Skip to main content

على وقع أزمة زابوريجيا.. واشنطن تتهم موسكو بارتكاب "جرائم حرب ممنهجة"

الثلاثاء 22 نوفمبر 2022

اتهمت مسؤولة أميركية رفيعة الإثنين روسيا بارتكاب "جرائم حرب ممنهجة" حيثما نشرت قوات في أوكرانيا. وأبدت ثقتها بأن المسؤولين الروس سيحاسَبون قضائيًا في نهاية المطاف.

وفي تصريح للصحافيين، قالت الدبلوماسية المكلّفة بشؤون العدالة الجنائية الدولية في وزارة الخارجية الأميركية بيث فان شاك: "لدينا أدلة متراكمة على أن هذا العدوان (الهجوم الروسي) ترافق مع جرائم حرب ممنهجة ارتكبت في جميع المناطق التي انتشرت فيها القوات الروسية"، مشيرة إلى إعدامات وعمليات تعذيب وحالات معاملة غير إنسانية ونقل أشخاص وأطفال قسرًا.

وأضافت: "عندما ترون مثل هذه الممارسات الممنهجة، بما في ذلك إنشاء شبكة واسعة للنقل القسري، من الصعب للغاية تخيّل أنّ هذه الجرائم كان من الممكن ارتكابها من دون أن تقع المسؤولية عنها على رأس سلسلة القيادة"، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

العثور على "مواقع تعذيب" في خيرسون

وتأتي تصريحات الدبلوماسية الأميركية بعيد إعلان النيابة العامة الأوكرانية العثور على أربعة "مواقع تعذيب" استخدمتها القوات الروسية في مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا والتي استعادتها قوات كييف في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، متهمةً موسكو بارتكاب جرائم حرب في المنطقة.

وتحدّثت المسؤولة عن "نورمبرغ جديدة" في إشارة إلى المحاكمات التي خضع لها النازيون بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، مبدية ثقتها بأن التحقيقات التي تجرى حاليًا في المحكمة الجنائية الدولية على سبيل المثال ستفضي إلى توجيه اتهامات عندما يحين الوقت.

تحقيقات دولية

وفتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقًا في الحرب في أوكرانيا بعيد بدء الهجوم الروسي على هذا البلد في 24 فبراير/ شباط الماضي، كما شكّلت ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا بدعم من الوكالة القضائية الأوروبية "يوروجسات" فريق تحقيق أوروبيًا مشتركًا في جرائم يشتبه بأنها ارتُكبت على الأراضي الأوكرانية.

وتابعت فان شاك: "يبقى أن نرى بأيّ سرعة يمكن أن تتقدّم هذه المسارات المختلفة نحو العدالة"، مشيرة إلى أن أمورًا كثيرة "تتوقف على الوصول إلى الأشخاص المشتبه بهم واعتقالهم". 

كما تحدّثت الدبلوماسية الأميركية عن "نقاشات مستمرة" بشأن إنشاء محكمة خاصة تطالب بها أوكرانيا، لا سيّما في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنّها أشارت إلى أنّ الولايات المتّحدة تفضّل إلى حدّ ما "المؤسسات القائمة" للمحاكمة عن أي جرائم حرب أو جرائم ضدّ الإنسانية مرتكبة في أوكرانيا.

وشدّدت الدبلوماسية الأميركية على أنّ "قوانين الحرب تنطبق على الأطراف كافة، الدولة المعتدية والدولة المدافعة على حدّ سواء"، مؤكدة أنّ "حجم إجرام" القوات الروسية "هائل مقارنة بالاتهامات للقوات الأوكرانية"، وذلك لدى سؤالها عن مقاطع فيديو تقول موسكو إنّها تثبت أنّ كييف أعدمت جنودًا روسًا. 

دعوة أوروبية لروسيا "للتوقف عن المقامرة النووية" 

من جهته، دعا الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، روسيًا للتوقف عن "المقامرة النووية"، معربًا عن "بالغ قلقه" إزاء القصف الأخير الذي تعرضت له محطة زابوريجيا للطاقة النووية، يومي السبت والأحد.

وقال بوريل، في تغريدة على تويتر، "قلق بشدة إزاء القصف الأخير، في نهاية الأسبوع، على محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تمت السيطرة عليها بشكل غير قانوني". وأضاف: "هذا غير مقبول ويجب على روسيا أن تتوقف عن هذه المقامرة النووية".

كما أعرب بوريل في تغريدته عن كامل دعمه للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام رافائيل غروسي للعمل على السلامة النووية في محيط المحطة.

لا مخاوف تتعلق بالسلامة النووية في زابوريجيا 

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد جولة لخبرائها في موقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، إنه لا توجد مخاوف فورية تتعلق بالسلامة النووية أو الأمن في الموقع. 

وذكرت الوكالة في بيان مساء الإثنين أن خبراءها "تمكنوا من تأكيد أنه، على الرغم من شدة القصف، بقيت المعدات الرئيسية سليمة ولا توجد هناك مخاوف فورية سواء أمنية أو تتعلق بالسلامة النووية". 

والأحد، طالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بوقف "فوري" لأي أعمال عسكرية في محطة زابوريجيا النووية بأوكرانيا، أيًا كان المسؤول عن تلك الممارسات، وذلك تعقيبًا على إعلان الوكالة رصد حدوث انفجارات قوية في محيط المحطة يومي السبت والأحد.

اتهامات متبادلة بين موسكو وكييف

وذكرت وكالة الأنباء الروسية الحكومية "تاس" أنه تم رصد 15 انفجارًا في موقع المحطة، متهمة الجانب الأوكراني بأنه المسؤول عن هذه الهجمات. لكن وكالة الطاقة النووية الأوكرانية "Energoatom"، قالت في وقت لاحق، إن الجيش الروسي ضرب منشآت داخل المحطة 12 مرة.

كما تتهم كييف روسيا بأن الهدف من ضربها محيط زابوريجيا هو قطع إمدادات الطاقة التي تزوّد أوكرانيا. 

وأشار مراسل "العربي" في كييف محمد زاوي إلى أن وكالة الطاقة النووية الأوكرانية قالت إن روسيا تتعمد وضع عوائق أمام خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية. 

وأعرب الكرملين عن قلقه إزاء تجدد القصف على محطة زابوريجيا، داعيًا الدول الأخرى لاستخدام نفوذها للمساعدة في إيقاف الهجمات على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.

كما حذّر الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة النووية الروسية أليكسي ليخاتشوف من خطر وقوع حادث نووي في المحطة، مشيرًا إلى مفاوضات جرت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محاولة لمنع وقوع الكارثة النووية المحتملة. 

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة