تتواصل الممارسات العدوانية لقوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث أقدم جيش الاحتلال على إطلاق النار على فلسطينيَين أثناء اعتقالهما، إضافة إلى هدم محال تجارية بذريعة بنائها من دون تراخيص.
وتتزامن هذه الممارسات مع ترقّب في مدينة القدس المحتلة لما يُسمى بـ"مسيرة الأعلام"، التي ينوي متطرفون إسرائيليون تنفيذها، يوم غد الثلاثاء، في ظل تحذيرات من إمكانية حصول مواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين.
وأوضح مراسل "العربي" في القدس أحمد جرادات أن موضوع مسيرة الأعلام المرتقبة تمثّل "ملفًا متفجّرًا"، وضعه رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو في وجه الحكومة الجديدة.
استنفار في القدس
وعزّزت شرطة الاحتلال وجود قواتها عشية مسيرة الأعلام الاستفزازية، المقررة غدًا الثلاثاء.
وأوضحت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم الإثنين أن شرطة الاحتلال تستعد للمسيرة خوفًا من اشتباكات عنيفة بين المشاركين والفلسطينيين في المنطقة.
وأضافت: سيتمركز رجال شرطة على طول الطريق في منطقة باب العامود.
وكانت الشرطة وافقت على طلب منظمات اليمين الإسرائيلية تنظيم مسيرة في القدس الشرقية يتم خلالها رفع الأعلام الإسرائيلية.
وكان من المقرر أن تنظم المسيرة الشهر الماضي، لمناسبة ذكرى احتلال القدس الشرقية وفق التقويم العبري، ولكن جرى تأجيلها إثر العدوان على غزة.
ورفضت الشرطة الإسرائيلية، في وقت سابق من هذا الشهر، طلب منظمات اليمين الإسرائيلية تنظيمها؛ ولكن تحت ضغط رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو تمت الموافقة على انطلاقها غدًا الثلاثاء.
ووجّه نشطاء فلسطينيون دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للاحتشاد في باب العامود بالتزامن مع المسيرة الاستفزازية. وكان مسؤولون وأحزاب فلسطينية حذروا من تبعات السماح بهذه المسيرة محملين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تداعياتها.
هدم محال تجارية في الضفة
من جهة أخرى، هدم الجيش الإسرائيلي 6 محلات تجارية فلسطينية شمالي الضفة الغربية، بذريعة بنائها من دون الحصول على ترخيص من السلطات المحتلة.
واستقدم جيش الاحتلال قوة عسكرية وآليات ثقيلة، ونفذ عملية الهدم صباح اليوم الإثنين.
ونقلت "الأناضول" عن شاهد عيان أن المتاجر المستهدفة تقع في بلدة دير شرف إلى الغرب من مدينة نابلس، وعلى شارع حيوي يربط المدينة بمدينة طولكرم.
وكان الجيش الإسرائيلي قد سلّم أصحاب المحلات قرارات بالهدم بحجة البناء من دون ترخيص، فوكّل أصحابها محاميًا وسلّموا الوثائق المطلوبة للمحاكم الإسرائيلية لمنع عملية الهدم، ومع ذلك سارع الجيش إلى هدمها.
ووفق منسقية الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة التابعة للأمم المتحدة، فإن الاحتلال الإسرائيلي نفّذ خلال العام الجاري 362 عملية هدم في الضفة الغربية، تاركًا 521 فلسطينيًا بلا مأوى.
اعتقالات في مدينة أريحا
وفي الضفة أيضًا، أصيب اليوم الإثنين فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مداهمة منزل لاعتقالهما، ببلدة الجفتلك شمالي مدينة أريحا.
وأوضح رئيس المجلس المحلي في الجفتلك أحمد غوانمة أن قوة إسرائيلية داهمت منزلًا لاعتقال شابين، من سكان البلدة نفسها، وخلال عملية الاعتقال أطلقت عليهما النار.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال اعتقل المصابين، مبينًا أن جراح أحدهما خطيرة ونقل بمروحية عسكرية، من دون أن يتضح إن نُقل إلى مستشفى أم إلى مكان آخر.
وينفذ جيش الاحتلال اعتقالات ليلية مستمرة في الضفة الغربية بهدف إلقاء القبض على فلسطينيين متهمين بالمشاركة في فعاليات رافضة للاحتلال.
ويقدر عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بنحو 5300، بينهم 40 أسيرة، ونحو 250 طفلًا، وقرابة 520 معتقلًا إداريًا، حتى نهاية مايو/ أيار، وفق مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى.