تمكن فريق برشلونة، ليلة أمس الأربعاء، من تحقيق فوز مهم خارج أرضه، حيث تغلب على باريس سان جيرمان في قلب العاصمة الفرنسية بنتيجة 3-2، في مباراة ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
وتألق من جانب الفريق الكاتالوني، المهاجم البرازيلي رافينيا الذي سجل هدفين، في حين لم يكن للنجم الفرنسي كيليان مبابي ظهور واضح في المباراة. قدم برشلونة الفائز باللقب خمس مرات أداء دفاعيًا قويًا حد من خطورة قائد فرنسا.
"مازلنا على قيد الحياة"
ودخل سان جيرمان المباراة دون هزيمة في آخر 27 مباراة له في جميع المسابقات، لكنه خسر أمام فريق برشلونة المتحمس الذي يتطلع لإعادة النادي إلى قمة كرة القدم الأوروبية.
وبعد مسيرة رائعة في الفترة من 2005 إلى 2015 التي شهدت فوزه بأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، فشل برشلونة في تجاوز دور 16 في مسابقة النخبة الأوروبية في ثلاثة مواسم متتالية، بعد تعرضه لهزيمة مذلة 8-2 أمام بايرن ميونخ في دور الثمانية بموسم 2019-2020.
وقال تشافي هرنانديز، مدرب برشلونة للصحفيين عقب اللقاء: "يجب أن نكون فخورين بالقول إن برشلونة مازال على قيد الحياة، لقد فهمنا كيف كان علينا العمل ضد أحد أفضل الفرق في العالم. إنه تفوق بسيط ولكننا حققنا فوزًا سيولد المزيد من الإثارة في مدينتنا وبين جماهيرنا".
وهيمن برشلونة على مجريات اللعب في بداية المباراة أمام الفريق الساعي للفوز بالبطولة لأول مرة، وتقدم بتسديدة من رافينيا الذي استغل كرة عرضية أخفق حارس المرمى جيانلويجي دوناروما في إبعادها من منطقة الجزاء في الدقيقة 37.
وبدا دوناروما متوترًا ومرتبكًا عدة مرات خلال المباراة، إذ لم تكن بعض قراراته موفقة إضافة إلى التردد، وهو ما كاد أن يمنح برشلونة التقدم في بداية الشوط الأول.
لكن سان جيرمان رفع مستواه في الشوط الثاني، وأدرك التعادل في الدقيقة 48 بتسديدة قوية من عثمان ديمبلي، قبل أن يحرز فيتينا الهدف الثاني مكللًا هجمة مرتدة سريعة باغتت برشلونة.
ولعب رافينيا تسديدة مباشرة رائعة مستغلًا تمريرة متقنة من البديل بيدري، ليدرك التعادل ويخيم الصمت على جماهير صاحب الضيافة. وواصل برشلونة ضغطه إلى أن سجل أندرياس كريستنسن هدف الفوز في الدقيقة 77 مستغلًا تردد دوناروما في إبعاد ركلة ركنية ليحولها لاعب برشلونة إلى داخل الشباك.
صحوة متأخرة
وفي إسبانيا، سجل أتلتيكو مدريد هدفين في الشوط الأول، قبل أن ينجو من انتفاضة متأخرة من بروسيا دورتموند ليفوز 2-1، في المباراة الختامية للمرحلة.
وسيطر الفريق الإسباني بشكل كامل على الشوط الأول، لكنه اضطر لامتصاص الضغط المتأخر من الفريق الألماني، الذي قلص الفارق عبر سيباستيان هالر في الدقيقة 81 ثم سدد مرتين في إطار المرمى.
وقال أنطوان غريزمان أفضل لاعب في المباراة: "لقد فزنا، وهذا هو الشيء المهم، نحن بحاجة الآن للذهاب إلى هناك (على أرض دورتموند) ونأمل في أن نتمكن من الفوز".
ووضع الفريق الإسباني، الذي يبحث عن مكان له في الدور قبل النهائي لأول مرة منذ سبع سنوات، الفريق الضيف في موقف دفاعي خلال مباراة محمومة اعتمدت على الضغط المتقدم وأتى ذلك بثماره بعد أربع دقائق، عندما تباطئ غريغور كوبيل حارس دورتموند في التمرير ليعترض رودريغو دي بول الكرة، وينطلق بها نحو المرمى ويسكنها الشباك.
وبعدها بثلاث دقائق فقط، تصدى كوبيل لتسديدة رائعة بيد واحدة مبعدًا لمسة من أكسل فيتسل بكعب القدم فوق العارضة. وعانى الألمان بشدة لإخراج الكرة من نصف ملعبهم، وكانت أفضل فرصهم هي تسديدة منخفضة من ماتسن، أبعدها يان أوبلاك حارس أتلتيكو إلى خارج الملعب.
لكن أتلتيكو هو الذي سجل مرة أخرى بفضل خطأ دفاعي آخر، إذ استطاع صمويل لينو، الذي سيغيب عن مباراة الإياب الأسبوع المقبل بعد حصوله على إنذار، مضاعفة تقدم فريقه في الدقيقة 32 اثر تمريرة حاسمة من غريزمان.
"نعرف ما يجب القيام به"
ومنح إشراك جوليان براندت في الشوط الثاني دفعة لدورتموند في الهجوم على الفور، لكن لينو أجبر الحارس كوبيل على التصدي بشكل رائع لمحاولته في الدقيقة 75، قبل أن يقلص هالر الفارق في الدقيقة 81 ليحسن حظوظ الفريق الألماني قبل مباراة الإياب يوم الثلاثاء المقبل.
وتمكن المدافع ماتس هوملز، الذي خاض مباراته رقم 500 مع دورتموند، من الحفاظ على بقاء الفريق في المباراة إذ انزلق ليوقف محاولة أنخيل كوريا.
وكان بوسع الألمان حسم المباراة مرتين في وقت متأخر منها، حيث ارتدت تسديدة جيمي بينو-غيتنز، التي غيرت اتجاهها من العارضة في الدقيقة 87 كما ارتدت ضربة رأس من براندت في اللحظات الأخيرة من إطار المرمى في الوقت المحتسب بدل الضائع.
وقال إيدن ترزيتش مدرب دورتموند: "تبقى كل الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات، شعرنا اليوم بما يريدون والآن نعرف ما يتعين علينا القيام به على أرضنا".