الخميس 2 مايو / مايو 2024

عين تونس على المونديال.. هل يحلّق "نسور قرطاج" في سماء قطر؟

عين تونس على المونديال.. هل يحلّق "نسور قرطاج" في سماء قطر؟

Changed

منتخب تونس
تتمنى الجماهير التونسية أن يتخطى منتخبها الدور الأول - غيتي
سجل المنتخب التونسي إنجازًا تاريخيًا في مشاركاته ببطولة كأس العالم حيث كان أول منتخب عربي وإفريقي يسجل فوزًا في المسابقة التي يصلها للمرة السادسة.

بمشاركة هي السادسة على غرار شقيقيه المنتخبين السعودي والمغربي الأكثر مشاركة في تاريخ مسابقة كأس العالم، يصل نسور قرطاج نهائيات مونديال كأس العالم في قطر 2022.   

لكنّ الحضور التونسي في هذه النسخة لم يأتِ من فراغ في بلاد مشبعة بالمواهب الكروية الرفيعة المستوى، حيث قدم "نسور قرطاج" منذ ظهورهم الأول في مونديال عام 1978 بالأرجنتين، أداءً راقيًا وسط مجموعة متجانسة عبدت الطريق للأجيال التي تلتها. 

ويتوجه المنتخب التونسي إلى مونديال قطر 2022، وعينه على تخطي عتبة الدور الأول لأول مرة في مشاركاته، حيث أوقعته القرعة مع فرنسا والدنمارك وأستراليا ضمن المجموعة الرابعة في النهائيات. 

نجوم تونس في قطر 2022

ويعول المدرب الوطني جلال القادري على تجانس نجومه، والقوة البدنية والصلابة التي يتحلى بها أسلوب لعب نسور قرطاج، وعلى رأسهم المحترفين في أوروبا، لا سيما الهداف وهبي الخرزي في نادي مونبيليه الفرنسي، بالاضافة لمنتصر الطالبي من نادي لوريون، وسيكون إلياس السخيري نجم كولن الألماني حاضرًا، والشاب النجم حنبعل المجبري من بريمينغهام الإنكليزي. 

وسيتزود "النسور" بخبرة كبيرة يجسدها لاعبو المنتخب المحترفون في البطولات العربية، وأبرزهم قائد المنتخب يوسف المساكني، لاعب الفريق العربي القطري، وعلي معلول لاعب الأهلي المصري، وسيف الدين الجزيري لاعب الزمالك، ونعيم السليتي لاعب الاتفاق السعودي، بالاضافة لنخبة من نجوم الدوري المحلي، كحراس المرمى الثلاثة في المنتخب، وغيلان الشعلالي لاعب نادي الترجي. 

ماذا عن مشاركات تونس السابقة؟

الأرجنتين 1978

وصل منتخب تونس "جنة المونديال" لأول مرة إلى بلاد تعج بالاضطرابات السياسية، التي كانت واجهة الأحداث حينها، ومع الضوء العالمي المسلط على الأرجنتين سياسيًا ورياضيًا، حيث انضمت أعرق منتخبات أوروبا لتنافس البرازيل والأرجنتين في عقر دار القارة اللاتينية. ووقع "نسور قرطاج" في مجموعة قوية ضمت حامل لقب 1974 ألمانيا، وبولندا ثالث كأس العالم السابقة وقاهر البرازيل حينها بموهبتي لاتو، وزامودا. بالاضافة إلى المنتخب المكسيكي. 

وافتتح نسور قرطاج مبارياتهم أمام المكسيك، التي أنهت الشوط الأول متقدمة بهدف وحيد، تحت أعين المدرب التاريخي التونسي عبد المجيد الشتالي، وبعد 10 دقائق من الشوط الثاني انقلب المشهد في استاد جيغانتي دي أروييتو، ليكشف الفريق العربي أمام العالم، عن نجوم حفروا في ذاكرة الكرة العربية لحظات لن تنسى. 

فعادل المدافع علي الكعبي لبلاده، وبعد 10 دقائق أخرى تقدم نجيب غميص بهدف جديد للنسور، ولم تنته المباراة إلا بهدف ثالث من توقيع مختار ذويب، وبقيادة "مايسترو" التوانسة حينها طارق ذياب، تمكن "نسور قرطاج" من تحقيق أول فوز للمنتخبات العربية والإفريقية في تاريخ مسابقة كأس العالم، ومن ظهورهم الأول.

وواجه منتخب تونس في المباراة الثانية، منتخب بولندا بجيل لاعبيه الذهبي، وبهدف وحيد فقط استطاع الأسطورة لاتو، تسجيل الفوز لمنتخب بلاده، في مباراة كبيرة قدمها نسور قرطاج. 

وكان المنتخب التونسي بحاجة لفوز أو تعادل شرط خسارة أو تعادل بولندا في مباراته الثالثة، لكن المنافس كان منتخب ألمانيا المدجج بالنجوم، وحامل لقب كأس 1974، وفيما ظن الجميع أن المباراة في متناول "المانشافت"، كان المنتخب التونسي يقدم واحدة من أجمل مباريات العرب في المونديال، ويخرج متعادلًا سلبًا أمام بطل العالم. لكن هذا لم يشفع له بالتأهل وخرج "نسور قرطاج" مرفوعي الرأس من أول مشاركة مونديالية لهم.

فرنسا 1998

انتظر نسور قرطاج 20 عامًا ليظهروا مجددًا في ساحة الحدث الرياضي الأبرز، فوصل بقيادة البولندي هنري كاسبرزاك، مونديال فرنسا، على رأس كوكبة من نجوم اللعبة حينها، كالحارس شكري الواعر، والمدافع سامي طرابلسي، و النجم زبير بية، والمهدي سليمان الذي كان يلعب لصالح نادي فرايبورغ الألماني.

وأسفرت القرعة حينها عن مجموعة صعبة أمام منتخب تونس، فوقع بين المنتخبات الإنكليزية والرومانية والكولومبية، وكان عليه أن يفتتح مبارياته أمام تشكلية إنكليزية ثقيلة، ضمت لاعبين كبار كالهداف آلان شيرر، ودايفيد بيكهام وبول سكولز، ومايكل أوين، وريو فرديناند. 

واستطاع أسود المملكة البريطانية الفوز في المباراة الأولى بنتيجة 2-0 سجلهما شيرر وسكولز، وفي حين كان من المتوقع أن يخطف المنتخب التونسي الذي أبلى بلاء حسنًا في الأداء، أي نتيجة إيجابية أمام كولومبيا، استطاع المنتخب الأخير الفوز بهدف يتيم، وقبل انتهاء الرحلة في فرنسا، خطف نسور قرطاج نقطة وحيدة من رومانيا، التي تصدرت المجموعة حينها، وتعادل معها 1-1، بهدف سجله اللاعب اسكندر السويح بضربة جزاء. 

كوريا الجنوبية واليابان 2002

وبعد أربعة أعوام، عاد المنتخب التونسي ليشارك في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، وهذه المرة اختار الاتحاد المحلي، مدربًا وطنيًا وهو عمار السويح. 

لكن نتائج تونس لم تختلف كثيرًا عن مونديال فرنسا، وخرج بنقطة واحدة أيضًا إثر تعادل وحيد حققه أمام منتخب بلجيكا بنتيجة 1-1، حيث سجل هدف نسور قرطاج رؤوف بوزيان، لكن ذلك جاء بعد خسارة أمام روسيا 2-0، وأنهى مشاركته في المجموعة الثامنة أمام اليابان وجماهيرها بخسارة مماثلة، ليودع الدور الأول من جديد. 

ألمانيا 2006 

واصل المنتخب التونسي حضوره في مسرح المونديال، وبلغ مونديال ألمانيا ليقع في مجموعة تضم شقيقه المنتخب السعودي، إلى جانب كل من إسبانيا وأوكرانيا. 

وفي مباراة أولى استهل منتخبا تونس والسعودية مشوراهما في لقاء ناري، انتزع فيها نسور قرطاج التعادل في الوقت بدل عن الضائع بعد أن تقدم الأخضر بهدفين لهدف طوال المباراة، لكن اللاعب راضي الجعايدي، عادل للتوانسة في الدقيقة 93، ومسجلًا النقطة الوحيدة لمنتخب المدرب الفرنسي روجيه لوميير. 

ورغم المفاجئة التي حققها اللاعب جوهر المناري في المباراة الثانية لتونس، حين تقدم على منتخب إسبانيا بهدف مبكر، استعادت تشكيلة لاروخا حيويتها المعهودة وقلبت الطاولة لمصلحتها 3-1. أما المباراة الأخيرة فاحتاج أسطورة أوكرانيا أنديره تشيفشينكو لهدف بضربة جزاء بالدقيقة 70 لينهي اللقاء لمصلحة منتخب بلاده 1-0. 

روسيا 2018

غاب منتخب تونس عن مسابقة المونديال 3 مرات متتالية، لكنه وصل نهائيات مونديال روسيا 2018، بقيادة المدرب الوطني نبيل معلول، ونخبة من اللاعبين البارزين سيكون عدد منهم حاضرًا في قطر 2022، كعلي معلول لاعب الأهلي، ووهبي الخرزي، وديلان برون، وغيلان الشعلالي، وفرجاني ساسي. 

ورغم تقدم المستوى واحتراف عدد كبير من نجوم تونس في الخارج، شاءت الأقدار أن يقع نسور قرطاج مجددًا في المجموعة السابعة أمام إنكلترا وبلجيكا بنجومهما الكبار وأولهم دي بروين. 

وفي المباراة الأولى قدم نسور قرطاج مستوى رائعًا، وصالوا وجالوا في ملعب فولفوغراد، أمام منتخب إنكلترا الذي بادر بالتسجيل عن طريق هاري كين، لكن نسور قرطاج ردوا قبل نهاية الشوط الأول بهدف من ضربة جزاء سددها فرجاني ساسي، ليتعادل المنتخبان 1-1، وفي الشوط الثاني استمر الأمر على ما هو عليه، حتى انتهت الدقائق الـ90 للمباراة، لكن ركنية بعد دقيقة من الوقت بدل عن الضائع، أنهت أحلام التوانسة، بضربة رأسية لهاري كين الذي سجل هدفه الثاني. 

وأمام أبرز المرشحين حينها للمونديال، تسببت أخطاء دفاعية حقيقية، بانهيار النسور أمام دي بروين ولوكاكو، اللذين دكا شباك المنتخب التونسي بخمسة أهداف، رغم أن هجوم المنتخب العربي كان عند التوقعات وسجل هدفين، بواسطة وهبي خرزي وديلان برو. وأنهى منتخب تونس رحلته في روسيا بفوز هو الثاني له بتاريخ كأس العالم، وكان أمام بنما بنتيجة 2-1 ، سجلهما الخرزي، وفخر الدين بن يوسف. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close