الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

شقة من طابقين في مجمع فخم.. كيم جون أون يكافئ "الفم الذي يطلق الصواريخ"

شقة من طابقين في مجمع فخم.. كيم جون أون يكافئ "الفم الذي يطلق الصواريخ"

Changed

تقرير حول إحياء الذكرى الـ27 لوفاة الزعيم كيم إيل سونغ في كوريا الشمالية في يوليو 2021 (الصورة: تويتر)
حصلت المذيعة الشهيرة على شقة من طابقين في المجمع الفخم. ولم يكتف كيم بتسليمها مفاتيح الشقة، بل قام بجولة برفقتها في منزلها الجديد، وهو يمسك بيدها.

دشّن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الخميس الماضي، مجمعًا سكنيًا فاخرًا وسط بيونغ يانغ، قال إنه سيكون مخصصًا لمعظم أنصاره من النخب، وأولئك الذين أسماهم "الوطنيون الحقيقيون".

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن من بين هؤلاء مذيعة الأخبار التلفزيونية الحكومية الشهيرة ري تشون هي التي تعرف عالميًا باسم "السيدة الوردية" بسبب لون الزي الكوري التقليدي الذي كانت ترتديه لتقديم التقارير الإخبارية.

وحصلت المذيعة الشهيرة على شقة من طابقين في المجمع الفخم. ولم يكتف الرئيس كيم جونغ أون بتسليمها مفاتيح الشقة، بل قام بجولة برفقتها في منزلها الجديد، وهو يمسك بيدها.

وذكرت وسائل الإعلام الحكومية أن كيم قال: "لا يمكن أن نبخل على الثروات الوطنية مثل ري تشون هي، التي عاشت حياة فاضلة مع الميكروفون الثوري"، كما طلب منها أن تستمر بقوة في أداء دور صوت حزب العمال الحاكم الذي ينتمي إليه.

من جهتها، قالت ري تشون هي إنها "ممتنة للغاية للرعاية الكريمة، لدرجة أنها كانت على وشك البكاء".

وجاءت هدية كيم لري تشون هي، قبل الذكرى الـ 110 لميلاد مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ، جد كيم جونغ أون، التي احتفلت به كوريا الشمالية أمس الجمعة، من دون تنظيم عرض عسكري على ما جرت عليه العادة.

من هي ري تشون هي؟

اشتهرت ري تشون هي، البالغة من العمر 79 عامًا، داخل كوريا الشمالية وخارجها بقراءتها للأخبار بطريقة "عاطفية" تثير مشاعر الشعب الكوري، وكانت عنصرًا أساسيًا في التلفزيون الكوري الشمالي داخل البلاد وخارجها لأكثر من 50 عامًا.

ومنذ عام 1971، ساهمت ري تشون هي في تجييش رجال ونساء بلدها، من خلال التسويق لمختلف سياسات النظام، ولا سيما ما يتعلق بالتجارب النووية والصاروخية، بالإضافة إلى تلاوتها بيانات وفاة القادة السابقين للبلاد: كيم إيل سونغ عام 1994، وكيم جونغ إيل عام 2011.

وبينما تثير الاعتزاز بالرئيس الكوري الشمالي، تُذكر ري تشون هي شعب الجارة كوريا الجنوبية بمحطات أليمة في تاريخ البلدين، على غرار اختبارات الأسلحة في كوريا الشمالية، بحيث تبدو صرخاتها الحربية مثيرة للدماء مثل المعلومات نفسها.

وذكرت الصحيفة الأميركية أنه كلما ظهرت ري تشون هي على التلفزيون، وفتحت ما يسمونه "الفم الذي يطلق الصواريخ"، كان مراقبو الحكومة والمخابرات في كوريا الجنوبية، وكذلك الكوريون الجنوبيون بشكل عام، يستعدون للأسوأ.

وعام 2008، وصفتها مجلة "تشوسون" الكورية الشمالية بـ"الصوت الذي يرتجف منه العدو".

كما أشارت الصحيفة الكورية الشمالية إلى أنها تحمل لقب "بطلة المهمات" في كوريا الشمالية.  أما في الخارج، فتُعرف باسم "السيدة الوردية"، بسبب لون الزي الكوري التقليدي الذي كانت ترتديه لتقديم التقارير الإخبارية.

عام 2010، اختفت المذيعة الشهيرة عن التلفزيون وسط تقارير عن تقاعدها، لكنها عادت إلى الظهور منذ ذلك الحين لتقديم أهم الأخبار، بما في ذلك تلاوة خطاب الرئيس الكوري الشمالي بمناسبة العام الجديد عام 2021.

شقة فسيحة على ضفاف النهر

وفي مقطع الفيديو الخاص الذي بثه التلفزيون الرسمي عن جولتها مع الرئيس الكوري الشمالي في منزلها هذا الأسبوع؛ قالت ري إنها شعرت وكأنها في فندق.

كيم جونغ أون يجول في المجمع الفخم

وتتميز الشقة بكل وسائل الراحة التي تحتاجها. وأظهر فيديو إعلاني الشقة الفسيحة على ضفاف النهر، بأرضيات خشبية لامعة، وغرفة معيشة مفروشة بأريكة بيضاء بخمس مقاعد، وغرفة نوم واسعة، ومطبخ مع طاولة على شكل حرف L، وطاولة طعام تتسع لستة أشخاص، مع شرفة أرضية توفر إطلالة على وسط مدينة بيونغ يانغ.

ومن بين الأشخاص الآخرين الذين حصلوا على شقة في المجمع أعضاء في وسائل الإعلام الحكومية، الذين تتمثل مهمتهم أيضًا في نشر الدعاية للنظام الكوري الشمالي.

ولا يعتبر هذا السخاء تجاه الموالين للنظام أمرًا نادرًا في كوريا الشمالية، حيث سبق أن منح الرئيس سيارات فاخرة وساعات ثمينة أو منازل لمساعديه المقربين.

ومؤخرًا، سعى كيم جونغ أون إلى تعزيز قاعدة دعمه من خلال توفير شقق فاخرة لكبار المسؤولين، حتى في الوقت الذي عانت فيه البلاد من متاعب اقتصادية تفاقمت بسبب وباء كورونا والعزلة الدبلوماسية عن بقية دول العالم.

وتمّ افتتاح الشقق الفاخرة بعد يومين من الانتهاء من المباني الشاهقة المخصصة لـ 10 آلاف ساكن عادي، في إطار مشروع مدته خمس سنوات لبناء 50 ألف شقة في العاصمة لمعالجة مشكل الإسكان في البلاد.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close