الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

على المدى الطويل.. هل تستطيع اللقاحات الحالية إنهاء جائحة كورونا؟

على المدى الطويل.. هل تستطيع اللقاحات الحالية إنهاء جائحة كورونا؟

Changed

ناقش ضرار بلعاوي، أستاذ العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية، أهمية الجرعة الثالثة من اللقاحات المضادة لكورونا (الصورة: غيتي)
يعتقد بعض الباحثين أن التعرض المتكرّر أو المستمرّ للعدوى قد يسبّب "الإرهاق" المناعي، وبالتالي تكون الخلايا غير قادرة على تكوين استجابة مناعية قوية.

بعد أكثر من عامين على بدئها، لا يزال التساؤل مفتوحًا حول توقيت انتهاء جائحة كوفيد-19، fخاصّة مع الحديث عن حاجة الإنسان إلى جرعات معزّزة من اللقاح المضاد للفيروس لمواجهة متحوّرات مختلفة من الفيروس الأصلي.

ورغم أن اللقاحات التي تعتمد على تقنية "الرنا المرسال" (mRNA) ساعدت على منع دخول المستشفيات والوفاة، إلا أنها فشلت في توفير مناعة وقائية طويلة الأمد للوقاية مما يسمى "العدوى الاختراقية"، أي إصابة الأشخاص بالمرض على الرغم من تطعيمهم بشكل كامل.

ولذلك، دعا راكاش ناجاركاتي، أستاذ علم الأمراض وعلم الأحياء الدقيقة والمناعة بجامعة ساوث كارولاينا، وميتزي ناجاركاتي، أستاذ علم الأمراض وعلم الأحياء الدقيقة والمناعة في الجامعة، إلى تطوير اللقاحات الحالية ضد مرض كوفيد-19 من أجل توفير مناعة طويلة الأمد وإنهاء الجائحة.

وأوضح الباحثان أن الجرعات المعززة من اللقاحات العادية تساعد على زيادة عدد الخلايا البائية، والخلايا التائية التي يمكنها الاستجابة للعدوى، وكذلك تنشيط استجابة خلايا الذاكرة، وبالتالي توفير مناعة طويلة الأمد. لكن في حال لقاحات كوفيد-19، كانت الجرعة المعزّزة الأولى فعالة للغاية ضد العدوى، لفترة تتراوح بين أربعة إلى ستة أشهر. ثم ما لبثت أن بدأت الحماية تتناقص، بالتالي بدأ الحديث عن جرعات معززة لاحقًا.

وشرحا أنه بالإضافة إلى عدم قدرة اللقاحات الحالية على توفير مناعة طويلة الأمد، يعتقد بعض الباحثين أن التعرض المتكرّر أو المستمرّ للعدوى قد يسبّب "الإرهاق" المناعي، أي أنه عند تعرضها الدائم للفيروس، قد تُظهر الخلايا التائية القاتلة استنفادًا مناعيًا، وبالتالي تكون غير قادرة على تكوين استجابة مناعية قوية.

وأشارا إلى أن فشل لقاحات "الرنا المرسال" في إحداث استجابة مستدامة للأجسام المضادة والذاكرة قد يكون مرتبطًا أيضًا بمكوّنات تسمى "المواد المساعدة" التي تستخدم في اللقاحات التقليدية لتنشيط الأجسام المضادة. وهذه المكونات هي التي تنشط المناعة الفطرية التي تتكون من الخلايا المعروفة باسم الضامة، والتي تساعد الخلايا التائية والخلايا البائية، مما يؤدي في النهاية إلى استجابة أقوى للأجسام المضادة.

غير أن لقاحات "الرنا" تستخدم، بدلًا من هذه "المواد المساعدة"، كرات صغيرة من الدهون تسمى الجسيمات النانوية الدهنية.

وأوضح العالمان أن المرحلة التالية من تطوير اللقاح ستحتاج إلى التركيز على كيفية إطلاق استجابة طويلة الأمد للأجسام المضادة، التي من شأنها أن تستمر لمدة عام على الأقل؛ ما يعني أن لقاحات كوفيد ستستمرّ، وقد نحصل على جرعة سنوية مدى الحياة.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close