الجمعة 3 مايو / مايو 2024

إيران تدخل الصمت الانتخابي.. تشتت في أصوات الإصلاحيين و"تحذيرات" من ضعف المشاركة

إيران تدخل الصمت الانتخابي.. تشتت في أصوات الإصلاحيين و"تحذيرات" من ضعف المشاركة

Changed

الانتخابات الإيرانية
يتصدر المرشح المعتدل عبد الناصر همتي صورة المعسكر الإصلاحي بعد انسحاب محسن مهر علي زاده (غيتي)
دعا الرئيس السابق محمد خاتمي، الذي يُعتبر زعيم الإصلاحيين، إلى التصويت لإفشال المخطط الهادف إلى "إيصال مرشح محدد مهما كان الثمن".

انطلقت في إيران، اليوم الخميس، مرحلة الصمت الانتخابي بعد انتهاء الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية التي تجري يوم غد الجمعة، بعد 3 مناظرات انتخابية وُصفت بأنها "لم تغيّر شيئًا في الشارع الإيراني".

وعشية الانتخابات، حثّ المرشد الإيراني علي خامنئي على الإقبال بـ"أعداد كبيرة" على التصويت، محذرًا من أن انخفاض المشاركة يعني زيادة الضغوط الاقتصادية على البلاد.

وعقب انسحاب المرشح الإصلاحي محسن مهر علي زاده والمرشحين المحافظين سعيد جليلي وعلي زاكاني من السباق الانتخابي، انحصرت خيارات الإيرانيين بأربعة مرشحين هم: رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، ونائب رئيس البرلمان الإيراني أمير حسين قاضي زادة هاشمي، ومحافظ البنك المركزي عبد الناصر همتي.

إلا أن معالم الصراع في صندوق الاقتراع ستكون منحصرة بين رئيسي وهمتي؛ وسط ترجيحات بأن يكون رئيس السلطة القضائية المحافظ الفائز في الانتخابات.

تركيز على نسبة المشاركة

ولم يكن المرشد الأعلى الوحيد الذي دعا إلى المشاركة الكثيفة في الانتخابات؛ فقد سبقه الرئيس الحالي حسن روحاني الذي دعا الشعب الإيراني إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات، مؤكدًا أن الإعراض عن صناديق الاقتراع لن يحل أي مشكلة.

وتظهر خشية كبيرة عند المسؤولين في إيران من مقاطعة الشباب للانتخابات؛ لا سيما وأن الشباب يتذمّرون من موضوع الأزمات الاقتصادية التي تضرب البلاد.

وفي المقاهي، تغيب الانتخابات عن أحاديث الشباب. وتقول إحدى الإيرانيات في تصريح لـ"العربي": "الضغوط اليومية تضرنا، لذا لن نشارك لغياب الديمقراطية وعدم تأثيرها على وضعنا اليومي".

ويضيف شاب آخر يملك مقهى في طهران: "كل ما يهمني هو أن يأتي الشباب إلى المقهى ويزيد عملي".

استطلاعات الرأي

وفيما يتعلق بنسبة المشاركة، يوضح الإعلامي الإيراني حامد متبحري أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات قد تصل إلى 50%.

ويؤكد متبحري، في حديث إلى "العربي"، أن المشاركين في عملية الاقتراع في اللحظات الأخيرة قد يزيدون عن هذه النسبة.

وفي آخر استطلاع للرأي لمركز "إيسبا"، تبيّن أن 75.7% من العينة التي أجريت عليها الدراسة اختاروا مرشحهم في الانتخابات، بينما لم يختر 22.6% اسم المرشّح، ولم يجب 1.7% على السؤال.

وأتت نتائج الاستبيان فيما يخص الشخصية التي سينتخبها الإيرانيون على الشكل التالي: إبراهيم رئيسي 61.6%، محسن رضائي 7.8%، عبد الناصر همتي 3.6%، أمير حسين قاضي زاده 2.6%.

تشتت الإصلاحيين

وعلى عكس المحافظين الذين توحدوا إلى حد كبير خلف إبراهيم رئيسي، لم ينجح الإصلاحيون في اتخاذ موقف موحد في دعم همتي. إلا أن انسحاب مهر علي زاده ساعد المعتدل عبد الناصر همتي على تصدّر صورة المعسكر الإصلاحي.

ودعا الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، الذي يُعتبر زعيم الإصلاحيين في البلاد، إلى التصويت لخلط الأوراق وإفشال المخطط الذي قال إنه يهدف "إلى إيصال مرشح محدد مهما كان الثمن".

كما أعلن المرشح الرئاسي الإصلاحي السابق عام 2009، والموضوع قيد الإقامة الجبرية بسبب أحداث انتخابات ذلك العام مهدي كروبي، دعمه لهمتي.

وقال كروبي، بحسب بيان نشره نجله حسين كروبي: إنه "يعلن دعمه وتصويته لصالح المرشح عبد الناصر همتي بسبب خبرته وكفاءته في إدارة البلاد للمرحلة المقبلة".

أما الوجه الإصلاحي الآخر، الموضوع أيضًا قيد الإقامة الجبرية مير حسين موسوي، فأعلن عزوفه عن المشاركة في عملية الاقتراع.

وأضاف: "في مثل هذا الوضع غير المستقر والغامض سأقف إلى جانب أولئك الذين سئموا من الانتخابات المهينة والمزوَّرة وغير الراغبين في الانصياع للقرارات التي تُتخذ خلف الستار لمستقبل الوطن".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close