الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

الجزائر.. صخب الشارع يعود مجدّدًا والشعب "لن يتراجع"

الجزائر.. صخب الشارع يعود مجدّدًا والشعب "لن يتراجع"

Changed

جدّد المتظاهرون في الجزائر شعارات عودة الحراك رغم انتشار جائحة كورونا، وفرض الإجراءات الاحترازية من تباعد ووقاية، في ظل تسجيل أول حالتي إصابة بالفيروس المتحوّر.

شهدت العاصمة الجزائر وولايات أخرى، الجمعة، مسيرات سلمية خرج خلالها الآلاف من المتظاهرين للمطالبة بتغيير النظام و"الذهاب إلى جزائر جديدة".

وفي المناسبة، جدّد المتظاهرون شعارات عودة الحراك رغم انتشار جائحة كورونا في البلاد، وفرض الإجراءات الاحترازية من تباعد ووقاية، في ظل تسجيل أول حالتي إصابة بالفيروس المتحوّر.

ويطالب الشارع بالذهاب نحو انفتاح سياسي وإعلامي أعمق، ونحو مشهد يؤسس للحظة الخروج الأول يكون فيها هو السيّد، كما يقول الأستاذ الجامعي المتقاعد محمد عرقابي لـ"العربي"، مشدّدًا على وجوب "الثورة الشعبية".

الشعب الجزائري "مصمّم على التغيير"

وفي الوقت الذي يجد فيه البعض أنّ التغيير سياسي بامتياز، يعتبر آخرون أن الذهاب نحو تعزيز الاقتصاد ورفعه أولوية المرحلة الحالية بعد تأثر مؤشّراته بالجائحة، وانعكاس ذلك على المواطن البسيط.

ويرى الأستاذ الجامعي منور السعيد أنه "لا يمكن أن يحصل أي تغيير اقتصادي أو اجتماعي أو أخلاقي أو علمي من دون تغيير سياسي"، مشيرًا إلى أنّ من يتحكم في السياسة يتحكم في التغيير بكل المجالات". ويشدّد على أنّ الشعب الجزائري مصمّم على التغيير، "ولن يتراجع قيد أنملة".

الجزائريون يؤكدون أنهم "يمتلكون الشارع"

وجاءت تظاهرات الجمعة بعد أيام فقط من إحياء الذكرى الثانية للحراك الشعبي، وإعلان الرئيس عبد المجيد تبون عن جملة من الإجراءات، منها الإفراج عن 60 موقوفًا، إضافة إلى حلّ البرلمان وتعديل حكومي جزئي. ويُنتظَر استدعاء الهيئة الناخبة لانتخابات برلمانية مسبقة في قادم الأيام.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر توفيق بوقاعدة أنّ المحتجين الجزائريين أرادوا التأكيد، من خلال تظاهرات الجمعة، أنهم أصبحوا يمتلكون الشارع، وهم وحدهم من يقرر متى يعودون ومتى ينقطعون عن مسيرتهم التي كانوا يقومون بها.

ويعتبر بوقاعدة، في حديث إلى "العربي"، أنّ مسيرة الجمعة أكّدت أيضًا أنّ "الجزائريين لا يزالون مصرّين على ضرورة أن تفتح نافذة من أجل التغيير، بطرق سلمية ووفق رؤية شاملة يشترك الجميع في بنائها، وليست رؤية أحادية وفق أجندة السلطة".

ويشير إلى أنّ هذه الاحتجاجات تشكّل أيضًا "عنوانًا لفشل السلطة على مدار سنتين في تحقيق الهدف الأساسي الذي خرج من أجله الجزائريون، وهو إحداث التغيير الذي لم يلمسوه إلى حد الآن".

 السلطة في الجزائر "في مأزق"

ويتحدث بوقاعدة عن نوع من سوء الفهم في كيفية التعاطي مع الحراك ومع السلطة، مشيرًا إلى أنّ السلطة لا تزال في المرحلة الأولى، وهي مرحلة الإنكار للواقع وللمطالب الشعبية.

ويلفت إلى أنّه عندما تأتي مؤشرات إيجابية حول انفتاح السلطة على آراء الشارع والمحتجّين والمعارضين، "حتمًا سيبتكر العقل السياسي الآليات التي تسمح بالمشاركة في صناعة التغيير وفق الرؤى الموجودة في الساحة الآن".

ويأسف بوقاعدة لـ"عدم الاستجابة للمطالب الشعبية، ومحاولة القفز فوقها هو ما يطبع المشهد السياسي الجزائري حاليًا"، لكنّه يعتبر أنّ السلطة - استنادًا إلى ما سبق - في "مأزق"، فهي ليست قادرة على إيقاف الاحتجاج، كما أنّها ليست قادرة - في الوقت ذاته - على تقديم مشروع يحافظ على وجودها، ولا يضرّ بمصالحها الجوهرية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close