السبت 27 أبريل / أبريل 2024

وسط انقسام أوروبي.. ما هي سيناريوهات ردع روسيا عن غزو أوكرانيا؟

وسط انقسام أوروبي.. ما هي سيناريوهات ردع روسيا عن غزو أوكرانيا؟

Changed

جنود أوكرانيون يتمركزون على الحدود في دانييتسيك
جنود أوكرانيون يتمركزون على الحدود في دانييتسيك (غيتي)
يحشد الكرملين قواته على الحدود الأوكرانية، بينما تخشى المخابرات الأميركية من أنه قد يغزو أوكرانيا قريبًا.

عند انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، قال الرئيس السوفيتي الأخير ميخائيل غورباتشوف: "لقد تخلينا على الأقل عن ممارسة التدخّل في الشؤون الداخلية للآخرين، واستخدام القوات خارج البلاد".

واليوم بعد ثلاثين عامًا، عادت روسيا، وريثة الاتحاد السوفيتي القديم، مرة أخرى للتدخّل في الخارج، حيث يحشد الكرملين قواته على الحدود الأوكرانية، بينما تخشى المخابرات الأميركية من أنه قد يغزو أوكرانيا قريبًا.

العقوبات الاقتصادية

وإذ اعتبرت أن "الجيش الأوكراني ليس قادرًا على وقف الغزو الروسي المحتمل، رغم أنه أصبح قويًا عما سبق، بالإضافة لعدم وجود أي نيّة لتدخّل دول حلف الشمال الأطلسي (الناتو) عسكريًا للدفاع عن كييف"، قدّمت مجلة "ايكونوميست" البريطانية سيناريوهات لـ"ردع الغزو الروسي" واحتمالية نجاحها.

وتحدّثت المجلة عن العقوبات الاقتصادية التي هدّد الرئيس الأميركي جو بايدن بفرضها على موسكو خلال القمة الافتراضية الأخيرة التي عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في السابع من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

ومن ضمن تهديدات بايدن، قطع روسيا عن نظام المدفوعات الدولي السريع، الذي قد يضرّ بموسكو. لكن المجلة اعتبرت أنها "فكرة سيئة، لأنها ستعطل الاقتصادات الأخرى وتبدأ في اندفاع الأنظمة الاستبدادية لإيجاد بدائل غير غربية".

واعتبرت أنه "يمكن تحقيق نفس الردع، مع تقليل الأضرار الجانبية، من خلال التهديد بإدراج المؤسسات المالية الروسية في القائمة السوداء بشكل فردي"، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أنه لتنفيذ هذه الخطة، "يجب على الولايات المتحدة تشكيل جبهة موحّدة مع الحلفاء الأوروبيين: يجب ألا توافق ألمانيا على "نورد ستريم 2 ".

المقاومة العسكرية

ووفقًا للمجلة البريطانية، تتمثّل وسيلة الردع الثانية في "المقاومة العسكرية"، مشيرة إلى أنه "على الرغم من أن روسيا يمكن أن تتغلب بسهولة على أوكرانيا، إلا أن احتلال بلد ما على المدى الطويل أمر مختلف، على غرار ما واجهته واشنطن في العراق".

لكنّها أوضحت في المقابل" أن "أوكرانيا بحاجة لجعل نفسها غير قابلة للاستسلام. كما يجب على الغرب أن يمدها بالمزيد من المساعدات المالية والأسلحة الدفاعية لمساعدتها على أن تصبح قوية".

ورجّحت أن "تدفع تصرفات بوتين منذ عام 2014، الغالبية العظمى من الأوكرانيين، حتى معظم أولئك الذين ينتمون إلى العرق الروسي، إلى مقاومة السيطرة الروسية على بلادهم".

وأضافت المجلة: "في الوقت نفسه، يجب على الدبلوماسيين الغربيين البحث عن طرق لتهدئة الصراع الذي يلوح في الأفق"، مشيرة، في المقابل، إلى أن هذا "أمر صعب، لأن الكثير من مطالب بوتين ليست معقولة ولا صادقة".

ويزعم بوتين أن "الناتو" يُشكّل تهديدًا لروسيا، "لكن المجلة قالت إن الرئيس الروسي يطرح هذا الادعاء "لأن أوكرانيا العملية والديمقراطية على حدوده، تشوّه سمعة نظامه الاستبدادي، ولأن حديثه عن الدفاع عن روسيا من أعداء خارجيين وهميين هو وسيلة جيدة لحشد الدعم".

واستشهدت المجلة باستطلاع حديث للرأي، قال فيه 4% فقط من الروس إن التوترات في شرق أوكرانيا كانت خطأ روسيا، بينما ألقى نصفهم باللوم على أميركا وحلف شمال الأطلسي.

واعتبرت المجلة أنه "لا يوجد حلّ للأزمة الأوكرانية، لذا فإن أفضل استراتيجية هي الاستمرار في معالجتها بشرطين: الأول، يجب دعم الحكومة الأوكرانية، وتجنّب تشجيع بوتين على التعامل معها على أنها دمية في يد الغرب. والثاني، يجب أن يكون الهدف جعل الحرب الصغيرة غير جذّابة لبوتين.

 لكنها ختمت أن بوتين "ماهر في إيجاد ذرائع لأعمال عدوانية أصغر. وطالما ظلّ بوتين في السلطة، ستظل روسيا تشكل خطرًا على جيرانها".

انقسام أوروبي

من جهتها، اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن "الرسائل الصارمة الموجّهة إلى روسيا هي الجزء الأسهل في الحديث، فالاتفاق على توجيه ضربات اقتصادية ودبلوماسية محتملة ضد موسكو بشأن أي عمل عسكري في أوكرانيا، يمثّل تحديًا أكبر بكثير بالنسبة لأعضاء الاتحاد الأوروبي".

وقالت "واشنطن بوست" إنه "يتعيّن على جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي الاتفاق على العقوبات، لكنهم منقسمون منذ فترة طويلة حول كيفية التعامل مع العلاقات مع روسيا، ولم يكشفوا حتى الآن عن تفاصيل حول أي عقوبات يفكرون فيها".

وأضافت: "لكن العديد من المحللين والدبلوماسيين يقولون إن التكتل في وضع أفضل لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة مما كانت عليه عام 2014 بعد ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم، ومن بين الأسباب أن أوكرانيا عزّزت تحالفها مع الغرب منذ ذلك الوقت، مما خلق إجماعًا أكثر حماسة داخل الاتحاد الأوروبي على ضرورة حماية كييف من موسكو".

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close