الخميس 2 مايو / مايو 2024

قمة المناخ.. احتجاجات في غلاسكو للتنديد بتقاعس قادة العالم

قمة المناخ.. احتجاجات في غلاسكو للتنديد بتقاعس قادة العالم

Changed

احتجاجات متواصلة في غلاسكو ضد "التقاعس" في مواجهة التغير المناخي (غيتي)
احتجاجات متواصلة في غلاسكو ضد "التقاعس" في مواجهة التغير المناخي (غيتي)
دعا رئيس القمة العالمية حول المناخ المفاوضين في القمة إلى إعطاء دفعة إضافية للمحادثات، فيما نزل آلاف النشطاء إلى الشوارع للاحتجاج على تقاعس قادة العالم.

نزل آلاف الناشطين الشباب إلى شوارع مدينة غلاسكو الإسكتلندية، اليوم الجمعة، للاحتجاج على ما يعتبرونه تقاعسًا خطيرًا لقادة العالم عن اتخاذ خطوات ملموسة للحد من تغيّر المناخ في قمة "كوب 26".

وجاء ذلك فيما تجتمع وفود من نحو 200 دولة في غلاسكو بحثًا عن طريقة يمكن من خلالها بلوغ أهداف اتفاقية باريس للمناخ المتمثلة في حصر ارتفاع درجات الحرارة بما بين 1.5 و2 مئويتين.

تسريع وتيرة المحادثات

من جانبه، قال ألوك شارما، رئيس القمة العالمية حول المناخ: إنّه يتعين على المفاوضين في القمة إعطاء دفعة إضافية للمحادثات خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة لضمان إحراز تقدم كاف يسمح بالخروج بنتيجة مثمرة الأسبوع المقبل.

وأضاف شارما في مذكرة نشرتها الأمم المتحدة: "لا يمكن أن يستمر وجود عدد كبير من القضايا العالقة حتى الأسبوع الثاني".

وحسب المذكرة، فقد طالب الرؤساء والمنظمات وجميع الوفود بـ"تسريع وتيرة المناقشات خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة، مع تركيز الجهود على مجموعة متوازنة من القضايا التي تعتبر ذات أهمية بالغة لما يتعين تحقيقه هنا في غلاسكو".

تصاعد المظاهرات

وفي سياق متصل، يتوقع أن تتواصل التظاهرات في مدينة غلاسكو على مدى اليومين المقبلين للتأكيد على الهوة بين الخفض البطيء للانبعاثات وحال الطوارئ المناخية التي تجتاح دولًا حول العالم.

وبدأت حشود كبيرة استجابت لدعوة منظمي حراك "فرايديز فور فيوتشر" العالمي مسيرة وسط غلاسكو يتوقع أن تحضرها الناشطتان البارزتان غريتا تونبرغ وفانيسا ناكاتي.

وقالت زارا (تسع سنوات) التي انضمت مع والدتها إلى التظاهرة: "آمال بأن يؤذن اليوم بتغيير. آمل بأن يتم زرع مزيد من الأشجار.. وأعتقد أنه يمكن لكل شخص التأثير".

خفض الانبعاثات

وتتطلب العملية التي تقودها الأمم المتحدة لبلوغ أهداف اتفاقية باريس للمناخ من الدول الالتزام بخفض الانبعاثات، التي تزداد وتحض الدول الأغنى والتي لطالما كانت أكبر مصدر للانبعاثات، على مساعدة الدول النامية في تمويل انتقالها إلى الطاقة النظيفة والتعامل مع التداعيات المناخية.

وأصدرت الدول تعهّدين إضافيين أمس الخميس بخفض استهلاكها للوقود الأحفوري.

وتعهّدت 20 دولة بينها الولايات المتحدة وكندا- بين أبرز الدول الممولة للقطاع - بوقف تمويل المشاريع القائمة على الوقود الأحفوري في الخارج بحلول أواخر العام 2022.

والتزمت أكثر من 40 دولة بالتخلي تدريجيًا عن الفحم- أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا - رغم أن تفاصيل التعهّدات اتسمت بالغموض فيما لم يتم تقديم جدول زمني لذلك.

وجاءت التعهّدات بعد تقييم مهم أظهر أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم سترتفع إلى مستويات ما قبل الوباء.

وبدت تونبرغ غير راضية عن الخطوات، وقالت على تويتر "لم يعد هذا مؤتمرا للمناخ. إنه مهرجان التمويه الأخضر لشمال الكرة الأرضية".

"تحمّل المسؤولية"

يشير خبراء إلى أنه سيكون لتعهّد أعلنت عنه أكثر من مئة دولة خلال قمة للقادة عالية المستوى عقدت في مستهل "كوب26" بخفض انبعاثات الميثان بـ30% على الأقل هذا العقد؛ تأثير حقيقي على الأمد القصير على الاحترار العالمي.

لكن المجموعات المدافعة عن البيئة أشارت إلى أن الحكومات، وخصوصًا تلك الغنية والأكثر تلويثًا، عادة ما تخفق في الإيفاء بتعهّداتها المناخية.

وقالت الناشطة الكينية إليزابيث واثوتي، التي ألقت خطابًا في الجلسة التحضيرية للمؤتمر: "وقفت يوم الإثنين أمام قادة العالم في غلاسكو وطلبت منهم فتح قلوبهم للأشخاص الذين يقفون في الصفوف الأمامية في أزمة المناخ".

وتابعت "طلبت منهم تحمّل مسؤوليتهم التاريخية بجدّية والتحرّك بشكل جدي هنا. لم يقوموا بذلك حتى الآن".

حشد جديد للمتظاهرين

وتفيد الأمم المتحدة بأن دولًا قدمت إلى "كوب26" مع خطط مناخية على الصعيد الوطني ستؤدي بشكل مشترك إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بـ2,7 درجة مئوية خلال القرن الحالي.

وأدى ارتفاع درجة حرارة الأرض 1,1 درجة مئوية فقط حتى الآن إلى ازدياد الحرائق وموجات الجفاف فيما اضطرت مجتمعات للنزوح كما نجمت عنه صعوبات اقتصادية.

وقالت ناشطة من زيمبابوي مدافعة عن المناخ والمساواة الجنسية تدعى ناتالي تاريرو تشيدو مانغوندو: "قام العلماء بواجبهم وأبلغونا بالمشكلة. قام الشباب بواجبهم عبر لفت الأنظار إلى هذه القضية. بات التحرّك على عاتق قادتنا".

وتم تشديد التدابير الأمنية وسط غلاسكو صباح اليوم الجمعة في ظل تحذيرات للمشاركين في المؤتمر من إمكانية إغلاق طرقات وتعطل حركة السير.

ويشير ناشطون إلى أنهم يتوقعون قدوم ما يصل إلى 50 ألف متظاهر إلى المدينة الإسكتلندية غدًا السبت في إطار سلسلة تظاهرات مقررة حول العالم من أجل المناخ.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close