الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

حرق مستندات ومطالبات بضربات جوية.. ترقّب أميركي للأوضاع في أفغانستان

حرق مستندات ومطالبات بضربات جوية.. ترقّب أميركي للأوضاع في أفغانستان

Changed

تتزايدت المخاوف من احتمال تعرض العاصمة كابُل لهجوم خلال أيام (غيتي)
تتزايدت المخاوف من احتمال تعرض العاصمة كابُل لهجوم خلال أيام (غيتي)
أبلغت السفارة الأميركية في كابُل موظفيها بأنها وفرت صناديق حرق للقضاء على المواد، ومنها الأوراق والأجهزة الالكترونية، بهدف "تقليل حجم المواد الحساسة بالمنشأة".

على وقع تقدّم حركة طالبان واقترابها من العاصمة الأفغانية كابُل، بدأت السفارة الأميركية إتلاف وثائق حساسة، في وقت عقد الرئيس الأميركي جو بايدن اجتماعات لدراسة الأوضاع في أفغانستان.

وأعلن مسؤولون محليون أن مقاتلي طالبان سيطروا على ثاني وثالث أكبر مدن أفغانستان، في الوقت الذي انهارت فيه مقاومة القوات الحكومية وتزايدت المخاوف من احتمال تعرض العاصمة كابُل لهجوم خلال أيام.

وأكد مسؤول حكومي سيطرة طالبان على قندهار، المركز الاقتصادي الواقع في جنوب البلاد، وذلك في الوقت الذي تكمل فيه القوات الدولية انسحابها بعد حرب استمرت 20 عامًا. كما سقطت هرات أيضًا في قبضة الحركة.

وقال غلام حبيب هاشمي، عضو مجلس الولاية في إقليم هرات قرب حدود إيران: "تحولت المدينة فيما يبدو إلى خط مواجهة على جبهة القتال، وصارت مدينة للأشباح".

وأضاف: "العائلات إما غادرت أو اختبأت في المنازل".

وأوضح مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية أن طالبان، التي أُزيحت عن السلطة في عام 2001 عقب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول على الولايات المتحدة، قد تزحف باتجاه كابُل خلال أيام.

اجتماع لبايدن

وأثارت سرعة الهجوم الذي تشنه طالبان انتقادات لقرار الرئيس الأميركي جو بايدن بسحب القوات الأميركية.

وأوضح بايدن، هذا الأسبوع، أنه لم يندم على قراره، مشيرًا إلى أن واشنطن أنفقت أكثر من تريليون دولار في أطول حرب أميركية، وخسرت آلاف الجنود.

وفي السياق عينه، أعلن البيت الأبيض في تغريدة على تويتر، أمس الجمعة، أن الرئيس جو بايدن بحث مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان "الجهود الجارية لتقليص عدد المدنيين في أفغانستان بسلام".

من جهته، اعتبر السناتور ميتش ماكونيل، زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس الشيوخ، أن الوقت لم يفت لمنع طالبان من السيطرة على كابُل، وحث إدارة الرئيس جو بايدن على وقف تقدم طالبان باستخدام الضربات الجوية وتقديم الدعم للقوات الأفغانية التي تدافع عن العاصمة الأفغانية.

حرق مستندات

وأبلغت السفارة الأميركية في كابُل موظفيها بأنها وفرت صناديق حرق للقضاء على المواد، ومنها الأوراق والأجهزة الالكترونية، بهدف "تقليل حجم المواد الحساسة بالمنشأة".

وجاء في المذكرة، أن التلف يجب أن "يتضمن الأغراض التي تحمل شعار السفارة أو الوزارة والأعلام الأميركية والأشياء الأخرى التي يمكن استخدامها لأغراض الدعاية".

وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية أن هذا إجراء عادي في حالة تقليص الوجود الدبلوماسي للولايات المتحدة في بلد ما.

وقال: إن "تقليص عدد الموظفين في ممثلياتنا الدبلوماسية في كل أنحاء العالم يتبع إجراء معياريًا".

موظفو الأمم المتحدة

من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أنها لن تجلي موظفيها من أفغانستان، لكنها ستنقل بعضهم إلى كابُل من مناطق أخرى من البلاد. لكن سفارات وجماعات إغاثة غربية كثيرة قالت إنها ستعيد العديد من موظفيها إلى بلادهم.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حركة طالبان لوقف هجومها في أفغانستان فورًا، محذرًا من أن "الوضع في أفغانستان يخرج عن السيطرة".

وقال غوتيريش: "رسالة المجتمع الدولي لأولئك المنخرطين في الحرب يجب أن تكون واضحة، فالاستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية نهج خاسر. هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى حرب أهلية طويلة أو لعزلة أفغانستان بشكل كامل".

كارثة إنسانية

وأثار القتال أيضًا مخاوف من حدوث أزمة لاجئين وتراجع ما تحقق من مكاسب في مجال حقوق الإنسان. وقال مسؤول في الأمم المتحدة: إن نحو 400 ألف مدني اضطروا لترك منازلهم منذ بداية العام منهم 250 ألفا منذ مايو/ أيار.

وأقامت أسر في خيام في حديقة بكابُل بلا مأوى بعد أن هربوا من العنف في مناطق أخرى من البلاد.

وقال تومسون فيري من برنامج الأغذية العالمي، في إفادة للأمم المتحدة: "الموقف يحمل كل السمات المميزة لكارثة إنسانية".

ومن بين المدن الرئيسية في أفغانستان، لا تزال الحكومة تسيطر على مزار شريف في الشمال وجلال آباد قرب الحدود الباكستانية في الشرق، بالإضافة إلى كابُل.

ومثلت خسارة قندهار ضربة قوية للحكومة. وتعد قندهار معقل حركة طالبان التي ظهرت عام 1994 وسط فوضى الحرب الأهلية وسيطرت على معظم البلاد من عام 1996 إلى عام 2001.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة