الخميس 2 مايو / مايو 2024

فوزه في 2017 عُد "مفاجأة".. هل يكون إيمانويل ماكرون "الاستثناء"؟

فوزه في 2017 عُد "مفاجأة".. هل يكون إيمانويل ماكرون "الاستثناء"؟

Changed

تقرير لـ "العربي" يقدم نبذة عن ماكرون (الصورة: غيتي)
يرفع ماكرون، المرشح الرئاسي والرئيس الخامس والعشرون لفرنسا، "أمة أكثر استقلالًا" عنوانًا لبرنامجه الانتخابي، معتبرًا أن العالم الآن عند مفترق طرق.

بوصولهما إلى جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الفرنسية يتكرّر سيناريو عام 2017 بين مارين لوبان وإيمانويل ماكرون، لكن الأخير يخوض المنافسة هذه المرة بوصفه رئيسًا منتهي الصلاحية، فإن شكل بفوزه قبل 5 أعوام "مفاجأة زمانه"، سيكون بقاؤه في الإليزيه استثناءً لم يحصل طيلة عقدين من الزمن. 

رفع ماكرون، المرشح الرئاسي والرئيس الخامس والعشرون لفرنسا، "أمة أكثر استقلالًا" عنوانًا لبرنامجه الانتخابي، معتبرًا أن العالم الآن عند مفترق طرق. وبينما أكد أن بوسع فرنسا أن تصنع الفارق، تعهّد بقيادة دفة بلاده ليعبر بها ما سماه بزمن الأزمات الجديدة.

وكانت ولاية ماكرون، الشاب الذي ينادي بالليبرالية والوسطية ومنحه الفرنسيون فرصة قبل 5 أعوام بوصفه وجهًا جديدًا، قد شهدت أزمات اقتصادية وصحية وعمالية لم تشهدها البلاد من قبل. 

تُذكر في هذا السياق أزمة السترات الصفر التي استمرت طوال عام 2019، وتُستعاد إضرابات قطاعات النقل والتعليم والصحة. كما تحضر قضية حارسه الشخصي، ولا تغيب عن الحسابات جائحة كورونا.

يُضاف إلى ما تقدم أزمات دولية على غرار انسحاب القوات الفرنسية من مالي، وتدهور العلاقات مع الجزائر، والأزمة الروسية الأوكرانية التي حاول من خلالها ماكرون لعب دور فعال. 

وإزاء سياسته الداخلية والخارجية، خرجت إشادات بسنّه قوانين عديدة للبيئة والاقتصاد والصناعة، وكونه أوروبيًا بامتياز وبرهن على ذلك في الحرب على أوكرانيا.

وبالتوازي، برز ناقمون رأوا أنه لم ينجز أيًا من وعوده التي أطلقها في حملته الأولى، وخوّلته الفوز بناء على استياء الفرنسيين من الأحزاب السياسية. 

كما اعتبر آخرون أنه بنى من حوله بطانة وثق بها، رغم الفضائح التي طالتها. ومن بين من أسند إليهم مناصب عليا قبل تبرئتهم، ريشارد فيرون، الذي عيّنه على رأس البرلمان رغم اتهامات بقضايا فساد. 

بدورها، تنتقد لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، أسلوب ماكرون في قيادة البلاد، فتقول إنه يظهر ازدراء النخبة للناس العاديين.

ماكرون يتعهد بالتجديد

في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية 2022، التي أفضت إلى المواجهة الثانية مع زعيمة حزب "التجمع الوطني"، حصل ماكرون على ما يزيد عن 27% من أصوات المقترعين. وهو يعِد بتجديد شامل وكامل لسياساته. 

يتعهد الرجل بمواصلة سعيه لتطوير ما يسميه بالاستقلال الإستراتيجي لأوروبا، ويدعو للتمسك بتعددية الأطراف في العلاقات الدولية، ويتحدث عن رغبته بجعل فرنسا أول دولة رائدة تنهي استهلاك النفط والغاز والفحم.

وإن كان قد حذّر من "حرب أهلية" إذا تم انتخاب لوبان، التي تشمل سياستها حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، فإن تقارير تشير إلى "تصاعد كبير لظاهرة الإسلاموفوبيا" في عهده، وتحوّل "سياسته بشدة في الآونة الأخيرة نحو اليمين".

وقد شهدت ولايته تضييقًا غير مسبوق على المسلمين، لا سيما بعد إصدار قانون مكافحة ما يسمى بـ"الانفصالية الإسلامية" ومحاولة خلق إسلام عصري على مقاس العلمانية الفرنسية.

من هو ماكرون الذي يخوض إذًا هذه المرة معركة "كسر عظام" مع لوبان، ليس بوصفه محدود الشهرة كما في عام 2017، بل باعتباره سيّد الإليزيه، وتشير استطلاعات الرأي إلى حظوظه المتقدمة للبقاء في القصر؟

ثامن رؤساء الجمهورية الخامسة

يُعد ماكرون ثامن رؤساء الجمهورية الفرنسية الخامسة. وُلد قبل 44 عامًا في منطقة بيكاردي غربي فرنسا لأسرة مثقفة.

وتشير سيرته الدراسية إلى أنه حظي بتكوين أكاديمي ناجح، حيث تخرّج في المعهد الوطني للإدارة؛ المؤسسة المرموقة التي تتخرّج منها النخب الفرنسية.

من أبرز ما يُسجل في سجل الرئيس الشاب مهنيًا أنه عمل في بنك "روتشيلد"، مصرفيًا استثماريًا ثم شريكًا إداريًا، غير أنه عمل قبل ذلك مفتشًا في وزارة المالية.

دخل ماكرون إلى الإليزيه بصفته أمينًا عامًا للقصر في عهد الرئيس السابق فرنسوا هولاند، ولاحقًا أصبح وزيرًا للاقتصاد والصناعة الرقمية. كان ذاك عام 2014، وبمضي سنتين فقط قرّر التخلي عن منصبه وخوض غمار الانتخابات الرئاسية.

أسّس حركة "إلى الأمام" التي عرّفها بأنها ليست يمينًا أو يسارًا. وفي استحقاق عام 2017 منحه الفرنسيون ما أراده بنسبة 66.1% من الأصوات في الجولة الثانية.

هل يفعلونها مجددًا، وقد دخل ماكرون حملته الانتخابية متأخرًا جدًا ثم جاء في الصدارة مع 27,8% من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية لعام 2022؟

تجيب عن هذا السؤال صناديق الاقتراع، التي يُرتقب فور إغلاقها أن تبيّن عن التوقعات الأولية من قبل منظمي استطلاعات الرأي.

في الأثناء يراقب ماكرون ويترقب، وإلى جانبه السيدة الأولى بريجيت ماكرون، ترونيو سابقًا، التي أثارت علاقتها به الاهتمام الشعبي والرسمي.

فهي كانت معلمته، وتكبره بـ 24 عامًا. وكما رافقته طيلة الأعوام الخمسة الماضية، تطل معه اليوم على مرحلة جديدة من تاريخ فرنسا، تأمل أن تحمل فرصة ثانية لزوجها على رأس البلاد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close