أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء، أن السلام في سوريا مرتبط بالعلاقات القائمة بين تركيا وروسيا، وذلك في لقاء قمة جمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات في الملف السوري.
وقال أردوغان في كلمة قبيل بدء اللقاء الثنائي مع بوتين: "السلام في سوريا مرتبط بالعلاقات بين تركيا وروسيا، والخطوات التي يتخذها البلدان معًا بشأن سوريا لها أهمية كبيرة".
وأعرب عن ثقته بوجود فائدة كبيرة من استمرار العلاقات التركية الروسية وتعزيزها.
President @RTErdogan arrived in the Russian city of Sochi to pay a visit at the invitation of President Vladimir Putin of the Russian Federation. pic.twitter.com/kTj8M065CG
— Turkish Presidency (@trpresidency) September 29, 2021
من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي أن تعاون أنقرة وموسكو مستمر بنجاح على الساحة الدولية وبخاصة في الملفين السوري والليبي.
وقال: "اجتماعاتنا مع أردوغان لا تسير دائمًا بشكل سلس، ومع ذلك، يمكن لمؤسساتنا ومنظماتنا ذات الصلة أن تجد توافقا في الآراء".
وأكد أن تعاون بلاده مع تركيا "مستمر بنجاح على الساحة الدولية، وأعني هنا مواقفنا تجاه كل من سوريا وليبيا".
انتهاء فترة العزل الذاتي
وكان الكرملين قد أعلن قبيل انطلاق القمة بين الزعيمين أن بوتين أنهى اليوم الأربعاء فترة العزل الذاتي التي فرضها على نفسه.
وقال بوتين هذا الشهر: إنّه سيخضع لعزل ذاتي "لبضعة أيام" بعدما تبين إصابة العشرات من حاشيته بفيروس كورونا.
ومن المتوقع أن تتركز المباحثات بين بوتين وأردوغان على الملف السوري، بخاصة وسط تصعيد عسكري غير مسبوق في مدينة إدلب بشكل خاص، ما يجعلها على رأس قائمة مباحثاتهما قبل انطلاق الجولة السادسة من مباحثات جنيف بشأن صياغة الدستور السوري.
تغيرات كثيرة في الملف السوري
إلى ذلك، يرى الكاتب والمحلل السياسي فراس رضوان أوغلو في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، أن القمة بين أردوغان وبوتين تعقد في ظل تغييرات كبيرة وواضحة بالملف السوري سواء بعد فتح الحدود مع الأردن أو إعادة سيطرة النظام على الجنوب والتطورات في الشمال.
ويشير أيضًا إلى وجود تغييرات إقليمية واضحة في ليبيا وشرق المتوسط والمستجدات في أفغانستان، بالإضافة إلى صفقة إس-400 بين تركيا وروسيا.
"استقرار" اتفاق إدلب
ويلفت الباحث والمحلل السياسي التركي إلى أن أنقرة تريد من القمة استقرار وقف إطلاق النار في إدلب، وإيجاد صيغة توافقية مع روسيا لحل هذا الأمر.
ويشير إلى أن التوترات في المنطقة من شأنها أن تعيد الأوضاع إلى المربع الأول، معتبرًا أن "هذه النقطة الجوهرية ستكون في اللقاء بين أردوغان وبوتين".
وبشأن فتح طريق 4 وأم 5 في الشمال السوري، يعتبر الباحث التركي أن أنقرة ربطتهما ببعضهما بعضًا، حيث وضعت شروطًا لأجل هذا الغرض.
ويرى أن أنقرة تسعى إلى إيجاد صيغة ضغط وواضحة في منطقة الشمال السوري تتناسب مع المكون السكاني في تلك المنطقة.
ويؤكد أن تركيا لا يمكن أن تقبل بموجات هجرة جديدة، وأنها تعمل لإيجاد صيغة مشتركة بين الطرفين.
ويرفض الباحث الربط بين صفقة إس-400 وما يحدث في مدينة إدلب، مشيرًا إلى أن الأمر له علاقة بـ"مخطط كبير تقوده فرنسا والاتحاد الأوروبي لحصول تفوق عسكري جوي لدى اليونان"، ويقول: إن هذا الأمر بالنسبة إلى تركيا يعد مؤشرًا خطيرًا.