الأربعاء 12 يونيو / يونيو 2024

"غموض وقلة وضوح".. تقرير أميركي يكشف تعقيدات الانسحاب من أفغانستان

"غموض وقلة وضوح".. تقرير أميركي يكشف تعقيدات الانسحاب من أفغانستان

Changed

تقرير إخباري لـ"العربي" عن انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان (الصورة: غيتي)
لا تزال واشنطن مهتمة بكشف التفاصيل الدقيقة التي رافقت انسحاب قواتها من أفغانستان بمشهد ترك تداعياته على إدارة الرئيس جو بايدن وشكك بقراراتها.

خلُص تقرير رسمي أميركي إلى أنّ المسؤولين عن عمليّات الإجلاء الجماعيّة من أفغانستان خلال صيف 2021، واجهوا عراقيل بسبب عدم وجود إدارة مركزيّة للأزمة والغموض، الذي اعترى مسألة اتّخاذ القرار والرسائل العلنيّة المُلتبسة، التي صدرت عن واشنطن آنذاك.

وانتهى العمل على هذا التقرير الداخلي لوزارة الخارجيّة الأميركيّة قبل أكثر من عام، لكنّه نُشر الجمعة عشيّة عطلة نهاية الأسبوع الطويلة في الولايات المتحدة بمناسبة العيد الوطني في الرابع من يوليو/ تموز الجاري.

وقد شكّل ذلك الانسحاب الذي انتهى في 30 أغسطس/ آب 2021 صدمة للأميركيين وحلفاء الولايات المتحدة بعدما تغلبت حركة طالبان في أسابيع على القوات الأفغانية التي درّبها الغرب، ما أجبر آخر القوات الأميركية على تسريع مغادرة البلد من مطار كابل.

في الأثناء، قُتل 13 عسكريًا أميركيًا و170 أفغانيًا في هجوم انتحاري في محيط المطار المزدحم، حيث أقيم جسر جوي عسكري غير مسبوق أجلي عبره أكثر من 120 ألف شخص في غضون أيام.

"لا قرارات واضحة"

ودعا التقرير الذي نشر أمس إلى إجراء إصلاحات تشمل تعيين مسؤول واحد فقط في أيّ أزمة مستقبليّة، وفصل التخطيط للإجراءات الطارئة عن الاعتبارات السياسيّة.

وكان وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن أمر بإجراء هذه المراجعة بعد مشاهد الفوضى في مطار كابل الدولي حينها، عندما نظّم الجيش الأميركي عمليّة إجلاء واسعة.

وأشاد التقرير بنجاح هذا الجسر الجوّي الذي أتاح إجلاء 125 ألف شخص بينهم 6 آلاف أميركي، لكنّه أشار إلى أنّ عمليّة الإجلاء واجهت "تحدّيات كبرى" مرتبطة بواقع أنّ كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن "لم يتّخذوا قرارات واضحة" منذ البداية من حيث إجلاء الأفغان المعرّضين للخطر.

وأضاف التقرير أنّ "التغييرات المستمرّة في التوجيهات، والرسالة التي بُعِثت من واشنطن زادت الارتباك". وذكر "أنّ إدارة بايدن ورثت تأخيرًا في ملفّات طلبات التأشيرات التي تراكمت خلال إدارة دونالد ترمب".

تباين كبير بين إدارتين

وتُظهر هذه الوثيقة التي تستند إلى أكثر من 150 مقابلة مع مسؤولين سابقين وحاليّين، تباينًا كبيرًا في النهج بين الإدارتَين، يتمثّل في "نقص نسبيّ" في الاستعدادات من جانب الأجهزة الحكوميّة في ظل الإدارة الجمهوريّة وإجراءات "شديدة" في ظلّ الإدارة الديمقراطيّة التي فوجئت بسرعة الأحداث.

وكانت الاستخبارات الأميركيّة تعتقد أنّ الحكومة الأفغانيّة الموالية للغرب قادرة على الاحتفاظ بالسيطرة على كابل "أسابيع أو حتّى أشهرًا".

وأوضح التقرير أنّ "الأمر الذي أعاق إلى حدٍّ ما الاستعداد للأزمة وتخطيط" الاستجابة لها تمثّل في "الخشية من إرسال إشارة خاطئة، خصوصًا رسالة قد توحي بأنّ الولايات المتحدة لم تعُد تثق في الحكومة الأفغانيّة" وبالتالي تسريع سقوطها.

واقترح التقرير أن توضَع برامج للإجلاء بشكل روتيني، في حين تحدّثت تقارير صحافيّة في الآونة الأخيرة عن استعدادات أميركيّة في حال اندلاع أزمة في تايوان.

إشادة أميركية

في مذكّرة وجّهها إلى موظّفي وزارة الخارجيّة الجمعة، أشاد بلينكن بصفات "الشجاعة والبراعة والتفاني" الاستثنائيّة لدى الموظّفين الأميركيّين في أفغانستان، واعدًا باتّباع توصيات التقرير.

وقال إنّ "الدروس المستفادة (بعد الانسحاب) ساعدتنا بالفعل في استجاباتنا في أوكرانيا والسودان وأماكن أخرى".

من جهته، كشف مسؤول أميركي كبير تحدّث شريطة عدم كشف اسمه، أنّ أجزاء من التقرير بقيت سرّية لأسباب أمنيّة.

وأشار إلى أنّ وزارة الخارجيّة اتّبعت بالفعل توصيات واردة في التقرير، ولا سيّما من خلال تحديد أشخاص قد يُكلّفون الاستجابة لأزمات مستقبليّة.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close