أخضر من روسيا لتغيير مسارها لتجنب المجال الجوي البيلاروسي.
يشار إلى أن بيلاروسيا ليست عضوًا في حلف شمال الأطلسي؛ لكن تربطها علاقات به منذ عام 1992 في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي، ولها بعثة دبلوماسية لديه منذ عام 1998.
ويمكن أن يحضر أفراد من بيلاروسيا ندوات واجتماعات "التاتو" وفي الدول الأعضاء فيه، في إطار شراكة تعاونية تختص بقضايا مثل الحد من التسلح والتعليم العسكري.