الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

تونس.. هل تعجّل المظاهرات الشعبية بإنهاء فترة التدابير الاستثنائية؟

تونس.. هل تعجّل المظاهرات الشعبية بإنهاء فترة التدابير الاستثنائية؟

Changed

خرج الآلاف من التونسيين الأحد للتظاهر وسط العاصمة رفضًا لإجراءات الرئيس قيس سعيّد في ظل ضبابية في المشهد السياسي وعدم وضوح بمعالم المرحلة القادمة.

توافد آلاف المتظاهرين التونسيين الأحد إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة اعتراضًا على قرارات الرئيس قيس سعيّد الأخيرة.

وجاءت العودة إلى الشارع بعد دعوات أطلقها مستقلون تونسيون وسط جو سياسي معقد في الداخل بعد إصرار سعيّد على المضي في الإجراءات الاستثنائية، وعقب استقالات متتالية قدمها أكثر من 100 عضو في حركة النهضة.

وطوّق عناصر الأمن المنتشرون بأعداد كبيرة وبسياراتهم المتظاهرين وعزلوهم بالكامل عن جزء من الشارع الذي كان مسرحًا لثورة 2011.

وردّد المحتجون ومن بينهم نواب في البرلمان وأنصار أحزاب رافضة لقرارت سعيّد وتصفها "بالانقلاب"، شعارات كانت رُفعت خلال ثورة 2011 مثل "ارحل ارحل يا قيس" و"الشعب يريد إسقاط قيس سعيّد".

وفي 25 يوليو/ تموز الفائت أعلن سعيّد في خطوة مفاجئة تجميد أعمال البرلمان وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وتولي السلطات في البلاد.

وأصدر الأربعاء تدابير "استثنائية" بأمر رئاسي أصبحت بمقتضاه الحكومة مسؤولة أمامه فيما يتولى بنفسه إصدار التشريعات عوضًا عن البرلمان، ما اعتبره خبراء تمهيدًا لتغيير النظام السياسي في البلاد بدلًا من البرلماني الذي نص عليه دستور 2014.

"الحل الممكن"

القيادي في حركة الشعب محمد المسليني لفت إلى أن المتظاهرين الذين خرجوا اليوم جاؤوا من جميع أنحاء البلاد، لافتًا إلى أن "السلطة الحالية أثبتت أنها تحافظ على الحقوق والحريات ولم تمنع أحدًا من التظاهر كما أنها لم تعتقل أي شخص".

ورأى المسليني في حديث لـ"العربي" من تونس أن ما حصل اليوم هو حق من حقوق المواطنين بالتعبير عن رأيهم، مشيرًا إلى أنه لا يمكن العودة إلى ما قبل 25 يوليو.

وقال: "الحل الممكن الآن والذي سيطبقه سعيّد يتمثل بإدخال تعديلات على الدستور من خلال لجنة وطنية وعرضها على الاستفتاء، إضافة إلى إدخال تغييرات على القانون الانتخابي والتوجه إلى انتخابات تشريعية تعيد ترسيخ برلمان جديد يختلف عن السابق."

"هوية معروفة مقابل لاهوية"

الباحث السياسي الحبيب بوعجيلة شدد على أن الهوية السياسية والثقافية والأخلاقية للشارع الذي خرج اليوم معروفة في مقابل اللاهوية المقابلة لما يسمى بـ"شارع قيس سعيد" على حد تعبيره.

ودعا في حديث إلى "العربي" من تونس إلى التفكير بعقلانية، متسائلًا عن "السردية التي يقدمها الرئيس سعيّد غير الاستقواء بالقوة القاهرة للدولة".

"كرة الثلج تكبر"

مدير المركز العربي في تونس مهدي مبروك تحدث عن منع المئات من دخول العاصمة اليوم للمشاركة في التظاهرات. وقال: "من المخجل اليوم بعد 10 سنوات من الثورة أن لا يستطيع مواطنون أن يدخلو إلى شوارع في العاصمة."

ولفت في حديث لـ"العربي" من تونس إلى أن كرة الثلج تكبر وتتسع، مشددًا على أن تحرك اليوم أتى بعد نحو أسبوع من وقفة 18 سبتمبر التي نظر إليها رئيس الجمهورية على أنها "وقفة المخمورين".

واعتبر مبروك أن من يقف مع الرئيس سعيّد حاليًا هم "بعض الأحزاب التي ظلت تغرد خارج السرب الوطني" على حد تعبيره.

مبروك الذي دعا إلى التوجه إلى حوار في تونس، رأى أن سعيّد "تهكم" على عبارة "خارطة الطريق"، وتوجه بمفرده لرسمها من دون استشارة أحد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close