تتواصل تداعيات جائحة كورونا في تعطيل الرعاية الصحية في العالم، إذ لم يحصل حوالي 25 مليون طفل حول العالم العام الماضي على اللقاحات الدورية التي تحميهم من الأمراض التي تهدد الحياة.
ويزيد هذا بمقدار مليوني طفل عن عام 2020، عندما تسبب الفيروس التاجي في فرض إجراءات إغلاق حول العالم، وستة ملايين طفل أكثر من عام 2019، وفقًا لبيانات جديدة أصدرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية.
ووصفت "يونيسف" الانخفاض في تغطية التطعيمات بأنه أكثر تراجع مستدام في تطعيم الأطفال في جيل واحد، مع عودة معدلات التغطية إلى مستويات لم نشهدها منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي.
وكان يؤمل في أن يشهد عام 2021 تعافي بعض الأمور بعد العام الأول من انتشار الجائحة، لكن الوضع ساء بالفعل، مما أثار تساؤلات حول جهود تعويض الخسائر.
ارتفاع بنسبة 37%
وأدرجت المنظمة بعض الأسباب التي عرقلت التعافي السريع للتطعيمات الدورية، منها التركيز على حملات التحصين ضد مرض كوفيد-19 عام 2021، وكذلك التباطؤ الاقتصادي والضغط على أنظمة الرعاية الصحية.
كما كشفت البيانات أن عدد الأطفال الذين لم يتلقوا أي تطعيمات ارتفع بنسبة 37% بين عامي 2019 و2021 من 13 إلى 18 مليون طفل، معظمهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وبالنسبة للعديد من الأمراض، يحتاج أكثر من 90% من الأطفال إلى التطعيم لمنع تفشي المرض. وكانت هناك بالفعل تقارير عن ارتفاع حالات الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك ارتفاع بنسبة 400% في حالات الحصبة في إفريقيا عام 2022.
وفي أول شهرين من العام الجاري، تم الإبلاغ عن ما يزيد عن 17 ألف إصابة بالحصبة في جميع أنحاء العام ارتفاعًا من نحو 9600 في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأظهرت البيانات أنه في عام 2021، فوت 24.7 مليون طفل جرعتهم الأولى من لقاح الحصبة، ولم يحصل 14.7 مليون طفل على الجرعة الثانية الأساسية. وبلغت نسبة التغطية 81% وهي الأدنى منذ عام 2008.
وفي شهر نيسان/ أبريل الماضي، أبلغت ملاوي عن أول حالة شلل أطفال منذ عقود، بينما سجّلت باكستان وهي واحدة من بلدين فقط (أفغانستان) لا يزال شلل الأطفال يستوطن فيهما، أول حالة لها منذ أكثر من عام في مايو/ أيار الماضي.