الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

ارتدادات الانسحاب من أفغانستان.. كيف ستنعكس على العلاقات الأميركية الأوروبية؟

ارتدادات الانسحاب من أفغانستان.. كيف ستنعكس على العلاقات الأميركية الأوروبية؟

Changed

خلّف الانسحاب الأميركي من أفغانستان تداعيات متواصلة على سياسات الولايات المتحدة داخليًا وخارجيًا، فما هي ارتدادات مغادرة واشنطن على العلاقات مع الحليف الأوروبي؟

على الرغم من انتهاء الانسحاب الأميركي من أفغانستان، إنما لا يبدو أن تداعياته على السياسات الأميركية والدولية ستنتهي سريعًا.

فعلى ما يبدو، نهاية الحرب في أفغانستان أضحت قادرة على تعديل رؤية واشنطن لشكل حضورها العسكري في أقاليم كثيرة، كما جدوى انخراطها في حرب مقبلة.

فقد صارح الرئيس الأميركي جو بايدن الأميركيين في مؤتمر صحفي، بأنه كان لزامًا على بلاده أن تتراجع خطوات إلى الخلف في أفغانستان، بعد حرب دامت 20 عامًا.

وقال الرئيس الأميركي: "انتهت حقبة التدخلات العسكرية الكبرى لإعادة تشكيل الدول وبنائها".

أما العبرة الرائجة في واشنطن عقب هذه الأحداث المتسارعة، فهي أن لا فائدة ترجى من خوض الحروب البعيدة.

وفي أعقاب هذا الانسحاب، لم ترض هذه المراجعة الأميركية حلفاء أميركا. فقد دخل الأوروبيون في حلف واحد مع الولايات المتحدة قبل 20 عامًا عند دخولهم إلى أفغانستان، والآن، يبدو أن هذا الانسحاب شكل "خلاصًا" لأميركا إنما "ورطة" للأوروبيين.

فعلى مدى الأسابيع الماضية اهتزّت صورة الغرب جراء مشاهد الإجلاء الفوضوية، وهكذا لخصّ مفوّض السياسات الخارجية والأمن الأوروبي جوزيف بوريل الصورة.

ووصف ما حصل "بالخسارة للنموذج الغربي بمغادرة كانت في ظن الاتحاد الأوروبي مغامرة يحذرون من عواقبها".

ويريد الأوروبيون أن يأخذوا مسافة من حليفهم القديم، فيما تريد أميركا في عهد بايدن الامتناع عن الحروب البعيدة.

 ما هي تداعيات الانسحاب على أوروبا؟

وفي قراءة لأحادية قرار واشنطن في أفغانستان، يتحدّث وليد درويش المستشار السابق بالمفوضية الأوروبية، عن اللوم الصادر من بروكسل ولندن وبرلين لسياسة الولايات المتحدة "الإملائية".

ويرى درويش في حديث لـ"العربي" من بروكسل أن هذه الحكومات أيضًا تلام بدورها على نتائج ما حدث في أفغانستان، لافتًا إلى أن "الكلام عن الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي عن الولايات المتحدة هو قديم، وما حصل من فوضى في أفغانستان هو تجديد لحوار قديم يضع الدول الأوروبية أمام اختبار حقيقي لدى قدرتها على حماية نفسها من دون الاعتماد على الحليف الأميركي".

 وعن مآخذ أوروبا وتأثر مصالحها في أفغانستان، يشير درويش إلى أن التأثير المباشر ظهر في أعداد اللاجئين الأمر الذي ستعاني منه أوروبا لفترة طويلة.

ويتابع المستشار السابق بالمفوضية الأوروبية:" إنما الأهم من ذلك تبين أن النموذج الديمقراطي التي تنادي به الولايات المتحدة وحلفائها تلقى صفعة شديدة بعد 20 سنة من إنتاج نظام فاسد وضعيف في أفغانستان".

هل يقع اللوم على أوروبا أيضًا؟

ومن واشنطن، يلفت وليام لورانس المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية إلى أن الدول الأوروبية ترى أنه تم تقديم العديد من الوعود للأفغان سواء من قبلهم أو من الأميركيين، إلا أن الوفاء بهذه التعهدات لم يتم.

ويقول لورانس لـ"العربي": "رأينا الآلاف من الأفغان الذين لا يريدون العيش في ظل حكم طالبان وهذه الدول لم تستطع أن تخرجهم إلى دول أكثر ديمقراطية".

ويرى لورانس أن أميركا أخطأت وتصرفت بشكل أحادي، "لكن أوروبا كانت على علم بذلك ولم يكن لديها أي آلية للحفاظ على تعهداتها".

ما هو مستقبل التحالف الأميركي – الأوروبي؟

من جهته، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر حسن البراري أن أوروبا ليست قادرة سوى على إلقاء اللوم.

ويشدّد في حديث لـ"العربي" من الدوحة على أن القضية ليست مرتبطة ببايدن أو الإدارة السابقة، "فعلى الدول الأوروبية أن تفهم أن الانخراط الأميركي في أوروبا هو بسبب تصورات الأميركيين عن توازن القوى".

ويتابع: "مع اختلال التوازن في أوروبا لم يعد الأميركيون يبدون نفس الاهتمام الذي كان موجودًا أيام الحرب الباردة، إذ كانت حينها أوروبا حجر الزاوية في السياسة الخارجية الأميركية وهذا لم يعد الآن قائمًا".

ويعتبر البراري أن أميركا تريد الآن أن تسخّر كل مواردها لإقامة توازن قوى جديد مع الصين في منطقة آسيا ومنطقة الهادي، وبالتالي "تراجعت القيمة النسبية للقارة الأوروبية في الاستراتيجية الأميركية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close