يصيب فيروس كورونا الجميع لكنّ لقاحه غير متوفر للجميع. والقومية في توزيع اللقاح التي طالما حذّرت منها منظمة الصحة العالمية، خرجت للعلن وتحوّل اللقاح من اكتشاف طبّي إلى أوراق سياسية تتلاعب بها دول وحكومات تحت الطاولات وفوقها.
تتدخل منظمة الصحة العالمية بقصد التوزيع العادل للجرعات ضمن برنامج كوفاكس أو لقاح الفقراء الهادف لتقديم 1,8 مليار جرعة هذا العام. لكن المهمة تبدو صعبة إن لم تكن مستحيلة.
وستصل 25 مليون جرعة الشهر المقبل لدول الشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان والصومال وجيبوتي، على أن ترتفع إلى 355 مليون جرعة نهاية السنة.
وفي غرب المتوسط وما فوقه، حربٌ باردة واتهامات متبادلة، فمليارات اليوروهات التي تكتنزها دول أوروبا لم تشفع لها في الحصول على الجرعات اللازمة. فالاتحاد الأوروبي يتهم ومخابر أسترازينيكا ترد وتنسحب من اجتماع تسوية حول أسباب خفض الإنتاج.
وانتقلت فرنسا هي الأخرى إلى الخطّة البديلة من خلال مخابر سانوفي، التي وجدت نفسها مجبرة على إنتاج لقاح فايزر في مصانعها لتوفير 125 مليون جرعة.