اعتبرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن التخفيضات المفاجئة في إنتاج النفط التي أعلنتها السعودية ودول أخرى في أوبك بلاس اليوم الأحد غير منطقية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: "لا نعتقد بأن التخفيضات منطقية في هذا التوقيت بالنظر إلى حالة عدم اليقين التي تكتنف السوق، وقد أوضحنا ذلك".
تخفيضات بهدف دعم استقرار السوق
وتستهدف التخفيضات الإضافية بمقدار 1.16 مليون برميل يوميًا دعم استقرار السوق.
وقد قرّرت السعودية والإمارات والكويت، بشكل منسق خفض إنتاجها اليومي من النفط بإجمالي 772 ألف برميل يوميًا، بدءًا من مايو/ أيار المقبل حتى نهاية العام الجاري.
واتخذ العراق خطوة مماثلة، بينما أعلنت الجزائر خفضًا "طوعيًا" مقداره 48 ألف برميل يوميًا في الإطار الزمني نفسه.
وستنفذ السعودية تخفيضًا طوعيًا، في إنتاجها من البترول الخام، مقداره 500 ألف برميل يوميًا، بينما ستخفض الإمارات العربية المتحدة بشكل طوعي إضافي إنتاجها من النفط بمقدار 144 ألف برميل يوميًا. ومن جهتها، ستخفض الكويت انتاجها النفطي بمقدار 128 ألف برميل يوميًا.
كذلك أعلنت روسيا تمديد خفض إنتاجها من النفط الخام بواقع 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية عام 2023.
وكان المنتجون قد نفّذوا بالفعل اتفاقًا في وقت سابق بخفض الإنتاج مليوني برميل يوميًا حتى نهاية العام الجاري.
دعم المستهلك الأميركي
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: "نركز على الأسعار للمستهلكين الأميركيين، وليس البراميل، وقد انخفضت الأسعار بشكل كبير منذ العام الماضي، بأكثر من 1.50 دولار للبرميل من ذروتها الصيف الماضي".
وأضاف: "سنواصل العمل مع جميع المنتجين والمستهلكين لضمان دعم أسواق الطاقة للنمو الاقتصادي وخفض الأسعار للمستهلكين الأميركيين".
ووفقًا لنادي اتحاد السيارات الأميركي (إيه.إيه.إيه)، بلغ متوسط أسعار البنزين في أنحاء الولايات المتحدة نحو 3.50 دولار للغالون اليوم الأحد.
ويمثل ذلك انخفاضًا 30% مقارنة بأعلى مستوى بلغه في يونيو/ حزيران الماضي حين تجاوز خمسة دولارات للغالون.
استقرار الأسعار ودعم روسيا
ويشير خبير اقتصادات النفط والطاقة ممدوح سلامة إلى أن الخفض الجديد يهدف إلى تحقيق استقرار الأسواق العالمية ومنع تذبذب الأسعار في ضوء المخاوف التي ظهرت قبل أسبوعين عندما انهار بنك سيليكون فالي وتبعه بنوك رئيسية في الاتحاد الأوروبي.
ويعتبر سلامة في حديثه إلى "العربي" من لندن أن منظمة أوبك بلاس تسعى للتضامن مع روسيا ضد سقف السعر الذي فُرض على صادرات النفط الروسية.
ويؤكد أن أوبك تنظر بشكل رئيسي إلى استقرار الأسعار ولا سيما وأن الغالبية العظمى من دول أوبك بلاس تحتاج إلى سعر لخام برنت يصل إلى 100 دولار للبرميل الواحد لموازنة ميزانياتها.