أثار قرار بناء تمثال كبير للأمير عبد القادر الجزائري في ولاية وهران، بتكلفة تصل إلى نحو 9.5 ملايين دولار أميركي، جدلًا واسعًا في البلاد.
وكان والي وهران سعيد سعيود قارن بين التمثال المزمع تشييده وتمثال "المسيح الفادي" في ريو دي جينيرو، وهو الأعلى حاليًا في العالم بطول 39 مترًا، لافتًا إلى أنه تم إضافة 3 أمتار ليصبح تمثال الأمير عبد القادر بطول 42 مترًا.
وسيُبنى تمثال الأمير عبد القادر الجزائري في أعالي جبل مرجاجو، وسيحمل سيفًا مزودًا بتقنية الليزر موجهة نحو القبلة للمصلين.
وبحسب والي وهران، سيُقام التمثال على خمس ركائز في إشارة إلى أركان الإسلام الخمسة.
"الأولى تشييد مستشفى"
واستنكر ناشطون جزائريون التكلفة المرتفعة لبناء التمثال. وأشار الناشط الجزائري مراد طهاري، إلى أنه فيما يُزمع بناء تمثال للأمير عبد القادر بطول 42 مترًا في وهران، ليس لدى أهالي المنطقة "مستشفى، ولا حتى البصلة"، وفق تعبيره.
وشدد الناشط مختار بلمداح، الذي وصف ما يجري بـ"غرائب وعجائب"، على أن الأولى بناء مستشفى بالمبلغ المرصود.
أطول من تمثال ريو دي جانيرو الأعلى في العالم.. جدل في #الجزائر بعد الإعلان عن تشييد تمثال للأمير عبد القادر في #وهران.. ما القصة؟ pic.twitter.com/6TwuBf4fQN
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) June 1, 2023
بدورها، كتبت بسمة عماري: "ما الفائدة بتجسيد تمثال أكبر وأطول؟"، مشيرة إلى أن التخليد الحقيقي للأمير عبد القادر هو بإنصافه في المنهج الدراسي والإنتاج السينمائي، أو حتى معاهد للتاريخ لتبقى واقفة على إرث ثورته الحقيقي.
في المقابل، دافع آخرون عن القرار، معتبرين إياه تكريمًا للأمير الجزائري.
وكتب الدكتور عصام بن الشيخ في معرض رده على رافضي تشييد التمثال، أنه يؤيد بناء تمثال للأمير عبد القادر، مؤكدًا أن ليس في الأمر تبذيرًا إطلاقًا.
من جانبه، أشار بوشيخي يوسف إلى أنه يرجو أن لا يتوقف الأمر عند تمثال الأمير عبد القادر، لافتًا إلى وجوب أن يمتد إلى كل من قاوم فرنسا مثل الشيخ بوعمامة والشيخ المقراني والشيخ آمود أغ المختار والشيخ الحداد وغيرهم من الأبطال.
ويُعد الأمير عبد القادر بن محيي الدين، الذي وُلد عام 1808 م، شخصية بارزة في تاريخ الجزائر، حيث أدى دورًا بارزًا في مقاومة ورفض وجود الاستعمار الفرنسي. كما يُعتبر أحد رموز الدولة الجزائرية الحديثة.