الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

البيت الأبيض يحدّد "موعد" انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان

البيت الأبيض يحدّد "موعد" انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان

Changed

غادرت جميع القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي قاعدة باغرام الجوية الأكبر في أفغانستان (غيتي)
غادرت جميع القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي قاعدة باغرام الجوية الأكبر في أفغانستان (غيتي)
أكّد الرئيس جو بايدن خلال مؤتمر صحافي "نحن بالضبط وفق المسار" المقرّر، لكنّ البيت الأبيض كشف أنّ إنجاز الانسحاب بالكامل سيتمّ في نهاية أغسطس.

أعلنت الولايات المتحدة اليوم الجمعة أن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان سيتم إنجازه "نهاية أغسطس/ آب"، وذلك بعد ساعات من إعلان مغادرة جميع القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي قاعدة باغرام الجوية، الأكبر في أفغانستان.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها ستسحب آخر جنودها من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول. وفي وقت سابق، قال الرئيس جو بايدن خلال مؤتمر صحافي: "نحن بالضبط وفق المسار" المقرّر.

وشكّلت قاعدة باغرام مركزًا أساسيًا للعمليات الأميركية الاستراتيجية في أفغانستان، إذ انطلقت منها الحرب الطويلة على حركة طالبان وتنظيم القاعدة المتحالف معها في 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول.

الجيش الأفغاني يتسلّم زمام الأمور

وكتب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية فؤاد أمان على تويتر: "انسحبت القوات الأميركية وقوات التحالف بالكامل من القاعدة وبالتالي ستقوم قوات الجيش الأفغاني بحمايتها واستخدامها لمحاربة الإرهاب".

وأكّد مسؤول أميركي في مجال الدفاع مغادرة القوّات، فيما عبّرت طالبان عن ترحيبها وتأييدها لعملية الانسحاب الأخيرة للعسكريين. وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس: "سيمهد انسحابها الكامل الطريق أمام الأفغان ليقرروا مستقبلهم فيما بينهم".

وبات الجيش الأميركي والحلف الأطلسي في المراحل الأخيرة للانسحاب من أفغانستان بعد تدخل استمر عشرين عامًا في البلاد. ويفترض أن ينجز الانسحاب في 11 سبتمبر/أيلول المقبل.

وشنّت حركة طالبان هجمات متواصلة في أنحاء أفغانستان في الشهرين الأخيرين وسيطرت على عشرات الأقاليم فيما عزّزت قوات الأمن لأفغانية سيطرتها في محيط المدن الرئيسية.

وستشكل قدرة القوات الأفغانية على المحافظة على سيطرتها في قاعدة باغرام الجوية مسألة محورية في ضمان أمن كابل المجاورة ومواصلة الضغط على حركة طالبان.

أفغانستان وحيدة

واعتبر الخبير في شؤون أفغانستان نيشانك موتواني ومقره في أستراليا، أن خروج القوات الأجنبية من قاعدة باغرام "يرمز إلى أن أفغانستان وحيدة وتركت للدفاع عن نفسها في مواجهة هجوم طالبان".

وقال: "بعد وصولهم إلى بلادهم، سيراقب الأميركيون وقوات التحالف ما حاربوا بشدة لبنائه على مدى 20 عامًا وهو يحترق من بعيد، ويعرفون أن الرجال والنساء الأفغان الذين حاربوا معهم يخاطرون بفقدان كل شيء".

تخوّف من انعدام الأمن

وتشير تقارير وسائل إعلام إلى أن البنتاغون سيبقي قرابة 600 عسكري في أفغانستان لحراسة مجمع السفارة الكبير في كابل.

ويتخوّف عدد من أهالي باغرام من تدهور الأمن مع مغادرة القوات الأجنبية. وقال مطيع الله وهو صاحب محل أحذية في سوق باغرام لوكالة فرانس برس: "إن الوضع فوضوي أساسًا.. وهناك انعدام أمن شديد والحكومة ليس لديها أسلحة ومعدات كافية". وتحدّث فضل كريم وهو ميكانيكي دراجات عن سوء الوضع منذ أن بدأوا الانسحاب، وقال: "ساء الوضع. ليس هناك عمل.. لا أشغال".

قاعدة باغرام الجويّة

وعلى مر السنوات استقبلت القاعدة مئات آلاف العسكريين الأميركيين ومن حلف الأطلسي ومقاولين. وفي مرحلة ما، كانت تضم أحواض سباحة وصالات سينما ومنتجعات بل حتى محلات للمأكولات السريعة.

كما، كانت تضم سجنًا احتجز فيه آلاف الجهاديين وعناصر من طالبان. وللمفارقة أصبحت مركز انطلاق الغزو السوفياتي للبلاد في 1979، وقام الجيش الأحمر بتوسيعها بشكل كبير خلال احتلاله الذي استمر قرابة عقد من الزمن.

وعندما انسحبت موسكو، أصبحت باغرام أساسية في الحرب الأهلية الطاحنة، وذكرت تقارير أنه في مرحلة ما كانت طالبان تسيطر على جزء من المدرج الممتد ثلاثة كيلومترات، فيما كان ائتلاف الشمال المعارض يسيطر على الجزء الآخر.

وتعرضت باغرام في الأشهر القليلة الماضية لرشقات صاروخية تبنّاها "تنظيم الدولة"، ما أجّج مخاوف من أن يكون المتشددون يفكرون في استهدافها في المستقبل.

وحتى مايو/أيار 2021 كان ينتشر في أفغانستان قرابة 9500 جندي أجنبي، يمثّل العسكريون الأميركيون أكبر كتيبة بينهم مع 2500 عنصر. كما أكّدت ألمانيا وإيطاليا استكمال سحب جنودهما.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close