تبدأ ملامح حكم حركة طالبان لأفغانستان في الظهور، فمع انتهاء عملية السيطرة على البلاد، يبدأ قادة الحركة مساعيهم نحو هيكلة سلطة الحكم.
وفي هذا السياق، أعلنت الحركة أنّها ستقدّم إطار حكومة جديدة في أفغانستان خلال الأسابيع القليلة المقبلة، تزامنًا مع إجراء مشاورات مع كبار الزعماء الأفغان السابقين وقادة الميليشيات الخاصة.
يأتي ذلك بالتزامن مع بدء الرجل الثاني في الحركة عبد الغني برادر بحث تشكيل الحكومة في العاصمة كابل، وهو الذي قاد شخصيًا مفاوضات الدوحة، ووقّع باسمه على إعلان خروج الأميركيين من بلاده، فيما تكثر التكهنات بأنّه سيكون الحاكم الجديد لأفغانستان.
وزراء مؤقتون يسيّرون الأعمال
في غضون ذلك، أعلن مصدر في حركة طالبان في تصريحات لـ"العربي" أنّ الحكومة ستُشكَّل في غضون الأسبوعين المقبلين.
وأشار المصدر إلى أنّ الحكومة ستحافظ على الهيكلة الوزارية القديمة مع إنشاء وزارات جديدة، وأنّ هناك وزارات لا تراها طالبان ضرورية.
ولفت إلى وجود وزراء مؤقتين للحركة يسيّرون أعمال الوزارات ويقيّمون احتياجاتها ويتواصلون مع المستشارين والموظفين السابقين لإعادتهم إلى وظائفهم.
هل يكون للمرأة دور في حكومة طالبان؟
ولم يستبعد المصدر أن يكون للمرأة دور في الحكومة بما يتوافق مع الشريعة، إذ أشار إلى احتمال أن تكون للمرأة وزارة أو دائرة حكومية تتولى شؤونها.
وأوضح أيضًا أنّ المتحدّث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد سيشغل منصب وزير الإعلام مؤقتًا، ويعمل على تنظيم هذا القطاع، وقد بدأ بتقييم التلفزيون والإذاعة الرسميين.
ونفى المصدر وجود اتفاق مع الجانب الأميركي من أجل تمديد بقائه في أفغانستان، مشيرًا إلى أنّ الجزء المدني في مطار كابل لن يشغَّل بكامل طاقته، ولن تُستأنَف الملاحة التجارية قبل رحيل القوات الأجنبية واستعادة المطار كاملًا، أي بجزئه العسكري أيضًا.
هل يكون نموذج طالبان للحكم "ديمقراطيًا"؟
وفي سياق متصل، أكد مسؤول في حركة طالبان أنّ نموذج طالبان الجديد للحكم في أفغانستان قد لا يكون "ديمقراطيًا" بالتعريف الغربي الدقيق، لكنّه سيحمي حقوق الجميع.
وشدّد المسؤول على أنّ الحكومة الجديدة ستكون موحّدة، في إشارة إلى عدم انفراد طالبان بالسلطة، خصوصًا بعد تأكيد زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار وجود مؤشرات على رغبة طالبان في تشكيل حكومة شاملة.
"لا بديل" عن علم حركة طالبان
في غضون ذلك، قال الحاكم المؤقت للعاصمة الأفغانية كابل ممثلًا لحركة طالبان، المولوي عبد الرحمن منصور: إنّه لا يمكن اعتماد العلم الأفغاني، وإنّه لا بديل عن علم الحركة.
وأضاف: "نحن نحبّ هذه الراية ونحترمها. هي كرامتنا. الحكومة السابقة سلبت هذا العلم الثلاثي الألوان من الأفغانيين ولطّخت سمعتهم مع الاحتلال. شرف ومفخرة 140 عامًا من التضحيات. لذلك لدينا راية بديلة الآن بينكم، راية وفية للنبي محمد (ص)".
ويبدو هذا التصريح مخالفًا لما نُقِل عن مصادر عليا في الحركة بخصوص العلم، حيث اعتبرت أنّه "من السابق لأوانه" الحديث بهذا الخصوص.