تمكنت سيدة هندية من تحقيق حلمها بعد 75 عامًا بزيارة مسقط رأسها في باكستان بعد أن حُرمت من ذلك بسبب سياسات الاستعمار البريطاني في البلدين.
تعود قصة رينا فارما البالغة 90 عامًا إلى عقود مضت. وكانت تعيش مع والديها و5 من أشقائها في منزلهم المؤلف من طابقين في مدينة روالبندي الموجودة حاليًا في باكستان.
وقد انقلبت حياة فارما رأسًا على عقب عام 1947 حين كان عمرها لا يتجاوز الـ14 عامًا وغادرت هي وأسرتها المنزل إلى مدينة بوني غربي الهند.
وبعد فترة وجيزة من الانتقال حصل التقسيم الاستعماري للهند لدولتين لتصبح الهند ذات أغلبية هندوسية، وباكستان ذات أغلبية مسلمة مع نهاية الحكم الاستعماري البريطاني عام 1947.
ومنع ذلك فارما وأفراد أسرتها من العودة إلى منزلهم مجددًا. لكنها لم تنس منزلها وحيّها حيث أمضت طفولتها، وحاولت على مدى عقود أن تعود إلى مسقط رأسها، من خلال محاولاتها المتكررة للحصول على تأشيرة دخول إلى باكستان.
ونجحت فارما في عبور الحدود إلى باكستان برًا في يوليو/ تموز الماضي، وزارت منزلها وحيّها حيث حظيت باستقبال كبير.
وقالت: "أشعر بسعادة كبيرة لرؤية منزلي بعد هذا الوقت الطويل، لقد تحقق الآن حلم قديم جدًا لي".
وأضافت: "كانت لدي مشاعر مختلطة عندما جئت إلى هنا وما زلت أشعر بمشاعر مختلطة".
وقد أجبر تقسيم الهند وباكستان عام 1974 ملايين العائلات على الهجرة. وشهدت المنطقة إحدى أكبر موجات الهجرة الجماعية في التاريخ، في ظل اضطرابات سياسية واجتماعية راح ضحيتها مليون شخص.
وقالت فارما: "لقد مرّ 75 عامًا على التقسيم وكبر الجيل الجديد. يجب على الأقل إعطاء الجيل الجديد رسالة حب حتى يتمكنوا من محاولة تحسين الأوضاع".
وأضافت: "نحن دول أشقاء نتشارك في الثقافة والكثير من الأشياء الأخرى لذلك يجب أن نعيش في حب وانسجام".