Skip to main content

"في أدنى مستوياتها تاريخيًا".. ما فرص تحسن العلاقات الأميركية الروسية؟

السبت 21 يناير 2023

بين موسكو وواشنطن حكاية صراع لا يخفت إلا ليتقد مجددًا، وما حرب أوكرانيا إلا حلقة أخرى في سلسلة هذا الصراع الطويل.

فقد أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن العلاقات الثنائية اليوم بين روسيا والولايات المتحدة في أدنى مستوياتها تاريخيًا، مستبعدًا فكرة أن تتغير الأمور في فترة ولاية الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن.

فتصريح الكرملين قد لا يفاجئ واشنطن، فمنذ بدء الحرب في أوكرانيا ويدها ممدودة إلى كييف في موقف دعم صريح ومتزايد، بحيث تشير آخر معطياته إلى مساعدات عسكرية تشمل خمسين مدرعة من طراز "برادلي" مع تدريب القوات الأوكرانية على استعمالها، وفق تصريح وزير الدفاع الأميركي.

يضاف إلى ذلك تضييق اقتصادي على موسكو بقيادة أميركية لمجموعة السبع، في مسعى لمراجعة مستوى الحد الأقصى لأسعار النفط الروسي بداية مارس/ آذار المقبل.

ويذهب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إلى حد استهداف أذرع موسكو بإعلان مجموعة "فاغنر" الروسية منظمة إجرامية.

في المقابل، يرد مؤسس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين على تهديد البيت الأبيض متهكمًا، ويقول وأخيرًا أصبحت فاغنر والأميركيون زملاء في تفكيك الجرائم.

تهكم فاغنر، يضيف عليه السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف اتهامًا للولايات المتحدة باستغلال الوضع في أوكرانيا لتمويل ازدهار المجمع الصناعي العسكري الأميركي.

وقال أنطونوف إن صناعة الدفاع الأميركية لم تر مثل هذه الأرباح حتى خلال سنوات الحرب الباردة.

إذًا هي مواجهة معلنة وأخرى خافية ليست جديدة على العلاقة بين واشنطن وموسكو ساحتها اليوم حرب مفتوحة في أوكرانيا، وربما تمتد إلى ساحات أخرى.

ما فرص تحسن العلاقات الأميركية الروسية؟

وفي هذا الإطار، يعرب الكاتب والباحث في العلوم السياسية رولاند بيجاموف عن اعتقاده بأن العلاقات بين واشنطن وموسكو لن تتحسن في المدى القريب على الأقل في ظل هذه الإدارة الديمقراطية، مشيرًا إلى إمكانية حدوث تغيرات وتعديلات إذا جاء الجمهوريون للسلطة.

ويشير في حديث لـ"العربي" من العاصمة الروسية موسكو، إلى أن كلا الطرفين الروسي والأميركي فقدوا تقريبًا فن ومهارة إدارة المواجهة التي كانت دائمًا بين الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا الحديثة والولايات المتحدة، لأن هذه العلاقات كانت دائمًا تتميز بالتنافس والمواجهة، ولم تصل إلى نقطة المجابهة، على الرغم من أن هناك بعض المحللين يعتقدون أنه قد يحدث ذلك.

ويضيف بيجاموف أنه ما زالت هناك بعض الفرص لقيادة مسار هذه العلاقات إلا العلاقة الطبيعية، وأنه يمكن إيجاد بعض السبل لتحسين هذه العلاقة على الأقل، من خلال فصل الملف النووي الإستراتيجي والملف الأوكراني وغيرها من الأمور لبدء التحرك في استعادة العلاقات الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن هذه الفرص ضئيلة في الوقت الحاضر وفي ظل إدارة بايدن.

وبشأن تصنيف واشنطن مجموعة "فاغنر" كمنظمة إجرامية دولية، يوضح بيجاموف أن هذا التصنيف يأتي في إطار هذه العلاقة المشحونة بين موسكو وواشنطن، مشيرًا إلى أن الاتهامات الأميركية مبنية في الدرجة الأولى على حقيقة أن كوريا الشمالية على سبيل المثال تورد القذائف إلى روسيا وإلى مجموعة فاغنر.

ويضيف أنه على الرغم من تسليم الملف إلى الأمم المتحدة، إلا أنه من الصعب إثبات أن كوريا الشمالية تزود روسيا بالقذائف لأن هناك حدودًا برية بين كوريا الشمالية وروسيا.

وفي حال إثبات ذلك، يقول بيجاموف: إن "كل الأسلحة والقذائف في كوريا الشمالية هي من العيار السوفياتي 122 ملم 125 ملم".

المصادر:
العربي
شارك القصة