الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

من منتزه إلى مكرهة صحية.. إسرائيل تدمر "وادي المطوي" في فلسطين

من منتزه إلى مكرهة صحية.. إسرائيل تدمر "وادي المطوي" في فلسطين

Changed

كان وادي المطوي متنزهًا طبيعيًا في منطقة سلفيت، لكن مخلفات المستوطنات المحيطة بالوادي، لوثت مياهه مما دفع المزارعين لترك أراضيهم.

يعمل جمال الحمد وهو أحد مزارعي منطقة "وادي المطوي" غربي سلفيت بالضفة الغربية منذ 20 عامًا ويسمي حقله بـ"الجنة المدمرة".

وعلى الرغم من المياه العادمة التي تسكبها المستوطنات الإسرائيلية، بقي جمال صامدًا في أرضه، بينما لم يستطع عشرات المزارعين غيره الاستمرار وعجزوا عن مكافحة آفاتها.

يقول جمال، في حديث إلى "العربي": إن "المزارعين أصابهم نوع من الإحباط واليأس لقلة الإنتاج، واختزلت الأراضي الزراعية، وقل عدد المزارعين".

وكان وادي المطوي منتزهًا طبيعيًا، واليوم تتكاثر فيه الخنازير البرية عدو المزارعين اللدود، ويعتبر المزارع الذي يجني محصوله قبل أن تدمره الخنازير من المحظوظين.

مكرهة صحية

ودمرت الفضلات القادمة من المستوطنات البيئة وغيرت التنوع الحيوي في الوادي. ويوضح مدير سلطة جودة البيئة في سلفين مروان أبو يعقوب، في حديث إلى "العربي"، أن الوادي كان عبارة عن منتزه لأهل سلفيت وللمناطق والقرى القريبة إلى أن أصبح مكرهة صحية بسبب المياه العادمة.

ويشتكي المزارعون أيضًا من مساهمة بلديات فلسطينية في تخريب الوادي، بسبب مكبات نفايات القرى الفلسطينية المجاورة.

من جهتها، أنشأت بلدية سلفيت التي تختلط مياهها العادمة بمياه المستوطنات في الوادي محطة تنقية بدعم ألماني، لكن مخلفات الاستيطان ستظل تجري فوق ينابيع الوادي.

سكب المجاري

وفي هذا السياق، يوضح الباحث في شؤون الاستيطان خالد معالي أن مستوطنة "أرئيل" والتي تعد ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية، تقوم على مدار الساعة بسكب مجاريها ومخلفاتها في وادي المطوي، مما تسبب بهجرة المزارعين للوادي بسبب عدم قدرتهم على التغلب على التلوث البيئي.

ويضيف، في حديث إلى "العربي"، أن الاحتلال يتحايل على هذه القضايا البيئية ويدعي بأنه سيقوم بحلها، لافتًا بأنه منذ 40 عامًا لم يقم بحل مشكلة المجاري.

ويشير إلى أن المواطن الفلسطيني يتوجه عادة للقضاء من أجل رفع شكوى على المستوطنات، لكن منظمات حكومية إسرائيلية تؤكد أن 95% من القضايا لا ينظر إليها، وينظر إلى 5% منها فقط، وبالتالي يكسب الفلسطيني قضية أو قضيتين وذلك لتلميع صورة الاحتلال.

وحول الحلول، يقول: هناك مسيرات شعبية تنظم، وتنديد ورفع قضايا للمجتمع الدولي، وحراك فلسطيني لمقاومة الاستيطان لكنه لا يرقى للحد الأدنى.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close