الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

الإصرار التركي على البقاء في أفغانستان.. ماذا عن الأبعاد والنتائج؟

الإصرار التركي على البقاء في أفغانستان.. ماذا عن الأبعاد والنتائج؟

Changed

تسعى أنقرة إلى الإبقاء على قواتها في أفغانستان لحماية مطار كابُل فيما ترفض حركة طالبان هذه الخطوة محذرة من استهداف أي وجود أجنبي.

بانسحاب الولايات المتحدة، تنسحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان، بينما تقرر تركيا البقاء.

وفيما تبدو صورة الوضع في البلاد بعد تسارع عمليات سحب القوات الأميركية ضبابية، لا تزال أدوار القوى الإقليمية خلال الفترة المقبلة محل شكوك كثيرة.

ومن بينها شكل ومستقبل الوجود التركي في أفغانستان، بعد إبداء أنقرة عزمها، الاضطلاع بمهمة حماية مطار العاصمة كابل.

في المقابل، ترفض طالبان الخطوة التركية، وتهدد الحركة باستهداف أي قوات أجنبية متبقية على أراضي البلاد، فيما تصر أنقرة على ذلك الوجود الذي قد يشكل بداية لتوسعة نطاق النفوذ التركي في أفغانستان.

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركية عمر غيليك إن "بلاده ليست دولة احتلال في أفغانستان، مضيفًا أن أنقرة ستجري مباحثات مع جميع الأطراف بمن فيهم حركة طالبان.

وأكد غيليك أن أفغانستان مهمة بالنسبة للأمن القومي التركي.

تأمين مطار كابُل

وعن مصلحة تركيا في إبقاء قواتها في أفغانستان رغم التحذيرات، توضح ميرفه سيرين أستاذة العلاقات الدولية في جامعة أنقرة يلدريم بيازيت، أن لدى بلادها علاقات وثيقة مع أفغانستان، مشيرة إلى سيناريوهات مهمة لتركيا في هذا الإطار.

وتذكر سيرين في حديث لـ "العربي" من أنقرة، السيناريوهات، وأولها إمكانية وصول الرئيس الأفغاني أشرف غني وطالبان لاتفاق وتأثير ذلك على القوات التركية، لافتة إلى أنه في حال التوصل لاتفاق سيصبح وجود طالبان شرعي.

أما السيناريو الثاني حسب سيرين، هو في حال عدم التوصل الى وقف لإطلاق النار أو مفاوضات سلام، مشيرة إلى أن طالبان ستهيمن عندها وتتحكم بالأراضي الأفغانية وستشهد البلاد أوضاعًا دامية، وقد تستهدف طالبان تركيا.

وتلفت سيرين إلى أنه في حال وقف إطلاق النار سيكون من المستبعد استهداف أنقرة.

وتؤكد أن بلادها لن تسعى لأي مواجهة مباشرة مع حركة طالبان، فهدف أنقرة من البقاء هو تأمين مطار كابل، مشيرة إلى أن تركيا التي لديها نحو 500 ضابط وعسكري في أفغانستان، لا يمكنها الانخراط بأي مواجهة قتالية.

وتلفت سيرين إلى أن أنقرة ستدافع عن نفسها في حال تعرض المطار لأي هجوم، لكنها تشدد على أن تأمين الشعب الأفغاني مسألة منوطة بالقوات الأفغانية، مشيرة إلى وجود جماعات إرهابية أخرى غير طالبان في أفغانستان، وقد تشكل مخاطر أخرى على أنقرة، محذرة من عودة تنظيم القاعدة.

الدور الباكستاني

من جانبه، يرى الديبلوماسي الباكستاني السابق إياز وزير من إسلام أباد، أن هذا الملف محصور بين الشعب الأفغاني والحكومة التركية، وربما طالبان أيضًا، لافتًا إلى أن لا شأن لباكستان في هذه المسألة، لعلاقتها الجيدة مع الجميع.

ويكشف في حديث لـ "العربي"، أن تركيا ناقشت خطوتها مع باكستان، مبديًا اعتقاده بأن أنقرة رغبت في انخراط البلدان الثلاثة في تحمل مسؤولياتها بشأن تأمين مطار كابل.

وزير الذي يؤكد أن بلاده لن ترسل جنودها إلى أفغانستان، يقول:"إن اقتضى الأمر سيكون ذلك مشروطًا بموافقة طالبان والحكومة الأفغانية".

ويوضح وزير أن لا مخاوف لباكستان من الأوضاع في أفغانستان لأن بلاده تريد أن تلعب دورًا محايدًا في كابل.

ويقول إن باكستان ستتعامل مع أي حكومة يختارها الشعب الأفغاني لحكمه، مضيفًا أن بلاده تريد أن تلعب الدور الميسر من أجل إحلال السلام في أفغانستان.

ويعتقد وزير أن هناك اتصالات تجري خلف الكواليس بين تركيا وباكستان، من أجل أن تلعب إسلام أباد دورًا في إحلال السلام.

بقاء غير واضح

وعن موقف حركة طالبان برفض الوجود التركي في البلاد، يوضح مدير المركز الأفغاني للإعلام والدراسات عبد الجبار بهير، أن اتفاق الدوحة ينص على الانسحاب الكامل للقوات الأميركية وقوات الأطلسي ومن ساعدوهم في أفغانستان، مشيرًا إلى أن الحركة تنتظر الانسحاب الكامل من البلاد، حتى يمهد الطريق إلى إنجاح المفاوضات الأفغانية الأفغانية.

ويرى بهير من كابل أن قراءة تركيا للأحداث تختلف عن قراءة طالبان، فهي تريد أن تبقي قواتها لتأمين مطار كابل، لافتًا إلى أن التأمين غير واضح للأفغان وللحركة التي تريد انسحاب جميع القوات الأجنبية على حد سواء.

ويعتبر بهير أن تركيا تسعى لمكاسب في أفغانستان من خلال بقاء قواتها في البلاد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close