الجمعة 3 مايو / مايو 2024

الوقت ينفد.. مفاوضون أوروبيون: أسابيع لا أشهرًا لإنقاذ الاتفاق النووي

الوقت ينفد.. مفاوضون أوروبيون: أسابيع لا أشهرًا لإنقاذ الاتفاق النووي

Changed

يأمل مبعوث الاتحاد الأوروبي في استئناف المحادثات هذا العام (غيتي)
يأمل مبعوث الاتحاد الأوروبي في استئناف المحادثات هذا العام (غيتي)
لم تحقق المحادثات الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي الموقع بين إيران والقوى العالمية عام 2015 سوى قدر ضئيل من التقدم منذ استئنافها قبل ما يزيد عن أسبوعين.

نبهت القوى الأوروبية ومنسق المحادثات من أن المفاوضين في المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة أمامهم مدة تُقاس بالأسابيع وليس بالشهور للتوصل إلى اتفاق، وذلك بعد تأجيل المفاوضات اليوم الجمعة لمدة 10 أيام على الأقل.

ولم تحقق المحادثات الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي الموقع بين إيران والقوى العالمية عام 2015 سوى قدر ضئيل من التقدم منذ استئنافها قبل ما يزيد عن أسبوعين.

وكان هذا الاستئناف هو الأول منذ انتخاب الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي في يونيو/ حزيران الماضي.

ويسعى المبعوثون الإيرانيون إلى إدخال تعديلات هائلة على الخطوط العريضة للاتفاق التي تبلورت في ست جولات سابقة من المحادثات، فيما يعرّض المحادثات للدخول في طريق مسدود في الوقت الذي تحذر فيه القوى الغربية بوضوح من أن الوقت ينفد أمام جهود كبح أنشطة إيران النووية التي تتقدم بخطى سريعة.

"أسابيع للتوصل لاتفاق"

وقال إنريكي مورا مبعوث الاتحاد الأوروبي في مؤتمر صحافي في أعقاب الاجتماع الرسمي الختامي للجولة السابعة من المحادثات: "ليس أمامنا شهور، بل أسابيع للتوصل لاتفاق".

وأضاف أنه يأمل في استئناف المحادثات هذا العام، وأشار بعض المسؤولين مبدئيًا إلى يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول.

وقال مسؤولون: إن "إيران طلبت وقف المحادثات فيما كانت القوى الغربية تخطط لاستمرارها إلى يوم الثلاثاء".

وأكد مورا أن كل الأطراف أدرجت مطالب إيران في النص الحالي لكي يكون هناك أساس مشترك للتفاوض، لكن القوى الأوروبية الثلاث الموقعة على اتفاق 2015 بدت أقل تفاؤلًا.

وقال مفاوضون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان "يحدونا الأمل في أن تكون إيران مستعدة لاستئناف المحادثات بسرعة، والمشاركة بشكل بناء حتى يمكن للمحادثات أن تتحرك بوتيرة أسرع". وأضافوا: "نحن في طريقنا للوصول بسرعة إلى نهاية طريق هذه المفاوضات".

مسودتان أميركيتان

وكانت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء نقلت عن مصادر قولها: إن "واشنطن قدمت مسوّدتين غير رسميّتين إلى طهران، تتعلّقان برفع العقوبات والبرنامج النووي الإيراني".

وهذه هي الجولة السابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة والرامية لإعادة الطرفين إلى الامتثال الكامل للاتفاق.

وقال أحد الدبلوماسيين إنه من المقرر استئناف المحادثات في 27 ديسمبر/ كانون الأول، بينما حدّد آخر إطارًا زمنيًا بين عيد الميلاد والعام الجديد.

"نص أساس"

وأوضحت وكالة "فارس" أن طهران ردّت على المقترحات الأميركية الجديدة بمسوّدة، قدّمتها عبر وسيط، تضمّ 12 بندًا، مضيفة أن الأوروبيين وافقوا على إعداد نصّ أساس يجمع مقترحات قدّمتها إيران في المسوّدة الأولى.

وأضافت أن المفاوضات بين الخبراء تجري بفعالية، وهي مستمرة على الرغم من بطء العملية.

وفي وقت سابق، أعلنت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أنهما توصلتا إلى اتفاق حول استبدال معدات مراقبة متضررة في منشأة كرج المخصصة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي غرب طهران.

من جهته، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إنه لا يزال هناك 4 قضايا بحاجة للبحث بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية متعلّقة بمنشأة كرج.

وأضاف أنه على الطرفين العمل على حلّها ليصلا إلى فهم مشترك يسمح باستمرار عمل الوكالة في البلاد.

وأوضح أنه من المقرر أن يأتي المفتشون الدوليون بالكاميرات الجديدة للإجابة على أسئلة طهران الفنية، مؤكدًا أن المفتشين سيعملون أيضًا على استكمال التحقيقات ومعرفة المتسبّبين في حادثة "الاستهداف التخريبي" في المنشأة النووية.

لا "تقدم" في المفاوضات

وأبرمت إيران وكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، اتفاقًا في 2015 بشأن برنامجها النووي أتاح رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، وذلك مقابل الحدّ من نشاطاتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية منذ العام 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديًا في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.

وبعد نحو عام من الانسحاب الأميركي من الاتفاق، تراجعت إيران تدريجيًا عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.

واستؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة من الأوروبيين خصوصًا، في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني في فيينا في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي، ولكن بدون إحراز تقدم ملموس.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close