الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

احتجاجات واقتحام مقرات رسمية.. انهيار سعر الليرة يلهب الشارع اللبناني

احتجاجات واقتحام مقرات رسمية.. انهيار سعر الليرة يلهب الشارع اللبناني

Changed

 خرجت مظاهرات متفرّقة في العاصمة بيروت
قامت مجموعة من المتظاهرين في بيروت بإحراق الإطارات المطاطية (غيتي)
خرجت إلى الشارع احتجاجات شعبية في عدد من المناطق اللبنانية عقب استمرار تدهور سعر الليرة أمام الدولار إلى مستويات غير مسبوقة في السوق السوداء.

حاول متظاهرون لبنانيون اقتحام فروع للبنك المركزي في مدينتَين رئيسيتَين ليل السبت، وفق وسائل إعلام محلية، عقب استمرار تدهور الليرة اللبنانية إلى مستويات غير مسبوقة في السوق السوداء.

وتم تثبيت سعر الدولار عند 1,507 ليرات منذ عام 1997، لكن أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد جعلت العملة الوطنية تنهار في السوق الموازية غير الرسمية.

وقال صرافون أمس السبت: إن الدولار يتم التداول به بسعر بين 17,300 و17,500 ليرة في السوق السوداء، في حين أشار البعض على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن سعر الدولار وصل إلى 18 ألف ليرة.

مسيرات وإضرام نيران

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن مسيرات جابت شوارع طرابلس احتجاجًا على "الأوضاع المعيشية الصعبة"، و"ارتفاع سعر صرف الدولار".

وأشارت الوكالة إلى أن "عددًا من المحتجّين قاموا باقتحام الباحة الخارجية لمصرف لبنان في طرابلس، وتمكنوا من خلع الباب الحديدي، وردّدوا هتافات منددة بالسلطة، فيما عملت عناصر الجيش اللبناني المنتشرة في المكان على منعهم من دخول المصرف".

وحاول بعض المحتجين اقتحام منازل نائبين لكن القوات الأمنية منعتهم.

وأفادت الوكالة الوطنية بأن "أصوات أعيرة نارية سُمعت خارج منزل النائب محمد كبارة، وتدخل الجيش لتفريق المحتجين".

وأشار بيان عن الجيش اللبناني إلى "إصابة تسعة عسكريين بجروح في طرابلس بعدما أقدم شبّان يستقلون دراجات نارية على رمي قنابل صوتية باتجاه قوة من الجيش، كانت تعمل على حفظ الأمن أثناء احتجاجات شهدتها المنطقة".

ولفت البيان الى أنه وأثناء "قيام قوة من الجيش بمهمة حفظ الأمن ومنع التعدّي على الأملاك العامة والخاصة في ساحة النور ـ شارع الجميزات، تعرّضت للرشق بالحجارة ما أدّى إلى إصابة أحد العسكريين".

وفي مدينة صيدا جنوب البلاد، حاول متظاهرون اقتحام فرع البنك المركزي في المدينة حيث عملت القوى الامنية على إبعادهم.

وأشارت الوكالة الوطنية إلى أن محتجين اقتحموا مبنى مؤسسة مياه لبنان الجنوبي في صيدا، وأحرقوا مدخله وعمدوا إلى تكسير وتحطيم سقف المدخل، احتجاجًا على شح المياه ارتباطًا بالتقنين القاسي بالتيار الكهربائي.

كما خرجت مظاهرات متفرّقة في العاصمة بيروت، حيث قامت مجموعة من المتظاهرين بإحراق الاطارات المطاطية.

"تصاعد جنوني للدولار"

ويرى الكاتب السياسي يوسف دياب في حديثه لـ "العربي"، "أننا ما نزال في دائرة التصاعد الجنوني للدولار، والمستمر بلا سقف أو رادع طالما أن الدولة اليوم متفلتة من كل الضوابط".

ويلفت إلى أن إعلان مصرف لبنان ومعه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ومن قبلهما وزير المال غازي وزني رفع الدعم على السلع الأساسية بدءًا من المحروقات وصولًا إلى المواد الغذائية، يكفي لأن يتفلت الدولار بشكل سريع وفوري ودون أي ضوابط.

ويعتبر دياب أن كل السجالات والصراعات الداخلية الدائرة حول تشكيل الحكومة تؤشر إلى منحى واحد، وهو أن عقدة تشكيل الحكومة ليست بيد الأطراف الداخلية والقوى السياسية اللبنانية بل تكمن في الخارج وتحديدًا بيد إيران، التي تنتظر ما ستؤول إليه مفاوضاتها مع الولايات المتحدة والدول الغربية في فيينا.

ويشهد لبنان أزمة اقتصادية حذّر البنك الدولي الشهر الحالي من أنها تُصنّف من بين أشدّ عشر أزمات، وربما من بين الثلاث الأسوأ منذ منتصف القرن التاسع عشر، منتقدًا التقاعس الرسمي عن تنفيذ أي سياسة إنقاذية وسط شلل سياسي.

وازدادت أخيرًا حدّة الأزمة، حيث بات اللبنانيون ينتظرون في طوابير طويلة أمام محطات الوقود التي اعتمدت سياسة التقنين في توزيع البنزين والمازوت. 

ويتزامن ذلك مع انقطاع في عدد كبير من الأدوية، وارتفاع في أسعار المواد الغذائية المستوردة بغالبيتها.

ولم يتمكن رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري منذ تكليفه في أكتوبر/ تشرين الأول، من إتمام مهمته، رغم ضغوط دولية.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close