تحلّقوا من حوله وأنشدوا معًا لوطن، هو جنة بالنسبة لهم، وإن لم يخرج بعد إلى النعيم من أتون الحرب.
غنّى عبد الباسط الساروت "جنة جنة جنة، جنة يا وطنّا" مرارًا، وفي كل ساحات الثورة السورية ردّدت حشود غفيرة الكلمات من بعده.
حُمل الساروت على الأكتاف منشدًا أوقد المشاعر وأجّج الحماسة؛ ثم حُمل على الأكتاف في وداع أخير، كان هو فيه مرثية البلاد التي نزفت سيلًا من شِيبها وشبابها.
"حارس الثورة" السورية
عبد الباسط الساروت الذي وُلد في يناير/ كانون الثاني من عام 1992، هو ابن حمص التي أُبعد عنها، فاتجه نحو إدلب. كان حارسًا لنادي الكرامة ومنتخب سوريا للشباب لكرة القدم.
وعندما حمل مطالب الشعب السوري بصوته، وأطلقها صرخات في التجمعات الشعبية، نال لقب "حارس الثورة"؛ وعُدّ من بين أبرز قادة المظاهرات قبل أن يحمل السلاح دفاعًا عن أهله وأرضه.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2019، رحل الساروت بعد أن أُصيب في اشتباكات مع قوات النظام في ريف حماه، وتوفي بعدها بيومين.
#عبد_الباسط_الساروت.. من لاعب كرة قدم إلى المطلوب رقم واحد للنظام السوري#كنت_هناك pic.twitter.com/KCPO4lnQQ9
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 25, 2021
"صوت يحمل أوجاعنا"
في ذكرى رحيله التي تحل اليوم في الثامن من يونيو/ حزيران، حضر الساروت بصوته وصورته على مواقع التواصل الاجتماعي، واستذكره السوريون بما تركه في نفوسهم من أثر.
وتوجّه نور عز الدين للمنشد الثائر قائلًا: "يا صوتنا المبحوح، والباقي أبدًا، كنت سندًا عظيمًا لثورتنا. كالكتف الأيمن لكلّ منّا".
يا صوتنا المبحوح ... و الباقي أبداً ❤ كنت سنداً عظيماً لثورتنا .. كالكتف الأيمن لكلّ منّا 💔 #ذكرى_استشهاد_الساروت_الثانية pic.twitter.com/RXw3418KLp
— Nour Ez Al-deen (@NourEzAldeen1) June 8, 2021
من ناحيتها، أكدت أميرة أن الحزن والمرارة على رحيل الساروت في ذكراه الثانية لم يختلف عن لحظة وداعه.
وقالت: "كم نتمنى وجود أمثالك ممّن يترفعون عن المناصب والمكاسب في سبيل إعلاء كلمة الحق والحرية. وكم اشتقنا لصوتك الذي يحمل أوجاعنا وآمالنا".
#عبد_الباسط_الساروت كنت الحلم وكنت الأمل اليوم ذكرى مرور عامان على رحيلك و لكن كأنه اليوم بحزنه ومرارته .. كم نتمنى وجود أمثالك ممن يترفعون عن المناصب والمكاسب في سبيل إعلاء كلمة الحق و الحرية وكم اشتقنا لصوتك الذي يحمل أوجاعنا و آمالنا 💔 رحمك الله يا رجل الثورة 💚 pic.twitter.com/tAqqkN608F
— Ameera (@Ameera81037387) June 8, 2021
ووصفت إسراء عبد الله الساروت في تغريدتها بـ "صوتنا الباقي أبدًا يغني لنا دومًا: يا وطنا ويا غالي، حتى رحلت فداءه".
ويا صوتنا الباقي ابداً يغني لنا دوماً: "يا وطنا ويا غالي" حتى رحلت فداءه. #الساروت
— Esraa Abdullah (@_esraaabd) June 8, 2021
وردّدت آية إبراهيم عبارة قيلت في رحيله مرارًا: "رحل من عاش في جحيم الوطن.. وهو يُنشد لنا جنة".
رحل من عاش في جحيم الوطن .. وهو يُنشد لنا "جنة"#عبد_الباسط_الساروت pic.twitter.com/oTLRkem4pY
— Aya Ibrahim (@ayamesleh) June 8, 2021