بالتوازي مع إيقاف المحكمة العليا السويدية، تسليم قيادي كبير في منظمة "غولن" إلى أنقرة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، أن بلاده ستوقف طلبي فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" ما لم تلتزما بالتعهدات التي قطعتاها على نفسيهما الشهر الماضي بخصوص مكافحة الإرهاب.
وخلال خطاب وجهه أردوغان إلى الشعب التركي عقب اجتماع للحكومة ترأسه في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، قال إن السويد "لا تلتزم بشكل جيد" حاليًا.
وكانت فنلندا والسويد قد قررتا البقاء طويلًا على الحياد، لكن الانضمام إلى الناتو جاء رد فعل على الهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا، بيد أن عضوية "الناتو" تحتم موافقة جميع الأعضاء على انضمام الدول المرشحة.
لكن فنلندا والسويد قوبلتا بمعارضة من تركيا التي تتهمهما بدعم جماعات تعتبرها إرهابية وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني "بي كا كا"، ومنظمة "غولن".
وتبرر أنقرة موقفها بأنها أولًا تريد تجنب الخطأ الذي ارتكب سابقًا بانضمام اليونان، وثانيها باتهام البلدين بإيواء "إرهابيين" من حزب العمال الكردستاني، وثالثها جنوح سياستها للوساطة بين موسكو وكييف.
ووقعت الدول الثلاث اتفاقًا في قمة حلف الأطلسي، بمدريد الشهر الماضي، لرفع حق النقض التركي، مقابل تعهدات بخصوص مكافحة الإرهاب وتصدير الأسلحة.
غياب المؤشرات
وقالت تركيا إنها ستراقب عن كثب تنفيذ الاتفاق لتصدق على طلبي الدولتين بالانضمام إلى عضوية الحلف.
ولفت الرئيس التركي، إلى إنه لا توجد مؤشرات جيدة من السويد حول تعهداتها لأنقرة المتعلقة بطلب ستوكهولم الانضمام إلى الناتو.
ومضى أردوغان يقول: إن تركيا ستجمد عملية انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف إن لم تتخذا الخطوات اللازمة للإيفاء بشروط أنقرة.
وتزامن كلام أردوغان مع منع المحكمة العليا السويدية تسليم يلماز آيتان، العضو البارز في تنظيم "غولن" والذي كان يدير مدارس التنظيم في أفغانستان، إلى تركيا، رغم توقيع ستوكهولم اتفاقًا مع أنقرة يسمح للسويد بالانضمام إلى حلف الناتو طالما أنها تتخذ خطوات لمعالجة مخاوف تركيا بشأن الإرهاب.
ومنذ 2018، يقيم آيتان، البالغ من العمر 48 عامًا في السويد، الذي تقدم بطلب اللجوء إليها وحصل على تصريح الإقامة الدائمة فيها هربًا من الحملة التي أطلقت ضد التنظيم، بحسب إعلام سويدي.
وذكرت صحيفة "Dagens Juridik" المحلية اليومية، مؤخرًا، أن تسليم آيتان إلى تركيا جرى إيقافه من قبل المحكمة العليا، التي قالت إن تعاطف آيتان مع تنظيم "غولن" لا يعد جريمة في السويد.
وكشفت السلطات التركية، أن آيتان هو مستخدم لتطبيق الاتصال المشفر "باي لوك" الذي تستخدمه "غولن" وهو من بين كبار أعضاء التنظيم.
طلب رسمي تركي
وكانت وزارة العدل التركية قد قدمت طلبًا إلى السويد لتسليم آيتان بتهمة "تشكيل/ قيادة منظمة إرهابية مسلحة".
وشهدت تركيا في 15 يوليو/ تموز 2016، محاولة انقلاب نفذتها عناصر محدودة من الجيش تابعة لتنظيم "غولن"، قوبلت باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، ما أجبر الانقلابيين على سحب آلياتهم العسكرية من المدن وأفشل مخططهم، وفق وكالة الأناضول الرسمية.
وكان رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أكد أنه من غير الصحيح تفسير مذكرة التفاهم المبرمة بين تركيا والسويد وفنلندا على أنها وثيقة انضمام الأخيرتين إلى حلف شمال الأطلسي، وأن أنقرة ستقيم مدى التزام ستوكهولم وهلسنكي ببنودها.
وفي 28 يونيو/ حزيران الماضي، وقعت تركيا والسويد وفنلندا، مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضوية البلدين الأخيرين في الناتو، على هامش قمة الحلف في مدريد، بعد تعهد البلدين الأوروبيين بالاستجابة لمطالب أنقرة.
وسبق وأكدت الحكومة السويدية إنها بصدد اتخاذ عدد من الاجراءات لطمأنة تركيا انطلاقًا من باب حسن النوايا، بينما تشدد أنقرة على ضرورة رؤية خطوات ملموسة في هذا الإطار.