الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

بين رفض الشرعية والبحث عن مكاسب سياسية.. ما هي دلالات تصريحات حفتر؟

بين رفض الشرعية والبحث عن مكاسب سياسية.. ما هي دلالات تصريحات حفتر؟

Changed

قبيل بحث المقترحات المتعلقة بالقاعدة الدستورية للانتخابات، صرّح اللواء حفتر بأن القوات التابعة له لن تخضع لأي سلطة باسم المدنية أو غيرها.

أعلن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر أن القوات التابعة له لن تخضع لأي سلطة باسم المدنية أو غيرها.

وأضاف على ذلك تعيينات جديدة وترقيات لضباط في هيكلة عسكرية يديرها خارج إطار المجلس الرئاسي الليبي.

ورد رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة سريعًا، وأكد أن المؤسسة العسكرية لا يمكن أن تنسب لأحد مهما كانت صفته.

انعقاد ملتقى الحوار السياسي

وتأتي هذه التصريحات قبل انعقاد ملتقى الحوار السياسي غدًا الأربعاء لبحث المقترحات المتعلقة بالقاعدة الدستورية للانتخابات المفترض إجراؤها نهاية العام الحالي، في ظل تعذّر التوصل إلى مقترح توافقي للتصويت عليه.

ويمكن تفسير موقف حفتر بأنه "متمسك بمنزلته التي فرضتها قوى إقليمية حتى وإن ألغتها مخرجات الحوار السياسي، ويبغي الالتحاق بأهم ما في تلك المخرجات، أي الانتخابات المقبلة، وأن يكون رئيسًا لليبيا".

وتطرح هذه التطورات تساؤلات عدة من بينها: كيف يمكن تأطير العلاقة بين المجلس الرئاسي الليبي واللواء حفتر، وهل يسعى اللواء المتقاعد إلى استثمار أوراق إضافية للضغط باتجاه تعديل القاعدة الدستورية الخاصة بالانتخابات ومنح نفسه فرصة للترشح؟

"لا بد من رئيس منتخب لليبيا"

تعليقًا على المشهد الليبي، يؤكد عضو المجلس الأعلى للدولة سعد بن شرادة وجوب الفصل بين التوجهات السياسية والمؤسسة العسكرية، لافتًا إلى أن الأخيرة ليس لها علاقة بالتجاذبات السياسية ومن يكون على هرم السلطة المدنية، سواء أأتت به صناديق الانتخاب من قبل الشعب، أم حوارات بين أطياف هذا الشعب.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من طرابلس، إلى أنه على المستوى السياسي يتم العمل على قاعدة دستورية في لجنة تتمثل فيها كل الأطراف السياسية في ليبيا وتتدارس قاعدة ترضي الجميع والذهاب إلى انتخابات.

ويشير إلى أن حفتر طرف سياسي مؤثر جدًا في المنطقة الشرقية ولا ينكر أحد ذلك، ويوضح أنه له ممثلين في لجنة الـ 75، إلى جانب ممثلين للأطراف الأخرى.

وفيما يؤكد أن الشعب الليبي وأغلب الأطراف تريد انتخابات رئاسية برلمانية، يقول: "ربما طرف واحد، وهو المحسوب على حكومة الوحدة الوطنية، هو من يريد الانتخابات النيابية فقط لمدّ عمر الحكومة وليس لصالح الوطن". 

ويشدد على أنه في هذه المرحلة وبعد الصراعات التي شهدتها ليبيا، يجب أن يكون للبلاد رئيسًا منتخبًا، شارحًا أن هذا الأمر يطمح له الجميع وليس حفتر وحده. 

وإذ يشير إلى أن حفتر شخص سياسي ـ عسكري، وهناك ازدواجية لا ينكرها أحد، يؤكد أن القانون 11 يحكم المؤسسة العسكرية.

"رجل حرب ولن يكون رجل سلام"

بدوره، يوضح الأكاديمي الليبي سعد العكر أن "القوات المسلحة قد بُنيت ليس فقط على أساس مدني، بل على أساس شعبوي وقبلي"، معتبرًا أن "من يحيط بخليفة حفتر ليسوا رجاله بل رجال الجيش الوطني الليبي".

ويرى في حديث إلى "العربي" من القاهرة، أن حفتر ساهم بإنشاء مؤسسة عسكرية.

وفيما يلفت إلى أن الوضع في ليبيا بالتركيبة القبلية يختلف، يوضح أن القبائل لا تسلّم أبناءها لأحد.

ويردف: "كان للقبائل في شرق البلاد مشروع هو التخلص من الجماعات الإرهابية المتطرفة المدعومة من بعض الدول وبعض أجهزة المخابرات، وعلينا أن نعي أن هذا الجيش لا يسلم رقبته لأشخاص هم وكلاء لدول أجنبية".

ويؤكد العكر أنه على الصعيد الشخصي لا يقبل بأن يترشح حفتر للانتخابات، "لأنه ليس رجلًا سياسيًا ولا يفهم بالسياسة". 

ويشرح أن حفتر "رجل حرب ولن يكون رجل سلام، وجاء لإنهاء هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة التي كانت تجز رؤوس الرجال من القوات المسلحة وترميها في أحياء بنغازي".

ويردف: "هذا هو دوره فقط. هو رجل مهني فني من الناحية العسكرية، وبالتالي أن لا أقبل بأن يترشح لهذه الانتخابات". 

وفيما يشير إلى أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح يريد الانتخابات في موعدها ويسعى قدر الإمكان أن تلتزم حتى الحكومة بما تعهدت به، يلفت إلى أن صالح يحاول من جهة أخرى أن يتماهى ويتفق مع حفتر من أجل أن تُجرى الانتخابات في موعدها. 

"نهج حفتر المقامرة ما أمكن"

من ناحيته، يلفت الصحافي المختص بالشأن الليبي ميركو كيلبيرث إلى أن ليبيا ما تزال منقسمة بشكل عنيف بين الشرق والغرب، مشيرًا إلى أن "في الجزء الشرقي كانت هناك تعليقات تتسم بالحدة، وبأن حكومة الدبيبة عليها أن تملأ الفراغ الذي نجم في أعقاب حل الحكومة السابقة". 

ويعرب، في حديثه إلى "العربي" من تونس، عن اعتقاده بأن حفتر يحاول أن يملأ تلك الفجوة في بعض المناطق.

ويرى أن حفتر "يرى فرصة في طرح نفسه بوصفه شخصية سياسية، وما من عجب في أن يدلي بهذه التصريحات في هذه الأيام، إذ تحاول الأطراف الليبية تقرير نوع الانتخابات التي ستجريها".

وفيما يشير إلى أن المجتمع الدولي لم يحدد طبيعة الانتخابات، يقول: إنه "على الأقل يطالب بإجرائها، ولم ينظر في التفاصيل بما يكفي".

ويردف: "علينا أن نواجه حقيقة مفادها أنه إذا رُشح حفتر إلى هذه الانتخابات الرئاسية، فربما ينتخب، ولكن ما من جهة غربية ستقبل بذلك، وهنالك الكثير من الشخصيات في غرب ليبيا لن تقبل بهذا الواقع". 

ويعتبر أن "هناك الكثير من الليبيين الذين ينتابهم القلق بشأن إجراء هذه الانتخابات الرئاسية في هذه الأوقات". 

ويلفت إلى أن "نهج حفتر ومقاربته هي المقامرة ما أمكن والمقايضات"، مشيرًا إلى أن حفتر يحاول أن يطرح نفسه على أنه الشخص الذي لا يمكن تحاشيه أو تجنبه أو القفز فوقه. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close