الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

الهجوم على قاعدة عين الأسد في العراق.. حسابات داخلية ورسائل خارجية

الهجوم على قاعدة عين الأسد في العراق.. حسابات داخلية ورسائل خارجية

Changed

منذ مطلع العام، استهدف نحو 50 هجومًا المصالح الأميركية في العراق، لا سيّما السفارة الأميركية في العاصمة ومطاري بغداد وأربيل (غيتي)
منذ مطلع العام، استهدف نحو 50 هجومًا المصالح الأميركية في العراق، لا سيّما السفارة الأميركية في العاصمة ومطاري بغداد وأربيل (غيتي)
أفاد مراسل "العربي" باحتراق أربعة منازل في قضاء هيت، في رد للقوات الأميركية على مصدر الصواريخ التي استهدفت قاعدة عين الأسد.

أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إصابة ثلاثة أشخاص جراء سقوط 14 صاروخًا على الأقلّ داخل قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غربي العراق، فيما أكد الجيش العراقي استهداف القاعدة بسبعة صواريخ.

وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني في العراق، أنّ الصواريخ أطلقت من قاعدة كانت مثبتة على ظهر شاحنة انطلاقًا من بلدة البغدادي، القريبة من قاعدة عين الأسد.

وأعلن فصيل عراقي مسلح أنّه استهدف القاعدة بـ30 صاروخ غراد، مجدّدًا دعوة القوات الأميركية للانسحاب من العراق.

وأفاد مراسل "العربي" باحتراق أربعة منازل في قضاء هيت، في رد للقوات الأميركية على مصدر الصواريخ التي استهدفت قاعدة عين الأسد.

هجوم "مزدوج"

وبحسب مراسل "العربي" في بغداد، فإنّ الهجوم على قاعدة عين الأسد كان مزدوجًا بطائرات مسيّرة وبقصف بصواريخ غراد.

ويشير إلى أنّ الفصيل الذي تولى العملية، "لواء ثأر المهندس"، هو اسم جديد يُطرَح في الساحة، وقد توعّد بعمليات أخرى قد تُنفَّذ.

ويلفت إلى أنّ القوات الأميركية ردّت على مصادر إطلاق الصواريخ، كاشفًا عن إصابة مباشرة تعرّض لها مسجد في منطقة هيت، من صواريخ المدفعية الأميركية.

وتؤكد المعلومات المتوافرة أنّ هناك إصابات ما بين المدنيين، إضافة إلى احتراق أربعة منازل، نتيجة الضربات الأميركية، وفقًا لمراسل "العربي".

حسابات داخلية وخارجية خلف الهجوم

حسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد إحسان الشمري فإن هناك حسابات داخلية مرتبطة بحسابات خارجية خلف الهجوم على قاعدة عين الأسد.

ويوضح، في حديث إلى "العربي"، من بغداد، أنّ الفصائل المسلحة تريد إثبات قوتها لا سيّما وأنّ الضربات الأميركية الأخيرة كانت كبيرة جدًا، وبالتالي أرادت هذه الفصائل أن تعيد ترميم القوة التي تمتلكها.

ويلفت إلى حسابات داخلية أيضًا خلف الهجمات، مرتبطة ببعض الاستحقاقات السياسية القادمة، ولا سيما الانتخابات، "وهذا في حد ذاته قد يدعو هذه الفصائل لإظهار مزيد من الثبات على ما تعتقده عقيدة لها".

ويشرح أنّ "الفصائل المسلحة تمتلك واجهات سياسية وتجد أن استمرار استهداف القوات الأميركية يحفز جمهورها باتجاه إعادة انتخاب واجهتها السياسية".

استراتيجية "الردع المزدوج"

ويلفت الشمري إلى رسالة أخرى خلف الهجوم، ترتبط بطبيعة الصراع بين واشنطن وطهران لا سيما وأنّ هذه الفصائل حليفة لإيران وتعمل على زيادة الضغط باتجاه الولايات المتحدة من خلال قصف القنصلية الأميركية في أربيل أو قاعدة عين الأسد لتحسين شروط التفاوض.

ويشير إلى أنّ هناك رسالة أيضًا لواشنطن بالتحديد لأن المقاربة التي يمكن أن يضعها الرئيس الأميركي جو بايدن لا يمكن أن تمر إلا من خلال هذه الفصائل على مستوى الداخل العراقي.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ مقاربة بايدن ستستمرّ بإطارين وفقًا لاستراتيجية ما يمكن وصفه بـ"الردع المزدوج"، التي تقوم على تقويض هذه الفصائل من خلال طاولة المفاوضات، وفي الوقت نفسه عبر ضربات نوعية متوقعة، لا سيما أنّ بايدن أظهر ردًا صلبًا.

ويخلص إلى أنّ الاستهداف الأخير للشريط الحدودي العراقي خير مثال ومؤشر لاستمرار هذه العمليات التي تقوم بها الولايات المتحدة.

واحد من أعنف الهجمات

وهذا الهجوم هو واحد من أعنف الهجمات التي تعرضت لها القواعد التي تضم قوات أميركية في العراق.

وتزامن الهجوم مع إعلان قوات سوريا الديمقراطية أنها تصدت لهجمات بطائرات مسيّرة في منطقة حقل العمر الذي يشكل أكبر قاعدة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في سوريا، في هجوم هو الثاني من نوعه خلال أيام.

كما أنّه يأتي غداة تعرض مطار أربيل الدولي الذي تقع على مقربة منه القنصلية الأميركية في عاصمة إقليم كردستان العراق، لهجوم بطائرات مسيّرة مفخّخة دون أن يُسفر عن خسائر بشرية أو أضرار مادية، بحسب ما أعلنت سلطات الإقليم.

50 هجومًا منذ مطلع العام

ومنذ مطلع العام، استهدف نحو خمسين هجومًا المصالح الأميركية في العراق، لا سيّما السفارة الأميركية في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين، ومطاري بغداد وأربيل، في هجمات غالبًا ما تنسب إلى فصائل عراقية موالية لإيران.

وتثير هذه الهجمات قلق المسؤولين العسكريين في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق من 3500 عنصر من قوات التحالف.

ويناهض الحشد الشعبي الذي يضمّ في غالبيته فصائل موالية لإيران، الوجود الأميركي في العراق ويرحّب قادته بالهجمات التي تطال مؤخرًا قواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين، لكنّهم لا يتبنّونها.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close