الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

فرنسا تسعى لاستعادة نفوذها في إفريقيا.. هل يغيّر ماكرون سياسته؟

فرنسا تسعى لاستعادة نفوذها في إفريقيا.. هل يغيّر ماكرون سياسته؟

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" تسلط الضوء على مساعي فرنسا لاستعادة نفوذها وتموضعها في إفريقيا (الصورة: رويترز)
تتزايد مخاوف باريس بشكل أكبر بسبب تنامي التنافس الدولي وتمدد النفوذ الروسي والصيني، وربما حتى التركي في القارة السمراء.

تسابق فرنسا الزمن سعيًا لإعادة تموضعها في القارة السمراء، مستفيدة من حاجة إفريقيا المتزايدة من الطاقة والغذاء، اللذين ارتفع سعرهما مؤخرًا بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.

ويعد بسط النفوذ في القارة الإفريقية إحدى أبرز الأولويات على الخريطة الدبلوماسية الفرنسية باعتراف كل حكام قصر الإليزيه، وحتى في ظلّ حكم الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون.

ولأن إفريقيا تعتبر منطقة نفوذ تقليدية لفرنسا، تتزايد مخاوف باريس بشكل أكبر بسبب تنامي التنافس الدولي حولها وتمدد النفوذ الروسي والصيني، وربما حتى التركي في القارة السمراء.

فشل في استئصال التطرف

إلى ذلك، يؤرق الوضع الأمني المتوتر في إفريقيا الإليزيه، ولا سيما بعد فشل الجهود العسكرية الفرنسية في القضاء على الحركات المتشددة في دول الساحل الإفريقي عبر عملية "برخان"، التي بدأت عام 2014.

وأدى الفشل في استئصال التطرف في عدد من الدول الإفريقية إلى تنامي السخط الشعبي الإفريقي على الوجود العسكري الفرنسي، في ظل هذا الوضع الذي لم يكن إطلاقًا في صالح فرنسا.

وعجّل ماكرون بإنهاء عملية "برخان" في منطقة الساحل وتقليص الوجود العسكري هناك، فضلًا عن الانسحاب تمامًا من مدن تساليت وكيدال وتمبوكتو في شمال مالي.

كما أشار الرئيس الفرنسي إلى أن بلاده ستقيم بدلًا من القواعد العسكرية أكاديميات مشتركة تدعم التدريب.

وتضع البلدان الإفريقية التابعة لفرنسا أكثر من 85% من مداخيلها تحت رقابة البنك المركزي الفرنسي، فيما تضخ 50% من احتياطاتها إلى باريس، وهو الأمر الذي أدى إلى خروج مظاهرات شعبية في كل من مالي والنيجر وتشاد. وترفض بوركينا فاسو المقاربة الفرنسية في التعامل مع دولهم مجتمعة.

"سنرى لمن تكون الغلبة"

ويؤكد قائد البعثة العسكرية الفرنسية السابق في الأمم المتحدة الجنرال دويمينك ترانكون، وجود منافسة لفرنسا في القارة الإفريقية، قائلًا: "سنرى من ستكون له الغلبة في ذلك".

ويلفت في حديثه إلى "العربي" من باريس، إلى أن الروس يقدمون الأمن عن طريق المرتزقة الذين تدفع البلاد أجورهم، مشيرًا في المقابل إلى وجود جنود من دون أجر من قبل فرنسا.

ويضيف: "أما بالنسبة للغرب من الناحية الاقتصادية، فهناك منافسة بين الصين والولايات المتحدة والدول الأوروبية وكذلك إسرائيل، وسنرى من سيفوز".

ويتحدث عن "روابط قوية تجمع فرنسا مع الدول الإفريقية، وكذلك روابط لغوية مع بعضها"، مردفًا بأن من الناحية التاريخية هناك الكثير من الإفريقيين الذين يعيشون في فرنسا.

ويشير ترانكون إلى أن "اقتراح ماكرون تمثّل بتغيير الأسلوب الذي تتعامل به فرنسا مع الدول الإفريقية". 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة