السبت 11 مايو / مايو 2024

معارك أفغانستان.. طالبان تسيطر على عاصمتي ولايتين في 24 ساعة

معارك أفغانستان.. طالبان تسيطر على عاصمتي ولايتين في 24 ساعة

Changed

سيطرت طالبان على أجزاء واسعة من الأرياف في أفغانستان منذ شنت سلسلة هجمات في مايو
سيطرت طالبان على أجزاء واسعة من الأرياف في أفغانستان منذ شنت سلسلة هجمات في مايو (غيتي)
سيطرت طالبان على مدينة شبرغان، بعد ساعات من سقوط مدينة زرنج في نيمروز (جنوب) بأيديها "من دون قتال"، وفق نائب حاكم الولاية.

تسود المخاوف في أفغانستان من اشتداد وتيرة المعارك، بعدما نجحت حركة طالبان في السيطرة على عاصمتي ولايتين في 24 ساعة، وعلى وقع تحذيرات لواشنطن ولندن من خطورة الوضع، ودعوتهما رعاياهما لمغادرة البلاد.

فقد سيطرت طالبان السبت على مدينة شبرغان، ثاني عاصمة ولاية في أفغانستان في 24 ساعة ومنذ بدء انسحاب القوات الأجنبية من البلاد في مايو/أيار، بينما تحاول القوات الحكومية منع سقوط مدن أخرى بأيدي الحركة.

وقال نائب حاكم ولاية جوزجان قادر ماليا لوكالة فرانس برس: "للأسف، سيطرت طالبان على مدينة شبرغان"، موضحًا أن القوات الحكومية والمسؤولين "فرّوا باتجاه المطار".

وجوزجان هي معقل أمير الحرب السابق الماريشال عبد الرشيد دستم الذي عاد إلى أفغانستان الأسبوع الجاري بعد تلقيه العلاج في تركيا. وهو معروف بتبديل ولاءاته ووحشيته.

وإذا بقي معقله في أيدي طالبان، فسيشكل ذلك نكسة أخرى للحكومة التي دعت أخيرًا أمراء الحرب السابقين والميليشيات المختلفة إلى محاولة وقف تقدم مقاتلي طالبان.

وسيطرت طالبان على أجزاء واسعة من الأرياف في أفغانستان منذ شنت سلسلة هجمات في مايو/ أيار تزامنت مع بدء آخر مراحل انسحاب القوات الأجنبية.

والجمعة سقطت مدينة زرنج في نيمروز (جنوب) بأيدي طالبان "من دون قتال"، وفق نائب حاكم الولاية، وكانت بذلك أول عاصمة ولاية تنجح الحركة في السيطرة عليها.

كيف سقطت شبرغان؟

وقال صحافي في شبرغان طلب عدم ذكر اسمه: إن القتال بدأ قرابة الساعة الرابعة فجرًا "بإطلاق نار وانفجارات" قبل انسحاب القوات الموالية للحكومة قرابة ظهر السبت. وأضاف أن "طالبان أصبحت الآن في كل مكان مع أعلامها". وأشار إلى أن "الشوارع مقفرة ولا نجرؤ على مغادرة منازلنا".

وأكد مستشار للماريشال دستم سقوط شبرغان. وأوضح أن "القوات الأمنية والمسؤولين انسحبوا إلى منطقة تبعد حوالى 20 كيلومترًا عن المدينة"، لافتًا إلى أنّهم "كانوا مستعدين لذلك، خصوصًا من خلال نقل ما يكفي من الذخيرة للدفاع عن أنفسهم ضد هجوم طالبان".

وبدأت طالبان توجه هجماتها على المدن الكبرى، محاصرة العديد من عواصم الولايات بما فيها قندهار وهرات، ثاني وثالث أكبر مدن البلاد.

"الأفغان يحترقون"

وفي كابل، يسود خوف شديد منذ إعلان طالبان الاستيلاء على زرنج، وقال وليد أحمد (20 عامًا) الذي فر من القتال في تخار (شمال) قبل أسبوعين: "إذا لم تأخذ الحكومة الوضع الأمني على محمل الجد فقد تقع جميع الولايات بأيدي طالبان". 

من جهته، صرح محمد قائم (35 عامًا) الذي فر من لشكركاه المدينة التي دمرها القتال في جنوب البلاد أن "طالبان قد تكون قادرة على السيطرة على مزيد من المدن"، مؤكدًا أن الوضع يعتمد على تدخل من دول أخرى. وأضاف أن "الحرب فرضت على الأفغان والأفغان يحترقون". 

وحاولت نادية فقيريار من سكان كابل التمسك ببعض الأمل. وقالت: "نثق بقوات الأمن لكن الجميع مهددون".  وأضافت: "الحوار هو الحل الوحيد" في حين لم تسفر محادثات السلام التي بدأت في سبتمبر/ أيلول في الدوحة بين كابل وطالبان عن أي نتيجة ملموسة. وقالت: "آمل ألا يتراجع الوضع الأمني في كابل إلى هذه الدرجة من السوء".

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي تحدثت رسائل نشرتها طالبان عن ترحيب حار من المدنيين في زرنج. ويظهر في المنشورات مقاتلون من طالبان وهم يلوحون بأعلامهم على آليات عسكرية بينما يهتف شبان وصبية لهم. 

ومع ذلك من الصعب معرفة ما إذا كانت ردود الفعل هذه تشير إلى دعم حقيقي لمقاتلي الحركة، أو ما إذا كان المدنيون يظهرون هذا الدعم من أجل ضمان سلامتهم، بحسب ما ذكرت "فرانس برس".

ماذا يحصل في قندوز؟

وفي قندوز، المدينة الشمالية التي تحاصرها طالبان منذ أسابيع، روى الناشط راسخ معروف لوكالة فرانس برس أن الاشتباكات اندلعت ليل الجمعة السبت قرب وسط المدينة، لكن طالبان لم تتمكن من تحقيق مكاسب على الأرض.

وأوضح أن القوات الحكومية "دافعت بقوة" عن المدينة لمنع دخول طالبان، مضيفًا أن الحركة استخدمت "قذائف هاون وأسلحة ثقيلة".

أما القوات الأفغانية فلجأت إلى ضربات جوية، بحسب معروف ومسؤول محلي. وتابع الناشط: "أغلقت العديد من المتاجر وبقي الناس في منازلهم لحماية أنفسهم".

وقال الدكتور فضلي، مسؤول الصحة في ولاية قندوز في اتصال مع فرانس برس في الصباح: إن 38 جريحًا وجثث 11 قتيلًا من المدنيين نقلوا إلى المستشفى الرئيسي في المدينة منذ تجدد القتال الليلة الماضية.

وأضاف: "سيارات الإسعاف لا تستطيع التنقل بسبب القتال"، لافتًا إلى أن هذه الأرقام قد ترتفع خلال النهار.

تحذيرات دولية من خطورة الوضع

في غضون ذلك، تتواصل التحذيرات من خطورة الوضع في أفغانستان، حيث حذرت بريطانيا جميع مواطنيها في أفغانستان من تفاقم الوضع، وحثّتهم على ضرورة مغادرة البلاد على الفور بسبب "تدهور الوضع الأمني" هناك مع اشتداد القتال بين طالبان والقوات الحكومية.

بدورها، دعت السفارة الأميركية في كابل مواطنيها لمغادرة أفغانستان "على الفور". وقالت في بيان: إنها "تحث المواطنين الأميركيين على مغادرة أفغانستان على الفور من خلال الخيارات المتاحة للرحلات التجارية".

وكانت موفدة الأمم المتحدة إلى أفغانستان ديبورا لايونز دعت الجمعة حركة طالبان لـ"وقف الهجمات على المدن"، مطالبة مجلس الأمن الدولي بتوجيه تحذير واضح إلى مقاتلي الحركة.

وإذ نبّهت إلى أنّ الحرب أصبحت أشد فتكًا في الأسابيع الماضية، أشارت إلى أنّ الأفغان يشعرون أن المجتمع الدولي تخلى عنهم. ولفتت إلى أنّ الأوضاع تشبه ما حدث في سوريا وسراييفو، محذرة من أنّ أعداد اللاجئين ستتضاعف نتيجة الحرب.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close