أطلِقت صواريخ عدة اليوم الإثنين على مطار كابُل قبل أقل من 48 ساعة من موعد سحب الولايات المتحدة آخر قواتها من أفغانستان.
وأشار مراسل "العربي" في المدينة نقلًا عن شهود عيان إلى أن صواريخ سقطت في محيط المطار.
وقال مسؤول أمني كان يعمل في الإدارة التي أطاحتها حركة طالبان قبل أسبوعين: إن الصواريخ أُطلِقت من آلية شماليّ كابُل.
وسمع سكان صوت استجابة نظام الدفاع الصاروخي في المطار، متحدثين أيضًا عن سقوط شظايا في أحد الشوارع، ما يشير إلى أنه تم اعتراض صاروخ واحد على الأقل.
وشوهد دخان يرتفع فوق مبان في المنطقة حيث يقع مطار حامد كرزاي الدولي.
كذلك، أظهرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي سيارة تحترق، من دون أن ترد تفاصيل إضافية على الفور.
Several rockets hit Kabul airport this morning. Witnesses say the rockets were fired from a car in the Khair Khana area at the Hamid Karzai International airport. Details of the casualties are not yet available.#Kabulairport #KabulAttack #HKIA #Afghanistan pic.twitter.com/nsB5EIjYjV
— Mujtaba Haris (@mujtaba_haris) August 30, 2021
"ضربة دفاعية"
ويأتي ذلك غداة ضربة جوية شنتها الولايات المتحدة الأحد في كابُل.
وأوضح المتحدّث باسم القيادة المركزيّة الأميركيّة بيل أوربان، أنّ "الضربة الأميركيّة الدفاعيّة" التي شُنّت الأحد بطائرة من دون طيّار من خارج أفغانستان، استهدفت "آليّة في كابُل للقضاء على تهديد وشيك لتنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان ضدّ مطار حامد كرزاي الدولي".
وتُجري الولايات المتحدة تحقيقًا فيما إذا كان مدنيّون قُتِلوا بالغارة الجوّية في كابُل، على ما أكّد أوربان الأحد في بيان.
وجاء البيان بعد أن ذكرت شبكة "سي. أن. أن" الإخبارية أنّ 9 من أفراد إحدى العائلات، بينهم 6 أطفال، قتِلوا في الغارة الجوّية التي شُنّت الأحد في العاصمة المزدحمة، التي لا يزال آلاف الأفغان يحتشدون فيها سعيًا منهم إلى الفرار من حكم طالبان.
وقال أوربان: "نحن على علم بتقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في أعقاب الغارة التي نفذناها على آلية في كابُل الأحد".
تابع: "ما زلنا نقيّم نتائج هذه الضربة التي نعرف أنها عطلت تهديدًا وشيكًا لتنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان ضد المطار في كابُل".
وأضاف أوربان: "نعلم أنه كانت هناك انفجارات كبيرة وقوية لاحقة ناتجة عن تدمير الآلية، ما يشير إلى وجود كمية كبيرة من المواد المتفجرة داخلها ربما تسبّبت في خسائر إضافية".
وأردف: "من غير الواضح ما الذي يُمكن أن يكون قد حدث، ونحن نجري مزيدًا من التحقيقات".
وقال: "سنشعر بحزن عميق إزاء أي خسائر محتملة في أرواح الأبرياء".
وأعلنت الولايات المتحدة الأحد أنّها نفّذت ضربة "دفاعية" بطائرة من دون طيّار استهدفت آليّة مفخّخة بهدف "القضاء على تهديد وشيك" لمطار كابُل مصدره تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خرسان.
لن تكون "الأخيرة"
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حذّر السبت الماضي من هجوم جديد "محتمل جدًا"، بعد هجوم الخميس قرب مطار كابُل تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية وخلّف أكثر من مئة قتيل بينهم 13 جنديًا أميركيًا.
وردًا على هجوم الخميس شنت واشنطن ضربة بواسطة طائرة بلا طيّار في أفغانستان أسفرت عن مقتل عنصرين في التنظيم المتطرّف وإصابة ثالث، محذّرةً من أنّ هذه الضربة لن تكون "الأخيرة".
وكان المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد قد قال في تصريحات لـ "العربي": "إنه يأمل في عدم تكرار الغارات الأميركية في بلاده".
وأضاف: إنّ الغارة الأميركية على جلال أباد شرق أفغانستان أدت إلى إصابة سيدتين وطفلتين ومقتل رجلين لا يُعتقد أن لهما علاقة بتنظيم الدولة ولا بالهجوم على مطار كابُل، كما يزعم الأميركيون، في انتظار التحقيقات التي تجريها طالبان على حد تعبيره.
ويشارك وزراء خارجيّة دول عدّة اليوم الاثنين في مؤتمر بالفيديو لمناقشة الخطوات المقبلة في أفغانستان، على ما أعلنت وزارة الخارجيّة الأميركيّة الأحد، في وقتٍ دخلت فيه عمليات الإجلاء من كابُل مرحلتها الأخيرة.
كما يُعقد الإثنين في مقرّ الأمم المتحدة اجتماع للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في أفغانستان.