الخميس 2 مايو / مايو 2024

صدام سيالة.. أجبر على ترك الدراسة فأصبح قائدًا تربويًا في الأردن

صدام سيالة.. أجبر على ترك الدراسة فأصبح قائدًا تربويًا في الأردن

Changed

تقرير لـ"أنا العربي" عن شاب أردني تحوّل من متسرب إلى قائد تربوي (الصورة: يوتيوب)
اضطر صدام سيالة إلى ترك مقاعد الدراسة في صغره بسبب الأوضاع الاقتصادية، فأسس مبادرة لتعليم اللاجئين والأيتام والأطفال المنخرطين في سوق العمل.

تحوّل الشاب الأردني صدام سيالة من متسرب من التعليم إلى صاحب ومؤسس مبادرة "أنا أتعلّم"، لمساعدة الطلاب على متابعة تعليمهم والحدّ من ظاهرة التسرب من التعليم.

فقد اضطر سيالة إلى ترك مقاعد الدراسة حينما كان في سن الـ14، حيث كان يتيمًا ويعيش أوضاعًا مادية صعبة دفعته إلى البحث عن العمل وترك المدرسة فعمل في عدة مهن لكسب قوته اليومي.

ويروي صدام قصته قائلًا: "كان أول يوم لي في المدرسة، يوم اكتشفت أنني يتيم فكنت أريد أن أترك التعليم وكنت أبكي.. عندها تقدم نحوي معلم وعانقني وأقنعني أن أبقى في المدرسة فكانت اللحظة التي اكتشفت فيها أنني لا أملك أحدًا لأرجع إليه".

وأمضى صدام أيامه في العمل بمخيم "سوف" في مدينة جرش، ببيع القهوة للسائحين الذين يجوبون المدينة التي تحتضن الآثار الرومانية القديمة، قبل أن ينتقل للعمل في مهن أخرى.

ويقول صدام: "كان الوضع الاقتصادي يدفعني إلى عدم توقيف حياتي بل بالعكس الاعتماد على نفسي والعمل وتعلم مهنة يمكنني أن أجني منها المال".

الشدائد تولد الأمل

ولعلّ هذه الظروف الصعبة التي عاشها صدام هي التي دفعته إلى الشعور بضرورة مساعدة من يعيشون ظروفًا مشابهة، ومن هنا قرر تأسيس مبادرة "أنا أتعلم" عام 2012 حيث اختار أن تنطلق من مكان ولادته وترعرعه في مخيم "سوف".

وخص الشاب الأردني في مبادرته اللاجئين والأيتام والأطفال المنخرطين في سوق العمل، عبر العمل على تطوير النظام التعليمي في البلاد بشكل يلبي طموحات وشغف واهتمامات الطلبة.

في هذا الخصوص يشرح سيالة أنه "إذا لم نُعطِ الأطفال اهتمامًا شخصيًا وتعليمًا يواكب اهتماماتهم فيصبحون عرضة أكثر للتسرب من المدرسة"، مضيفًا: "هذه تجربة أنا عشتها وأعلم ما يعنيه ألا يقدر التعليم على تلبية شغفي".

تطوير مهارات الطلبة

أما مبادرة "أنا أتعلم"، فتضم 3 برامج رئيسة يتم تنفيذها بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني في 7 محافظات بالأردن، وتقوم على تنمية مهارات الطلبة المختلفة من خلال مناهج البرمجة والمهارات التكنولوجية إلى جانب مهارات الحياة، والفنون، والمسرح، واللغات.

 كما لفت سيالة إلى تطوير "برنامج الشباب" المبني على انخراط الشباب في العمل التطوعي، وفي الوقت عينه سد الفجوة ما بين سوق العمل ومهاراتهم.

ويستفيد من "أنا أتعلم"، أكثر من 10 آلاف طفل و1500 شاب في عمر المراهقة، وحازت المبادرة على العديد من الجوائز المالية والدولية، كذلك حاز صدام بدوره على جائزة عالمية، كما أنّه زميل مع شباب اليونسكو، عضو في المنتدى الاقتصادي العالمي في مجتمع "صانعي العالم".

من جهة ثانية، يوجد في الأردن نحو 6.2% من الأطفال بسن التعليم خارج المدرسة، من الصف الأول إلى العاشر بحسب تقرير لـ"اليونسف" التي قالت إن سبب ذلك يعود إلى تردي الظروف الاقتصادية، وعمالة الأطفال والعنف في المدارس فضلًا عن الزواج المبكر.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close