السبت 18 مايو / مايو 2024

سخط عالمي تجاه القيود المفروضة لمواجهة كوفيد-19

سخط عالمي تجاه القيود المفروضة لمواجهة كوفيد-19

Changed

مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة في أمستردام.
مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة في أمستردام (غيتي)
تشهد عدّة دول احتجاجات تطورت في بعض المناطق إلى أعمال شغب على خلفية القيود المفروضة لمواجهة كوفيد-19، فيما تشكو أوروبا من تأخر عمليات تسليم اللقاحات.

تثير القيود المتزايدة  مثل قرارات الإغلاق والحجر الهادفة إلى وقف انتشار وباء كوفيد-19  احتجاجات أدت في بعض الأماكن إلى أعمال عنف وشغب، في وقت نفد صبر سكان العالم من جائحة تحرمهم منذ سنة حرّياتهم وتؤدي إلى فقدان وظائف فيما يواجه البعض صعوبات في تأمين لقمة عيشه.

 أوروبا 

وأعلنت ألمانيا أنها تعتزم تقليص الحركة الجوية الدولية إلى أراضيها إلى "الصفر تقريبًا" في مواجهة الانتشار المستمر لجائحة كوفيد-19.

وفي سياق متّصل، قال وزير الصحة الألماني ينس شبان إنه يؤيد فرض قيود على تصدير اللقاحات التي تنتج في الاتحاد الأوروبي.

وأوضح أن "اللقاحات التي تخرج من الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى رخصة لكي نعرف على الأقل ما ينتج وما يغادر أوروبا. واذا غادرت أوروبا، التأكد من حصول توزيع عادل".

أما في إسبانيا، فقد مددت الحكومة مجددًا الثلاثاء ولمدة أسبوعين، القيود المفروضة على الوافدين جوًا وبحرًا من المملكة المتحدة بسبب استمرار "الشكوك" في شأن النسخة البريطانية المتحورة من كورونا.

وتشكو أوروبا بشكل عام من تأخر عمليات تسليم اللقحات ما دفع برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى التحذير من أن على مصنعي اللقاحات "الإيفاء بوعودهم وتنفيذ التزاماتهم"، ولا سيما أنهم استفادوا من استثمارات أوروبية هائلة.

وقالت في مداخلة بالفيديو خلال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي: "استثمرت أوروبا المليارات لتطوير اللقاحات الأولى وضمان منفعة عالمية حقيقية". وأضافت "والآن يتعين على الشركات الإيفاء بوعودها وتنفيذ التزاماتها".

وتريد المفوضية أجوبة من مجموعة أسترازينيكا البريطانية السويدية ومن فايزر الأميركية بشأن التأخر في تسليم اللقاحات للاتحاد الأوروبي.

وأكدت الحكومة البريطانية من جهتها أن عمليات التلقيح لن تتأثر بالتأخر في عمليات التسليم في أوروبا وحذرت من أي نزعة "قومية" في توزع اللقاح بعد تهديد بروكسل بمراقبة صادراتها.

أعمال شغب في الشرق الأوسط

شهدت طرابلس كبرى مدن شمال لبنان احتجاجات ليلة الاثنين، حيث رشق المحتجون سرايا طرابلس بالحجارة وأحرقوا إطارات، وتطورت الاحتجاجات لاحقًا إلى مواجهات مع القوى الأمنية مع استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وأفاد الصليب الأحمر اللبناني بإصابة أكثر من 30 شخصاً بجروح، تم نقل ستة منهم إلى المستشفيات. وكانت السلطات اللبنانية مددت الإغلاق العام التام حتى الثامن من فبراير/شباط.

من جانب آخر، أعلنت الشرطة الإسرائيلية الإثنين أنها اعتقلت 13 يهوديًا متشددًا من "مثيري الشغب" بعدما جرت اشتباكات بينهم وبين قوات الأمن الإسرائيلية أصيب خلالها ثلاثة من رجال الشرطة وتخللها إحراق حافلة، وذلك احتجاجًا على القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا المستجد.

تفاؤل في الولايات المتحدة 

عبّر الرئيس الأميركي جو بايدن عن تفاؤل. وقال "أنا على ثقة بأننا سنكون اقتربنا بحلول الصيف من مناعة جماعية". وردًا على سؤال حول الموعد الذي يمكن فيه لكل الأميركيين الراغبين، الحصول على اللقاح قال بايدن: "في الربيع".

وشكل ذلك بارقة أمل في وقت خففت ولاية كاليفورنيا الأميركية الاثنين بعض قيودها مع تحسن طفيف في وضع المستشفيات. وكانت أكثر ولايات البلاد تعدادًا للسكان فرضت مطلع ديسمبر/ كانون الأول إجراءات تمنع التجمعات والنشاطات غير الأساسية.

ويوم الثلاثاء سيدخل حيز التنفيذ فحص كوفيد-19 الإلزامي لأي مسافر يصل إلى الولايات المتحدة بالطائرة.  وفي نيوزيلندا توقعت رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن أن تبقى حدود البلاد مقفلة "لجزء كبير من هذه السنة".

أمل اللقاحات متفاوت بين الدول الفقيرة والغنية

الأمل الوحيد الذي يلوح في الأفق هو حملة التلقيح ضد الوباء التي تتقدم بشكل متفاوت، فإذا كان الرئيس الأميركي جو بايدن توقع الوصول إلى مناعة جماعية للأميركيين بحلول الصيف، فإن عمليات التلقيح تسجل تباطؤًا في دول أخرى أو لم تبدأ بعد حتى، لا سيّما بعد ازدياد أهمية التلقيح مع ظهور نسخ جديدة من فيروس كورونا المستجد يعتقد أنها أكثر عدوى وفتكًا.

وتتواصل القيود أو تُشدد في وقت بدأت حملات التلقيح منذ شهر، حيث أعطيت أكثر من 63,5 مليون حقنة من اللقاحات لأشخاص في ما لا يقل عن 68 بلدًا أو منطقة بحسب وكالة فرانس برس. 

من جهتها، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الهوة  تتسع في اللقاحات بين الدول الغنية والفقيرة، مؤكدًة أنها بحاجة إلى 26 مليار دولار لتسريع إمكانات الوصول إلى أدوات مكافحة الوباء.

ودان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا "الدول الغنية التي تستحوذ على اللقاحات" داعيا إلى وضع الجرعات الزائدة المطلوبة تحت التصرف.

وفي الشق الاقتصادي، يعزز التفاؤل بأن تضع اللقاحات الجديدة حدًا للوباء وتسمح باستئناف عجلة النشاط الاقتصادي إضافة إلى برامج تحفيز في اقتصادات كبيرة، في ظل توقعات انتعاش النمو العالمي بنسبة إلى 5,5 %، حسبما أعلن صندوق النقد الدولي.

توقعات النمو هذا العام وصولا إلى 5,5 %، حسبما أعلن صندوق النقد الدولي.

المصادر:
أ ف ب 

شارك القصة

تابع القراءة
Close