الجمعة 17 مايو / مايو 2024

عقوبات على بوتين ولافروف في ثاني أيام الهجوم.. كييف "جاهزة" للمفاوضات

عقوبات على بوتين ولافروف في ثاني أيام الهجوم.. كييف "جاهزة" للمفاوضات

Changed

تقرير يستعرض أبرز الأحداث التي حصلت في اليوم الثاني للهجوم الروسي على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
تواصل القوات الروسية توغلها في أوكرانيا، وسط أنباء عن تقدمها باتجاه كييف، في وقت دعا فيه بوتين العسكريين الأوكرانيين إلى "تولي السلطة".

في اليوم الثاني للهجوم الذي تشنّه روسيا على أوكرانيا، اتسعت رقعة التوغل ومعها ارتفع عدّاد القتلى واللاجئين واشتدت حزم العقوبات ضد موسكو.

وبينما كانت القوات الروسية تواصل توغلها في أراضي الجارة، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن هدف الهجوم الروسي على أوكرانيا هو "تحرير" الأوكرانيين "من القمع"، ملمحًا إلى أن موسكو تنوي الإطاحة بالسلطة الأوكرانية الحالية.

لاحقًا، دعا سيد الكرملين الرئيس فلاديمير بوتين العسكريين الأوكرانيين "إلى تولي السلطة" في كييف من خلال الإطاحة بالرئيس فولوديمير زيلينسكي وأوساطه، الذين وصفهم بأنهم "زمرة مدمنين ونازيين جدد".

تقدم متواصل نحو كييف

وباتجاه كييف تواصل القوات الروسية التقدم في إطار مساعيها للإطاحة بالحكومة الأوكرانية، على ما قال رئيس مخابرات الدفاع البريطانية جيم هوكنهول.

وشرح هوكنهول أن القوات الروسية تواصل التقدم على محورين باتجاه العاصمة، لافتًا إلى أنّ "هدفها تطويق العاصمة وضمان السيطرة على السكان وتغيير النظام".

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن "القوات العسكرية تحاصر العاصمة كييف من جهة الغرب"، مشيرة إلى أن "موسكو سيطرت على ساحة جوية قرب كييف وأنزلت مظليين". 

غير أن مسؤولًا أميركيًا قال لوكالة "رويترز": إن روسيا تواجه "مقاومة" أقوى مما كانت تتوقع في هجومها على أوكرانيا، بما في ذلك تقدمها صوب العاصمة كييف، مشيرًا إلى أنّه "يبدو أنها فقدت بعض الزخم في الهجوم".

وفي تطورات الميدان أيضًا، أفاد مراسل "العربي" اليوم عن تسجيل قصف شديد على مدينة ماريوبول، لافتًا إلى أنّ القوات الروسية تحاول دخول المدينة من الشمال والجنوب بعد السيطرة الكاملة على ضواحيها.

وكان ثلاثة جنود من قوات حرس الحدود قد قُتلوا جراء هجوم للقوات الروسية في منطقة زابوروجيا شرقي البلاد.

وفي البحر الأسود، حيث استسلم 82 جنديًا أوكرانيًا، سيطرت القوات الروسية على جزيرة زميني، على ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.

غير أن نائبة وزير الدفاع الأوكراني هنا ماليار أفادت أن القوات الروسية فقدت نحو 2800 عسكري و80 دبابة خلال هجومها على البلاد.

عقوبات على بوتين ولافروف

من جهة أخرى، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّ الرئيس بوتين ولافروف أُدرجا ضمن قائمة الأشخاص الذين فرض عليهم الاتّحاد الأوروبي عقوبات ردًا على الهجوم على أوكرانيا.

وقال بوريل: "هذه خطوة مهمة. القادة الوحيدون في العالم الذين فرض عليهم الاتّحاد الأوروبي عقوبات هم رئيس النظام السوري بشار الأسد والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، والآن بوتين".

ومن ناحيتها، أظهرت قائمة بريطانية للعقوبات أن لندن فرضت عقوبات تشمل تجميد الأصول على بوتين لإصداره الأمر بشن غزو على أوكرانيا.

وشملت العقوبات البريطانية كذلك لافروف، الذي قالت إنه صانع قرار رئيس في الحكومة الروسية.

وفي وقت لاحق، قررت واشنطن فرض عقوبات على بوتين ولافروف تشمل منع السفر، وحذّرت موسكو من استهداف زيلينسكي. 

لكن رغم وصفها بالأقصى على الإطلاق، إلا أن حزم العقوبات الأميركية والأوروبية لم تعزل روسيا عن نظام "سويفت".

ويُعد هذا النظام الأساس في التعاملات المصرفية العالمية، بعدما أصبح الآلية الرئيسة التي تسمح للتجارة الدولية بالتدفق بسلاسة.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد اعتبر أن "استمرار العدوان الروسي" على بلاده يظهر أن العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو ليست كافية، معتبرًا أن العالم يواصل مشاهدة ما يجري في أوكرانيا من بعيد.

وأعلن الكرملين اليوم أن روسيا ستفرض عقوبات انتقامية على الدول الغربية على أساس المعاملة بالمثل.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: إن العقوبات ستسبب مشاكل لروسيا، لكن يمكن احتواء تأثيرها، كما أنها قللت اعتماد موسكو على الواردات الأجنبية.

"ترك طريق للحوار"

في المساعي لحل الأزمة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه أجرى الخميس "محادثة صريحة ومباشرة وسريعة" مع بوتين للمطالبة "بوقف المعارك في أسرع وقت"، و"الطلب منه أن يتحادث" مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

واعتبر ماكرون أنّ من المفيد "ترك الطريق مفتوحًا" للحوار مع روسيا من أجل وقف هجومها على أوكرانيا، غير أنه ندّد في الوقت نفسه بـ"ازدواجية" نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

ومن ناحيته، قال الكرملين اليوم إنه عرض إجراء محادثات مع أوكرانيا في مدينة مينسك عاصمة بيلاروسيا بعد أن أبدت أوكرانيا استعدادها لبحث إعلان نفسها دولة محايدة، لكنه قال إن أوكرانيا اقترحت بدلًا من ذلك وارسو مكانًا للمحادثات.

وكان بيسكوف قد صرّح لوكالات الأنباء الروسية أن روسيا مستعدة لإرسال وفد يضم مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع إلى المحادثات، مشددًا على أن نزع السلاح يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من المفاوضات.

ولاحقًا، أعلن المتحدث باسم الرئيس الأوكراني أن كييف وموسكو تناقشان المكان والزمان لإجراء محادثات، موضحًا أن كييف جاهزة لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار والسلام.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close